الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جند السماء : قراءة ليست متأخرة

طارق الحارس

2007 / 2 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعتقد غالبية عظمى من المسلمين ، لاسيما الشيعة منهم بظهور الامام المهدي بعد أن يعم الظلم والاضطهاد والتعسف الكرة الأرضية ليقيم العدل والمساواة بين الناس ، لكن يبدو أن الدلائل لا تشير الى أن الوقت قد حان لظهور المهدي والدليل عدم ظهوره لحد هذه اللحظة .
تأخر ظهور المهدي ، أو أن وقت ظهوره لم يحن بعد ، أدى الى ظهور العديد من الأدعياء الذين يقولون أن الامام المهدي قد خولهم باقامة العدل والمساواة على الأرض ، بل ذهب بعضهم الى الادعاء بأنه هو الامام المهدي .
ظهر" مهدي " في السعودية وآخر في الأردن وقبله في اليمن ، لكن بالعراق ظهرت صرعات مخيفة جدا ، إذ أن مقتدى أعلن أنه الشخص الذي يتلقى أوامره من الامام مباشرة ، لذا كون جيشه الذي أطلق عليه تسمية " جيش المهدي " تنفيذا لأمر الامام .
لقد سبق مقتدى ظهور العديد من الأشخاص الذين ادعوا أنهم وكلاء المهدي في العراق ، لكن لم يصل بهم الأمر الى تأسيس جيش ، بل كانوا يعدون العدة لاستقباله سلميا بعد أن يروجوا الى أن ظهوره بات وشيكا جدا .
لقد أعدم النظام السابق مجموعة من الشباب في نهاية التسعينات وشيخهم الذي تجاوز عمره السبعين عاما بعد اتهامهم بتشكيل تنظيم اسمه " المنتظرية " نسبة الى الامام المهدي المنتظر .
كنا نعتقد أن الأمر سينحصر على مقتدى ،لاسيما بعد أن تمكن من فرض وجوده بفضل استهتار جيشه وقوة تسليحهم ، ذلك الجيش الذي بدأ نفوذه بالاتساع في مدن عراقية عديدة في ظل غياب سلطة الدولة ، لكن يبدو أن " مهديا " آخر ظهر على السطح .
المهدي الجديد أو وكيل المهدي كون جيشا جديدا أطلق عليه " جند السماء " . مهمة جيش جند السماء وحسب تصريحات الحكومة العراقية قتل المراجع الشيعية في مدينة النجف وتفجير مرقد الامام علي ( ع ) والسيطرة على المدينة المقدسة شيعيا وجعلها منطلقا الى بقية المدن العراقية .
ان كانت رواية الحكومة العراقية صحيحة حول أهداف هذه الجماعة أم غير ذلك فأننا نعتقد أن الأمر فيه خطورة كبيرة ، إذ أن وكيل المهدي الجديد الذي قيل أنه كان فنانا ( مطربا ) قد خول نفسه اقامة العدل والمساواة بين الناس متجاوزا الامام المهدي نفسه ، فضلا عن تجاوزه سلطة الحكومة التي يقع على عاتقها تحقيق المساواة والعدل بين الناس ، على الأقل قبل ظهور المهدي الحقيقي .
لقد تضاربت الأنباء حول نشأة هذه المجموعة " جند السماء " ومن يدعهما وكيفية وصولها الى محيط مدينة النجف ، لكن الأمر المستغرب هو حصولها على أسلحة متطورة من بينها صواريخ مضادة للطائرات نجحت في اسقاط مروحية أمريكية في معركة النجف وهذا يؤكد أن هذه المجموعة تتلقى دعما خارجيا والا كيف نفسر حصولها على هذه السلحة وهنا تكمن كارثة القضية ، إذ أن موضوع الادعاء بوكالة الامام المهدي أخذ بعدا جديدا بالعراق ، بعدا خطيرا فأدعياء الأمس كانوا يهيأون أنفسهم دون أسلحة ومعدات هسكرية بانتظار ظهور المهدي وأوامره بالقضاء على الظلم والاضطهاد ، أما أدعياء اليوم فهم يستوردون الأسلحة الخفيفة والثقيلة من دول الجوار للقضاء على الظلم والاضطهاد متجاوزين الدور الذي من المفروض أن يقوم به الامام المهدي حين ظهوره .
ربما أن الحكومة العراقية تمكنت من القضاء على أحمد كاظم الكرعاوي البصري أو " قاضي السماء " و المطرب سابقا الذي أشارت الأنباء الى أنه زعيم جماعة " جند السماء " لن تنتهي ، لكننا على يقين أن القضية ستستمر فمقتدى الصدر لا زال يصر على أنه يتلقى أوامره من الامام المهدي ، فضلا عن أن شخصا آخر في البصرة يتزعم جماعة أخرى اسمه أحمد بن الحسن الكوفي ويدعي أنه ابن الامام ووصيه ورسوله الى الناس كافة وقد نفى أن يكون له ولجماعته أية صلة بالمهدي الذي ظهر في مدينة النجف !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446