الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جزيرة هيكل وصهينة الاسلام

خالد سليمان القرعان

2007 / 2 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


جزيرة هيكل وصهينة الإسلام

بعد أن ظهرت حركة التبشير في مصر عام 1932، وكان قد بدأها هيكل كمعركة من أجل حزبه المعارض آنذاك مع حكومة صدقي، تحولت هذه الحركة إلى تشكل جديد لحركة التعريب التي لم تشأ أن تقف موقف الهجوم والخصومة ، وحاولت إعادة النظر في مخططاتها على أساس إخفاء الشبهات وإظهار طابع التقريب للجماهير بترديد ما يرضيه ومنذ ذلك الحين فقد تحول طه حسين أيضا إلى كتابة هامش السيرة الذي مهما قيل في أخطاءه وأخطاره فقد كان في ظاهره مرضيا للطبقات الشعبية حيث أن طه حسين صاحب الشعر الجاهلي قد دعا إلى التحدث عن الإسلام والرسول (ص) ، بعد أن قضى زمنا في حركة التغريب التي تعود بدورها للانجليز وغيرهم آنذاك .


انبثق عن هذه الحركات آنذاك ، وأشهرها حركتي التغريب والتبشير : انطلاقات جديدة من معسكرات خصوم الإسلام والعروبة ، حيث أنكر محمود عزمي الدعوة الفرعونية وكانت تعمل هذه الحركة ضد حركة الوحدة العربية ثم دعا إلى الوحدة العربية ، وتحدث هيكل عن سيدنا محمد ( ص) ، والإمبراطورية الإسلامية وانشأ توفيق الحكيم قصة عن النبي محمد ( ص ) ، وأنه مهما قيل في أمر هذه الكتابات والتوجهات ودوافعها وانحرافاتها الدقيقة والخفية ، أنما كانت من اجل طرح مفاهيم مضطربة إزاء ارتفاع موجة اليقظة الإسلامية ومفاهيمها وذلك من خلال إنشاء جمعيات الشبان المسلمين وظهور العديد من المجلات الإسلامية ومهما قيل أيضا في هذا فان حرب الإسلام والعروبة قد انكسرت موجتها .

هذه الحركات والتي نبتت في معسكرات التغريب فجأة ، بالاتجاه إلى الإسلام والعروبة ؛ إنما كانت تخفي أخطارا شديدة : فهي تريد أن تسحب الزعامة الفكرية من أيدي الدعاة الجدد ، الذين يستمدون مفاهيمهم من خطر متصل بحركة اليقظة وبجوهر الإسلام ، تحت تأثير الأسماء اللامعة ، التي تحمل لواء الكتابة الإسلامية والعربية ؛ طه حسين ، وهيكل ، وتوفيق الحكيم ، والمازني ، ليس قط بل كانت تصر على أن الإسلام دين لاهوتي ، ولا تقر له بالرأي في مسائل السياسة والاجتماع والتربية ؛ وتنظر إلى التاريخ الإسلامي من خلال المناهج الغربية ؛ كما تنظر إلى الأدب العربي من خلال المذاهب الأوروبية ؛ ولا تحاكم الأدب العربي أو التاريخ العربي إلى مناهجه الأصيلة ؛ حيث تريد أن تفرض على الإسلام إطارا من الفكر الغربي فتذيبه داخله وتنحرف به عن هدفه وتتحكم فيه وفق الأساليب المنكرة للجوانب الروحية المرتبطة بالنواحي المادية في الإسلام أساسا ؛ إضافة إلى الإطار الغربي للثقافة العالمية الذي يريد أن يصهر الإسلام والفكر العربي في داخله كما صهر هيكل وطه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهم داخل فكره ومفكريه * ( انظر يقظة الفكر العربي )

لقد كان من أخطار تبعات ومفاهيم هذه الحركات الذي قام عليها هيكل
أولا : إثارة الأساطير ومزجها بالسيرة والسنة النبوية المحققة الموثقة .

ثانيا : تصوير الإسلام على صورة الأديان الأخرى .

ثالثا :بان الدنيا لاهوتية قائمة على العلاقة بين الله والفرد وداعيا إلى الرحمة والسلام .

رابعا : تجاهل وإنكار كامل لجوانب الإسلام الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .

خامسا : الدعوة إلى الإقليمية الضيقة والتي حمل لواءها قادة التغريب هيكل وطه حسين وقد دعمتها آنذاك السياسة الحزبية والحكومية بكل ما يتصل بها من نكران للغة العربية والقيم الإسلامية .

الأخيرة: تصحيح الدعوة إلى الشريعة الإسلامية وتصحيح الرأي فيها بعد أن هاجمها القانون الغربي بأنه أوفى بحاجات المجتمع والأنظمة السياسية الليبرالية والديمقراطية الغربية أوفت بحاجات الأمة العربية والإسلامية.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع