الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام في العضم مسلمون وأقباط

جورج فايق

2007 / 2 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كتب جمال بدوي في الوفد :- كلام في العضم مسلمون وأقباط و ليسمح لي سيادته بالتعليق على مقاله و التي سوف أورد كلماتها و التعليق عليها
يقول سيادته :-
في الصخب الدائر الآن حول الدولة الدينية والدولة المدنية: لا ينبغي أن تهتز شعرة في جسد الوحدة الوطنية، ولا أن يثور قلق في نفوس المسلمين والأقباط، فمن طبيعة الصخب أن يتناثر حوله رذاذ يبث الشك في نفس المسلم، ويزرع الخوف في نفس القبطي. فالمسلم حين يسمع الآراء المتطرفة التي تنال من الشريعة الإسلامية: يخيل إليه أن مصر توشك أن تخلع ثوبها الإسلامي، وتتحرر من دينها وتتحول إلي دولة بلا دين،
والقبطي حين يسمع الكلام عن الدولة الدينية يخيل إليه أن »مسرور السياف« سيظهر شاهراً سيفه ليرهب المسيحيين ويخيرهم بين القطع والإسلام، وأن المشانق ستعلق، والأيادي ستقطع، والظلام يسود، ويحكم آل طالبان(!!).

بداية سيادتك جانبك الصواب حين وصفت من يطالب بإلغاء الشريعة الدينية بأنه متطرف لأن المتطرف هو الذي يريد أن يفرض شريعة دينه على الدولة و يصبغها بصبغة دينية و أعتقد أن سيادتك على يقين أن من يطالب بقانون مدني يطيق على الجميع بدلاً من شريعة عنصرية تتحيز لمن يؤمن بها فقط ليس بمتطرف و أظن إن الذين تصفهم بالتطرف لم يطالبوا بتطبيق مبادئ دينهم و أنما طالبوا بدستور و قوانين مدنية تصون الحقوق و الدماء بعيداً عن عنصرية أي شريعة
و أن الدولة الدينية أي كان دينها ما هي ألا خراب و فساد و أثبتت فشلها على مر العصور و لكن لأن الشعب قد غرر به و استغلوا سذاجته و ميله المرضي للدين أفهموه أن العلمانية هي الكفر و الإلحاد و العياذ بالله و أنها حيلة الغرب للقضاء على الدين

أنت تقول من باب السخرية و يحكم أل طالبان و أنا أقول لك أنه يعيش بيننا من هم أسوء من طالبان فتحن نعيش مع من تربى طالبان و القاعدة على مبادئهم و تعاليمهم و هم أل البنا سابقاً و أل عاكف حالياً مبادئهم و تعاليمهم المتطرفة تضمر السوء لكل من يخالفهم و يوم أن يصلوا بمصر للنموذج الذي يأملوا به فتصبح كلماتك التي تسخر بها أقل مما سوف يحدث مع عدم إغفال أن الطرفي القبطي لن يقف عاجز في الدفاع عن مقدساته و دمائه لأن لا خيار له غير ذلك حين يتحول الحكم على أيديهم إلى طالبان أخر ى

تقول سيادتك

كلام أقل ما يقال فيه أنه تهريج.. ولنا من تاريخنا عبرة.. فمصر لم تتحول إلي الإسلام بين يوم وليلة. ولا تحت رهبة السيف.. وإنما عبر قرون طويلة ولم يظهر فيها حكم طالباني يهدم التماثيل ويدمر المعابد، وحتي الولاة الجبارون لم يجرؤ أحدهم علي أن يجبر مسيحياً علي تغيير دينه، لأن اعتناق الإسلام لا يصح إلا بالرضا والقبول، وليس أدل علي ذلك من بقاء المعابد اليهودية، والكنائس المسيحية تباشر نشاطها ويتزايد عددها دون أن يمسها سوء لأن حماية المعابد والكنائس والأديرة والبيع شعيرة إسلامية شرعها القرآن. وطبقها الحكام... ولكنها الغوغائية... تغالط كي تبث الهلع في نفوس المسيحيين (!!)
أعتقد أن سيادتك تستطيع أن تصل لمؤلفات مؤرخي الإسلام و ليس مؤرخي النصارى و اليهود الكاذبين و الذين كتبوا كذباً عن ما فعله العرب المسلمين بمصر لكي تعرف كيف ذاق القبط المر على يدهم و كيف كانت الجزية تتضاعف كلما رأوا أن الشعب قادر أقرأ لعلك تعرف كيف سلبت خيرات مصر لتذهب لشبه الجزيرة العربية أقرأ كيف كانوا يهدمون معابد ليأخذوا حجارتها و يبنون بها منازلهم و أعتقد أن سيادتك تعيش في مصر و تسمع عن الكشح و العديسات و الإسكندرية و غيرها و تعرف ما حدث للأقباط هناك و أن قتلة الأقباط أما مجانين أو لا دليل عليهم تصدق سيادتك أن في بلد أسمها الكشح قتل فيها 22 قبطي و لم يدان أحد أظن سيادتك تسمع عن قرية هدمت و حرقت أسمها كفر دميان
هناك الكثير من هذه الأحداث على المستوى الفردي و على المستوى الجماعي و لكن يبدوا أن سيادتك تعيش في دنيا ثانية أو بلد ثاني بها المعابد اليهودية، والكنائس المسيحية تباشر نشاطها ويتزايد عددها دون أن يمسها سوء لأن حماية المعابد والكنائس والأديرة والبيع شعيرة إسلامية شرعها القرآن. وطبقها الحكام كما تقول و أظن أن اليهود انقرضوا من مصر و خرجوا منها و أن لا يوجد لهم معابد غير واحد تقريبا لا يتزايد أو يمارس أي نشاط ديني هو مجرد متحف
؟ أظن أن الدنيا تهوج و تموج لأن بعض مئات يأتون كل سنة من أجل ولي يهودي أسمه أبو حصيرة و يريد الشعب المتسامح أن يفتكوا بهم لولا الأمن الذي يفرض طوق أمني حولهم

