الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد.....

رشيد كرمه

2007 / 2 / 15
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


سألني رفيق لي ماهي دلالة ومغزى الإحتفاء بيوم 14 شباط ؟و لماذا يوم الشهيد الشيوعي أصلاً ؟
والحقيقة أن السؤال بحد ذاته لم يكن إعتباطياً. فالحزب الشيوعي العراقي لايحتاج الى تأرخة ٍ للشهيد , فهو ومنذ ( ولادته )مشروعا ًللشهادة نظراً لطروحات التنوير التي يبشر بها في مجتمعات يتدنى بل ينعدم فيها الوعي المعرفي وتشيع الخرافة ويستشرى الجهل ِوالغريب بل والملفت للنظرهذاالإصرار من لدن الشيوعيين على توقهم للحياة والعمل من أجلها كي تبدو خالية من الفقر والقهر والتسلط الى حد الأستشهاد فداءً عن الآخرين , فلا غروَ في ان يكنى الحزب الشيوعي العراقي بحزب الشهداء .
و يوم الشهيد الشيوعي هو ليس يوما خاصاً او محتكرأللشيوعيين.بل هو يوما تكريمياً ًمعنويا ًله دلالته الواضحة لكل من تعز عليه حقوق الإنسان ليس في العراق فقط وإنما في كل أرجاء المعمورة ...
واذاعدنا الى التأريخ البعيد, فسنجد ان الشهداء كثيرون ومتوحدون من حيث المغزى والهدف بالرغم من إختلافهم الفكري والإثني واللغوي والخ..
وهم خالدون في ضمائر الإنسانية وهم من صنع الحياة , وعلينا ان ننهل من معينهم الذي لاينضب .
وما من شك ان التأريخ القريب سيفرض حكمه أن عاجلا أو آجلا ًًو سيخلد ويستذكر بصوت عالٍ الوقفة البطولية لقادة الحزب الشيوعي العراقي , فهد وحازم و صارم , لالكونهم رمزاً للتنوير والتحدي ولكنهم غرسوا في الإنسان العراقي روح الإباء التي حاول أدعياء القومية والدين ان يمرغوها في الأوحال.....
فبين أعباء مخاض ولادة حزب يدافع عن مصالح العمال والفلاحين , كان الشيوعيين العراقيين يعبدون الطريق بدمائهم الزكية من أجل حقوق الإنسان ...
فلقد سيق قادة الحزب الشيوعي العراقي الى السجون والمعتقلات عام 1947 بتهم واهية وأصدرت الحكومة العميلة لبريطانياالعظمى آنذاك حكما بالإعدام , وسرعان ما تراجعت عن الحكم نتيجة التنديد والتضامن العالمي ..
وفي 10 كانون الأول من عام 1948 أصدرت الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي جاء في ديباجته ( ,, لما كان الإعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم ,ولما كان تناسي حقوق الإنسان وإزدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني , وكان غاية مايرنو إليه عامة البشر إنبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة .,,))
وكان جل عمل الشيوعيين العراقيين وأنصارهم و ( لازال ) هو: النضال دون هوادة في سبيل تلك الحقوق التي سطرها الإعلان العالمي والمواثيق التي أستكملت وأضيفت لاحقا ًولقد دفع الحزب الشيوعي العراقي الكثير من الدماء في سبيل تحرير الوطن من التبعية اياَ كان شكلها ومن العبث ان يتجاهل الكثيرون ذلك_ بقصد او دون قصد _ ومع هذا لابد للحزب ان ينأى بنفسه عما يجري بشكل واضح وهو على أعتاب المؤتمر الثامن والعراق يئن تحت وطأة ( إحتلال ) متعدد الأوجه والأشكال .... ولعل من المفيد العودة الى تراث الحزب والذي لم يعد ملكاً لطرف معين , كما انه لم يعد خافيا لمن أراد ان يبصر فلقد إهتم الحزب الشيوعي ومنذ الأربعينات بالديمقراطية الإجتماعية والسياسية , فلقد كتب يوسف سلمان يوسف ( فهد )مؤسس وقائد الحزب الشيوعي العراقي الفذ في جريد القاعدة _تموز عام 1943 : ثبت أن واجبنا تجاه الوطن هو نضالنا في سبيل الديمقراطية و أن من أهم مستلزمات الديمقراطية إبداء الرأي عن طريق النشر والخطابة وعن طريق الأحزاب والجمعيات والنقابات وعن طريق إنتخاب الشعب لممثليه وحكامه , ومن اولى المهام والواجبات توحيد صفوف المواطنين العاملين من أجل الحريات الديمقراطية ومن أجل خبز الناس ورفاههم ..
وإذا كان الحزب في مراحل تأريخية قد أخفق في تعميق نهج الديمقراطية الإجتماعية دون السياسية في تحالفاته فإنه بلا شك قد إستوعب الدرس ولا مناص من المطالبة بها وتعزيزها في صفوف الحزب الذي يخوض نضالأ مريرا و شاقا ً في بحر من الأحزاب والتجمعات والأفكار ( التكفيرية والإقصائية )
إن إستشهاد آلآلاف من الشيوعيات والشيوعيين في سبيل تحقيق المساواة بين الجنسين وإنهاء التمييز الطائفي والديني والقومي وإشاعة المعرفة والتعليم وحماية الثقافة والمثقفين والعمل المتواصل للحفاظ على جذور التآخي بين أبناء الشعب الواحد وصولا ً لحل عادل يوفر للأمة الكوردية حقها في العيش بالطريقة التي تختارها, لهو مثار إهتمام الناس جميعا ,
ويقينا أن أهداف وتطلعات اليسار العراقي ومنهم الشيوعيون وأصدقائهم وأنصارهم , وفئة رجال الدين المتنورين ومنذ الثلاثينات ( إصطدمت )و تصطدم دائما وأبدابالكهنوت الديني الذي ينسجم مع مصالح السلطات القمعية والتي دارت ظهرها الى إحتجاجات العالم المتمدن آنذاك من مغبة إعدام الشيوعيين فهد وحازم و صارم في يوم 14 شباط عام 1949.
إن إستشهاد الشيوعي على مر العصور , إستشهاد ٍ ينم ُعن وعي عالٍ بالمسؤولية , لأنه مرتبط بحلم الجماعة والوطن والحرية والسعادة والسلام والحب والعدالة الإجتماعية والتحضر والتطلع الى أمام صوب التقدم الى آفاق العلم ,وإذا توخينا الدقة والإختصار , فإن إستشهاد الشيوعي ترجمة لنكران الذات التي تتلاشى فيه ( الأنا ) وتنمو وتكبر الـ ( نحن ) أيام الإمتحان ( الإمتحان الأصعب ) والصفات او السمات التي ذكرتها وغيرها الكثير هي نقائض للطائفية والفئوية والعبوديةوالإرهاب والكراهة والإحتكار والخرافة والدجل ....أ فبعد َ هذا أيها الرفيق تسألني لماذا الإحتفال بيوم 14 شباط ؟
ولماذا يوم الشهيد الشيوعي أصلا ؟
فمجداً لكل الشهداء الشيوعيين وأنصارهم
وسلاما على مُثقل ٍ بالحديد...
وسلامُ على هضبات العراق وشطيه والجرف والمنحنى
سلام ُُ على قمرٍٍ ٍ فـوقها عـليـها هـفـا و إليـها رنـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