الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقة المستغيّبة في حادث أرمنت

نشأت المصري

2007 / 2 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد قرأت ما كتب عن أحداث أرمنت في الآونة الأخيرة وقد لفت نظري وجود سيناريو متكرر في جميع الأحداث الطائفية في مصر بدءاً من دخول الإسلام مصر حتى وقتنا هذا، ولكن مع إختلاف الأزمنة والحضارات، وسياسة مصر الخارجية، وهذا السيناريو يتلخص في الآتي:-
- إستغلال أو البحث عن الضحية أو بمعنى آخر إختلاق سبب مناسب.
- الإعلان المستفز عن السبب وشحن روح العداء بين الشباب المسلم تمهيدا للغزو المسلح.
ـ البحث عن قيادة أمنية يتم شحنها أيضاً معنوياً ضد الحدث , مما يسهل ويبارك عملية التنفيذ.
ـ استخدام الشعارات العدوانية وآيات القرآن والتي تحث على المقاتلة , ثم الخروج بكم كبير من الجموع البشرية المسلمة .
ـ وبعدها يتم التعدي على ممتلكات ومنازل وأرواح جميع المسيحيين دون تمييز بين السبب أو غيره أي أنه عقاب جماعي.
ـ وبعد نهاية التعدي بالكامل تقوم القيادة الأمنية سابقة الذكر بالظهور في الموقع، وتقوم ببعض العروض العسكرية والتي غالبا ما تكون من جانب الأمن فقط.
ـ تستمر عروض السيطرة الأمنية المخجلة , والتي غالباً ما تكون أكثر قسوة وقوة على المجني في حقهم.
ـ وبعدها يبدأ الحوار والترغيب والتخويف , وتستغل تماما روح التسامح المسيحية ويحدث هذا بواسطة قيادة أمنية أو تنفيذية أو شعبية .
ـ وبعد المشاورات والمداولات والشد والجذب يتم الصلح , لتستكمل حلقة جديدة من حلقات إذلال المسيحيين في مصر، ويعود الوضع كما كان للبحث عن ضحية أخرى أو سبب آخر.
لنرجع لنقطة الضحية أو السبب حيث أنها نقطة البدء, ومدي تنوع الأسباب وتفاهتها ومن هذه الأسباب:
صوت جرس كنيسة!!!
ترميم حائط متهدم بكنيسة!!
تهمة توجه للمسيحيين ببناء كنيسة بدون ترخيص.
صوت شريط تسجيل لقداس أو ترنيمة.!!!
صور كنسية!!!
لبس الصلبان!!!
اتهام يوجه لشاب بعلاقة عاطفية مع فتاة مسلمة, أو فتاة مسيحية مع شاب مسلم ليتم أسلمتها أو خطفها بحجة أن الدين عند الله الإسلام دون غيره من الأديان (كما حدث في أرمنت)
اتهام يوجه لمسيحي بشرب الخمر أو الإتجار به .
غسيل من بلكونة مسيحي نقط على بلكونة المسلم كما قال السادات في أحداث الزاوية الحمراء.
خلافات في تجارة وما شابه ذلك!!
وغيرها!! وغيرها من الأسباب الواهية والتي يمكن معالجتها بكل سهولة لو نبذنا روح التعصب والكراهية ولو تأملنا قليلاً!! لماذا لا يتم الصلح عند هذه النقطة؟!! وينتهي الموضوع تماما وبدون الغزو المسلح, بل ربما يكون هناك لَبس في الموضوع, أو تحامل, أو نوع من الانتقام, وخلافة "وغالباً وفي كل الأسباب يكون هناك تجني واضح" وكفا المؤمنين شر القتال.
لماذا لا يقدم الموضوع للعدالة, والقانون يأخذ مجراه ويفصل في الأمر قبل الخوض في التعديات المنتهكة لحقوق المواطن المسيحي؟.
لماذا يغيب تماما دور القيادة الشعبية أو التنفيذية أو الأمنية في بداية الأمر والموضوع مجرد أقاويل, أي قبل استعمال العنف؟ (إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ألا تصيبوا قوم بجهالة)، فبدلاً من إشعال الفتنة لماذا لا يتم التحقق من النبأ والذي غالبا ما يكون سبب تافه يمكن معالجته , أو حتى لو كان سبب قوي حقيقي يكتفا بتقديم مرتكبه للعدالة والقانون, ويأخذ جزاءه كمواطن مصري مخالف للقانون وليس من حق أي إنسان مهما يكن أن يقيم من نفسه حاكم وجلاد في نفس الوقت، ويمارس قانون وضعي هو واضعه ومنفذه بالقوة أو البلطجة.