تقول سيادتك
ولكنها الغوغائية... تغالط كي تبث الهلع في نفوس المسيحيين (!!)
أنا أتفق معك أن الغوغائية هي التي تبث الهلع في نفوس المسيحيين و لكن ليس غوغائية رفض الدولة الدينية كما تريد أن تصور أنت و أنما غوغائية و همجية من يعتقد أنه على حق و أن واجب عليه المشاركة في الاعتداء كنيسة أو أهدار دماء الآخرين لأنهم كفرة واجب قتلهم

تقول سيادتك
هذه الأمة التي لا تجبر أحداً علي تغيير دينه، بل تحضه علي التمسك بدينه حتي يكون عنصر بناء في صرح الوطن(!!).
ألم اقول لك يبدو أنك تعيش في أمة أخرى
هل تسمع يا أستاذ جمال عن البهائية ؟ هل تدري أنهم يرفضون أن يثبتوا هويتهم الدينية في أوراقهم بحجة أنه دين غير معترف به و يجبر إتباعه على أن يبقوا مسلمين أو مسيحيين غصب عن إرادتهم
هل سيادتك تعرف أن القاصر يسمح بزواجها عرفي أو رسمي أن كانت قبطية و الزوج مسلم و تختفي و لا يسمح لأهلها مقابلتها

تقول سيادتك
** هل رأيتم بلداً يحترم الأنبياء ويوقر الرسل مثل هذا البلد العجيب الذي ينتفض إذا حدث مساس بالمسيح، ويغضب إذا وقعت إساءة علي نبي الإسلام، ويثور إذا خدشت سيرة العذراء مريم، أو عائشة أم المؤمنين(!!).
أظن إن الذين خرجوا في مظاهرات في الصعيد كانوا يقولون لا أله ألا الله عيسى عدو الله لم يكن مسلمين
و أظن أن المقدسات المسيحية مستباحة كما يفعل زغلول و عمارة و هداية و غيرهم ولم نرى حد يقولهم يا جماعة عيب لا يصح هذا حتى وصلت إلى إهدار الدم على يد عمارة

تقول في النهاية :
** فيا أيها المصريون المسلمون: لا تقلقوا من هذا الفريق الذي يصاب بالارتكاريا كلما سمع كلمة »الإسلام«.. فهذا الزبد سيذهب جفاء وتبقي مصر حصناً للإسلام، ودرعاً للمسلمين.. ويا أيها المصريون المسيحيون: لا تفزعنكم تلك الخزعبلات المخيفة عن الإسلام.. وثقوا أنكم تعيشون في قلوب وعيون إخوانكم المسلمين، وهم أحرص علي أمنكم وأمانكم من كل الأدعياء الذين يتظاهرون بالخوف عليكم.. وهم يزرعون الألغام حتي تنفجر مصر من داخلها، كما انفجرت أمم من حولها(!!).
حسناً فعلت في طمأنة المسلمين أن مصر ستبقى حصناً للإسلام و المسلمين تنفق على فقرائهم و أولادها لا يجدون مسكناً أو عملاً أو طعاماً كم من ملايين تصرف على الطلاب الأجانب الوافدين للأزهر و أولاد الشعب لا يجدون مدرسة أو سرير في مستشفى أو وظيفة لعاطل عشت يا مصر دائماً خيرك لغيرك و أولادك جوعى
أما حكاية أننا في قلوب و عيون أخوانا المسلمين أريد أن أقول لسيادتك أن الحريات يكفلها القانون و الدستور و ليس العرف و التقليد و المزاج الشخصي و التسامح و أشكر الله أنك لم تقل أننا في ذمتكم و أعتقد أننا رأينا عينة من أننا في عيونكم و قلوبكم
و الأدعياء الذين تتكلم عنهم لم يسوءوا لمصر يوماً و لا يريدوا تفجيرها أو تخريبها كما تدعي عليهم لأن أهلهم و عائلتهم بها و مصر دائماً في قلوبهم و في بالهم يريدون لها الخير أنما أخوان الخراب و الشريعة العنصرية هي الكفيلة بتفجير أي مجتمع و إثارة الفتن مقالتك العصماء التي تصب في بوتقة الدفاع عن ما يريدون خراب مصر و جعلها في ظلام عصور الفتوحات و العنتريات و الذمة و الجزية و الخلافة يا أستاذ جمال العلمانية هي الحداثة و التقدم و العدل أما صيغ الدولة بالصبغة الدينية هو الجهل والرجعية و القمع و تكفير المخالف و قتله
و اعتقد أن كثيرين من غير الأقباط كتاب و مفكرين كتبوا و أوضحوا أن الأمل في قيام دستور مدني لا يستمد تشريعه من شريعة عنصرية تفرق بين الناس على حسب جنسهم أو عقيدتهم و لكن بالطبع هم قلة في مجتمع تسيطر عليه أخلاق القبيلة و البداوة والمرة القادمة يا أستاذ جمال بدوي أرجو أن تذكر صراحة أسم من تدافع عن منهجهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah