الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بديلا عن الترحيل من كركوك ..

هرمز كوهاري

2007 / 2 / 19
المجتمع المدني


تبدو مشكلة كركوك ، مشكلة مستعصية قد تأخذ ابعادا خارج نطاق العراق ،إذا لم نقل أنها قد إتخذت ذلك فعلا المتمثلة بتهديدات تركية ، التهديدات إن كانت جدية أو مجرد تهديد كما عودتنا عليها تركيا قي كل مناسبة وبدون مناسبة وهي لم تكتف ببناء عددا غير قليل من السدود غير الضرورية على نهر دجلة ، بل كعامل ضغط وإضرار بالعراق ، فلم تكتف بذلك ،بل تهدده ببناء سدودا حتى يتحول الى النهر الى ساقية ساقية ضحلة ! ويبدو أن تركيا العثمانية لم تكتف أيضا بما سلبته ونهبته من المال والعيال وما خربته في العراق خلال قرون أربعة من أحتلالها العراق وبقية الدول العربية ،ومطالبتها( بلواء ) الموصل بعد ما يقار قرن من طردها من العراق وبقية دول الشرق الاوسط .

ويمكن إعتبار أن الخطر أو البعبع التركي الذي هو كالمكتوف الايدي حاليا لأسباب داخلية بسبب الفقر والكساد وتدهور عملتها بإستمرار بالرغم من إستقراها النسبي ، وأسباب خارجية وهي تقربها من أوروبا ومحاولة تحسين وصقل صورتها من الخارج ولتغطية صورتها البشعة القديمة ، طمعا بالدخول في الاتحاد الاوروبي ، وسببا آخر وهو كونها عضوة في الحلف الاطلسي تحت الاشراف الامريكي ، وكل هذا لا يمنعها أحيانا من اللعب بذيلها وأحيانا بمخلبها ، يمينا وجنوبا مستغلة كل غفوة أو هفوة من جارتها العراق للتدخل وإغتصاب ما يمكن إغتصابه من الخيرات أو إقتطاع كميات كبيرة من المياه ومساحات من والاراضي بصمت وخبث كل ما يمكنها ذلك ، وقد تستعمل ذراعها من العملاء من التركمان القوميين الشوفينين
كالحزب الطوراني الرجعي ) الذي زرعته في العراق قبل طردها في نهاية الحرب العالمية الاولى أو إستغلال قضية حزب العمال الكردي – التركي للتدخل المكشوف أو التسلسل الى عمق الاراضي العراقية دون خوف أو خجل أو وجل .

هذا من جهة ، ومن الجهة الثانية أنها ، أي قضية كركوك ، ستخلق عداءا مفتعلا بين العرب والاكراد ، ليس بين العرب المطلوب ترحيلهم وإخوانهم الاكراد فقط ، بل قد يتطور الى العداء القومي وحتما ستستغله بعض الجهات العربية ، مدعية طرد العرب من بلدهم العربي!! وتستغله الجهات الارهابية لتأجيج العداء وتطويره ولخلق موقفا عدائيا بين الكرد العرب داخل العراق وخارجه ، في الوقت الذي يسعى العراق لسد كل ثغرة أو شرخ يستغله الانتهازيون البعثيون والقوميون ومن ورائهم القاعدة للتطبيل والتزمير ويضخم أضعافا مضاعفة لحجمه داخل العراق وخارجه بحجة الدفاع عن العروبة المضطهدة في بلد عربي ! والإنتقال من الصراع الطائفي الى الصراع القومي ( العربي – الكردي )

و ما أريد قوله بعد هذه المقدمة والتأكيد عليه هنا ، هو أن ترحيل عوائل كانت قد إستقرت منذ عشرات السنوات ،لأي سبب كان ، ليس هيّنا ، فتكون أفرادهم وخاصة الاطفال، وكبارهم قد إندمجوا في هذا المجتمع ورتبوا أمورهم المعيشية وتآلفوا فيما بينهم ، ويكونون قد فقدوا بيوتهم السابقة أو باعوها أو قد لا يعجبهم العيش في المنطقة التي سيختارونها لهم أو قد لا ينسجمون فيها ، وفي كل الاحوال فالتهجير القسري ليس محمودا بأي حال من الاحوال ، و يخلق نوعا من الغبن والقهر والحقد والعداء ، كما أسلفنا أعلاه .

وحيث أن كل هذه الاجراءات وما قد تخلقه من المشاكل ، المشاكل الداخلية التي العراق بغنى عنها ، هي لأغراض الاحصاء ليس إلا ، بدلالة أن الدستور يمنح حق لكل عراق السكن في أي منطقة من العراق ، بإعتبار العراق بلدا للجميع . وأن التهجير لا يتفق مع الدستور في الوقت الذي يسعى المسؤولون الى إعادة المهجرين إذا يمكن حل المشكلة بإستثناء كل الساكنين من غير السكان الاصليين من التاريخ الفلاني مثلا ، والذي كان يقصد من إسكانهم هناك لأغراض تغيير هوية المنطقة وليس لغرض آخر ،أي يمكن إستثناءهم فقط لأغراض الاحصاء وليس لأي غرض آخر ، ويبقون في أماكنهم معززين مكرمين ليسود الوئام والانسجام بين جميع مكونات المنطقة .

وبراي، كل ما يمكن حل القضية بالتي هي أحسن وخاصة في هذه الظروف العصيبة ، و وبالأخص هذه القضية الشائكة ، كلما قلتْْ الاحتقانات القومية والطائفية والمذهبية وكلما قلّتْ متاعب الدولة والشعب تلك التي أوصلت العراق الى ماهو عليه الآن
و كما يقال : الذي فينا يكفينا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن طالبت السلطة الفلسطينية بالعدول عن الانضمام للأمم الم


.. أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين في ولاية القضارف شرقي




.. عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تطالب بوقف العمليات في رفح


.. غسان أبو ستة للحرة: ألمانيا جندت نفسها لحماية نتانياهو وشهاد




.. معاناة النازحين في رفح تزداد مع انعدام الظروف الصحية وتهديد