أليست جميع هذه الأسباب يمكن حدوثها بين مسلمين وبعضهم أو بين مسيحيين وبعضهم، فهل ردود الأفعال تكون كما لو حدثت بين مسيحي ومسلم؟!! فهل القانون المصري بوجهين؟!! أو هناك قانون آخر يحكم القضايا القبطوإسلامية؟!!
والغريب هنا أن دور الأمن في غالبية هذه الأحداث له منهج واحد:
ـ التعاطف والتسيب الأمني مع الجانب الإسلامي.
ـ العرض العسكري وبعد نهاية الحدث وفرض سطوة أمنية يخال لناظرها أن هناك أمن مصري.
ـ الضغط وبكل الوسائل لتلبية مطلب الصلح لاستكمال السيناريو.
وكأننا نعيش في قبيلة بدوية وجلسة عرب .
ويقول المثل العامي (اضربه واكسر ضلع منه والصلح لا بد منه)
ومع العلم أن هذا الموقف لا يمكن حدوثه في أياً من الدول المتقدمة بل وفي أي دولة مهما تكن, فدور الأمن احتواء هذه المواقف بحيادية تامة وتقديم الموضوع للقضاء والمفروض أن يكون عادلا .
دور الأمن هو المحافظة على ممتلكات وأرواح المواطنين المصريين , وأي تعدٍ يعتبر تعدي على الأمن نفسه، بل يمكن أن يكون دور الأمن منع التجمهر والتصدي لكل محاولة يمكن أن تنال من أمن المواطن المصري.
وأما ما يحدث في مصر له تفسيران ليس ثالث :
1- إما الأمن المصري خاضع تحت سيطرة مثل هؤلاء السوقة والمنحرفين أمنيا, أو أنه يخشى ويخاف هذه الفئة من الشعب, وهو عاجز غير قادر على مواجهتها.
2- أو أن الأمن موالي لهذه النزعة التطرفية في مصر , وبدليل لم يقدم أي جاني لمثل هذه الأحداث للعدالة، وإن تم تقديم بعضاً للقضاء نجد غياب أحكام الإدانة، ليخرج الجاني أكثر قوة وسطوة وباسم القانون المصري، لهذا تقع مصر في قضية خطيرة وهي غياب الجانب الأمني في مثل هذه الأحداث.
من الجانب الأمني ننتقل إلى المحرض لهذه الفتن :
الجوامع في المفهوم العام مكان للعبادة , مكان لنقاء النفس من دنس العالم، مكن لنبذ العداوة , مكان لنشر السلام الاجتماعي , بل مكان من خلاله إدانة أعمال الشيطان من القتل والسرقة والسطوة والبلطجة.
ولكن في مثل هذه الأحداث تتحول الجوامع بكل قياداتها , لتكون معول لهدم وحدة الوطن , وذلك من خلال الخطاب الديني المتطرف والذي يعمل على سكب البنزين على النار بدلاً من تلطيف الأمر وتوجيهه تجاه القنوات الشرعية نجدهم يحرضون على الفتنة والقتال ويضعون الخطط لمثل هذه الأحداث بل ويمكن أن يكون بينهم من يبحث عن أسباب لزيادة نار الفتنة, فجميع أو أغلب هذه الاعتداءات تتم عقب صلاة الجمعة وتخرج بمباركة شيوخ هذه الجوامع، مع تواجد من يفتي لتكفير الآخر والتحريض على قتله بمباركة الأزهر، وبكتب ومؤلفات تباع علناً على مسمع ومرءى النظام, ويمكن أن تتبناها صحف كبيرة، والتي يطلق عليها الصحف القومية.
ومن كل هذا نقف أمام شبح مخيف يظهر تارة ويختفي أخرى ليظهر بوجهه القبيح ليبث الرعب تارة أخري, ولا يعرف أحد متى يظهر , وأسباب ظهوره، ولا يعرف أحد الدور القادم على من ليكون الضحية أو السبب والذي من شأنه يستكمل مسلسل إذلال المسيحيين في مصر.
على رأي المثل القائل (حمار النصراني غرق المركب)
لنقف جميعا على حقيقة مستغيّبة أي أنها معروفة ويتم تجاهلها وهي: جميع المصريون المسلمين بما فيهم قيادات الحكومة والقيادات الأمنية والصحافية والشعبية والتنفيذية والدينية والحزبية نسخة واحدة من هذا المارد والذي هو التطرف الديني والتعصب الأعمى!، مهلاً أيها القارئ مستثنى من هذا أخوة لنا مسلمين ليبراليين لا يقلوا عنا اضطهاد, متناسون, صوتهم خافت لا يسمع, كصوت الأقباط تماما مع أنهم هم والأقباط أصحاب رؤية حقيقية لحل مشاكل مصرنا الحبيبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446