الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى من نادى بقبول اعتذار محمد عمارة

جورج فايق

2007 / 2 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما كتبت مقال بعنوان أرفضوا اعتذار محمد عمارة مبيناً فيه أنه لا تسامح أو تهاون في مقضاته لأن كلام عمارة خطير و يريد به أن يسلب حياة مواطنين كل ذنبهم أنهم لا يؤمنوا بما يؤمن و كأن لا يكفي محمد عمارة و غيره ما نلاقيه كأقلية في جو أصبح مشحون بالطائفية و التوتر حتى يقلب عمارة في تاريخ فتاواهم الدموي و يأتي لنا بفتوى كفرنا و أهدار دمنا و كأن عمارة وجد أن نار الطائفية همدت فأراد إشعاله و سكب عليه وقود و كأن المسلمين في انتظار فتواه حتى يكفرونا
و عندما ذكرت أنه ليس من حق أحد أن يتنازل عن هذه الدعوة القضائية ويقبل اعتذاره ويسحب القضية لأنه لم يخطأ في حق فرد وإنما أخطأ في حق شعب مسالم كل ما يريده أن يحيا بكرامة في بلده، وهذا الشخص وأمثاله يريدوا أن يسلبوا حقنا في العيش بكرامة بل أنه يريد أن يسلب حياتنا بأكملها لأننا لا بدينه.
و انقسم موقف الأقباط بين مؤيد للاستمرار في الدعوى القضائية و بين
أخر مؤيد لقبول الاعتذار الوهمي الذي قدمه عمارة و لم يعتذر فيه عن أسلوبه و منهجه في الهجوم على العقائد الأخرى منذ أن كان ينشر في يوميات الأخبار و أنما اعتذر كما يقول عن كلمتين في كتابه (فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية ) و أنه نقلهم دون قصد عن حجة الإسلام الشيخ أبو حامد الغزالي وهما أهدار الدم و يريد أن يقنعنا أنه صعق من موقف الغزالي و فوجئ به رغم أن أي صبي صغير يحضر دروس دينية أن سألته عن موقف الإسلام من الكفرة سيقوله لك
وإلى الأقباط الذين يدعوا للتسامح و المغفرة و التنازل عن القضية المرفوعة ضد عمارة مستشهدين أن المسيح غفر لمن صلبوه و أنه قال أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونك جيد جداً أن نصل لهذه المرحلة السماوية المثالية في التسامح و الحب و لكن لا اعتقد أن دفاعك عن حقك و حق أولادك في العيش يغضب الله منك لأنم لم تسامح و تغفر لمن أراد قتلك أو قتل أولادك
لا أعتقد أن دفاعنا عن حياتنا و حياة أولادنا ضد كائن مسعور يريد أن ينهش لحمنا و يسفك دمنا يغضب الله
لا اعتقد إن الله يريدنا خائفين و خانعين و ملطشة للجميع بحجة التسامح و العفو
يسوع الوديع الهادئ الذي لم يكن يصيح أو يسمع أحد في الشوارع صوته ضفر حبل و صنع سوط و طرد باعة الحمام من الهيكل و قلب موائد الصيارفة بكل قوة و جرأة
لم يخنع للكتبة و الفريسيين و كان يقول لهم في مجامعهم و تجمعهم ويلاً لكم أيها الكتبة و الفريسيين لما يهادن أو يخشاهم بحجة أنهم معلمين و قادة و يجب أن يخضع لهم ووصفهم بأنهم قادة عميان
و لعل حديث محمد عمارة الأخيرة لمجدي مهنا في قناة دريم و الذي نشره موقع أقباط متحدون يوضح لمن نادى بقبول اعتذاراه هل كان اعتذار محمد عمارة حقيقة أم تمويه ؟
وكما قلت سابقاَ أنه لا يجوز التنازل عن حق المجتمع في القضايا الشخصية أنك تستطيع أن تتسامح في حقك أنت الشخصي كالميراث و خلافه و لكنك ليس من حقك مثلاً أن تتسامح مع قاتل أو لص لأن للمجتمع حق أن يعاقبه و ليس حقك أنت منفرداً
كذلك الأمر في موضوع محمد عمارة أنه ليس خلاف شخصي يجوز فيه التغاضي و التسامح بل أنه موقف منه و من غيره من الذين يريدوا أن يهدروا دماء من يؤمن بدينه و رسوله اعتماداً على فتواهم الكريمة و أطمئنوا يا من تريدوا التنازل أن القضاء لن يدين عمارة و سوف يظل دائماَ يتحفنا بكتاباته و افتراءاته علينا و أعتقد أنه في المرحلة القادمة سوف يتزعم حركة لتنفيذ فتواه عفواً أقصد فتوى أبو حامد الغزالي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah