الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراق بلا ذكور

واصف شنون

2007 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ أواخر 1980 وحتى الأن يفقد العراق من الشبان ومتوسطي العمر والكهلة والشيوخ ما يعادل أكثر من مئة (ذكر ) يوميا ً،وفي حرب إيران والعراق إنتبه الجميع للنقص الحاصل في (ذكور ) الشعب،فأصدر قائد الحرب (المرحوم الأن ) قرارا ً سمي بـ(الحملة الوطنية للإنجاب )، ثم تلاه بوجوبية تعدد الزوجات على أن توافق الزوجة الأولى على الزواج الثاني والثالث والرابع وليس حسب الشريعة التي أقرت الزواج بأربعة نساء للرجل الواحد،وكان قرار سيد الحرب التفافا ً على الشريعة الأسلامية التي أعلنها بعد فشله في القومانية،والقانون العراقي المدني أنذاك يحرم الزواج أكثر من واحدة،فالحرب لها قوانينها المفروضة،ثم تم نقض كل ذلك بعد (أم المعارك ) حيث بدأ أمير الزمان التكريتي بحمتله الإيمانية الطائفية التي جلبت (غلاة الوهابية ) الى العراق لمواجهة (غلاة الشيعة من السكان ) وفعلت ما تفعله حتى الأن،ثم تبعها بقوانين تحفز الرجال المعارضين على الهرب من البلاد،فيما فرض على النساء مصاحبة رجل للسفر الى بلد مجاور.

وحين سقط النظام (الصدامي العلماني ) في العراق،كما يحلو لبعض( اليساريين الغربيين) تسميته،إزدادت مقاتل الذكور في العراق،وتزايد عدد الذكور الفارين بأنفسهم من بلاد الرافدين،مثلما تزايدت أعداد العوائل الفارة التي تريد أن تنجو من أجل الحياة،لكننا نرى ان الذكور وهم في الطبيعة أقوى من الأناث،أكثر قدرة على الفرار والمجازفة وتحدي المخاطرات،ناهيك عن الضعف الذي تتمثل به الأناث العراقيات،خاصة غير المتعلمات،وقوانين بلدان مجاورة كالأردن لا تقبل بمنح إقامة لمواطنة عراقية بدون( محرم )،الأمر الذي سوف يؤدي الى عوق إجتماعي خطير وهائل،خاصة وإن التمرد هو من طبيعة النفس البشرية ذكرا ً كانت أم أنثى.

نشهد الأن حرب تفجيرات الأسواق والشوارع والبنايات المكتظة المزدحمة بالسكان الأبرياء،الذين غالبيتهم من (الذكور) بين سني 16 الى 60 من اعمار العراقيين،فلو أخذنا بالحسبان إن الموتى اليوميين من العراقيين ومعدلهم اليومي تجاوز المئتين يوميا ً،سوف نجد إن الذكور يشكلون النسبة العظمى في أعداد الضحايا،الذين يخلفون ورائهم أيتام وأرامل في غالبيتهم العظمى نساء وأطفال،وفي غالبية الأطفال،بنات.

صور الحرب في العراق هي الأن صور نساء ينوحن ّ على فقدان الأحبة،أكثر من صور الخراب الدامي لبغداد مدينة بني عباس السابقين ذات الأربعين حرامي وألف ليلة وليلة،ليس في العراق جواري،فالوطنيون العراقيون لايقبلون بتقبل هذه الصورة عن مواطناتهم،ولكن الأمر ليس بأيديهم وحاجات النساء الأقتصادية والأجتماعية تدفعهن لأعمال لايعترف بها السياسيون العراقيون الحاليون.

نهاية الأمر إن في العراق ليست أزمة سياسية تقسم البلد الى ثلاثة أقاليم وحسب،بل أزمة إجتماعية حادة تشكلها نساء أكثر من( نصف المجتمع ) وهن عاطلات عن الأعمال،ولديهن أيتام،والتعليم والأمن غير متوفر لإنتاج أجيال تتواصل مع طريقة الحياة في المستقبل.

ترجمة عن مقال كتب باللغة الأنكليزية للكاتب نفسه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل