الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل التاسع هوية آبو : من القبيلة نحو التحول الى شعب 10 - 1

عبدالله اوجلان

2007 / 2 / 22
القضية الكردية


إن البحث عن السلام ضمن هذا الإطار بالنسبة لي هو أمر أهم وأثمن من تطوير الحرب، وقد قمت بالإعراب عن ذلك بشتى الوسائل قبل مرحلة إيمرالي ، فالإعلان عن وقف إطلاق النار في الأول من أيلول عام 1998 من طرف واحد، والموقف الإيجابي نحو الحوار غير المباشر, والقيام بكتابة رسائل إلى المسؤولين الكبار في تركيا، كلها كانت جهود تدخل ضمن هذا الإطار, كما أن الاتصالات غير المباشرة مع رئيس الجمهورية تورغوت أزال ورئيس الوزارء " ارباكان", كانت ضمن هذا الإطار أيضاً‌, وقد شرحت هذه الأمور تكراراً‌، وفي مرحلة إيمرالي قمت بتكثيف الجهود على السلام مرة أخرى, ولم افعل ذلك مقابل إية تنازلات, بل رأيت في ذلك مهمة إنسانية سياسية كبيرة ملقاة على عاتقي، حيث هناك حاجة ضرورية لتطوير نظرية وممارسة السلام بما يشبه نظرية وممارسة الحرب على الأقل، فإذا كان السلام بمثابة المخرج الى الحرية ولو بشكل محدود فيجب تفضيله على الحروب التي تحقق أعظم المكاسب، فإنني مؤمن بأن إرادة ومشاعر ووعي السلام هي الأقوى والأعظم، والشعب الذي سيحقق سلامه بحرية هو الأكثر وعياً وتنظيماً، كما أنني واثق من أن ذلك الشعب قادر على تحقيق حقوقه بسهولة أكبر، ولا أشك مطلقاً بأن السلام لا يشكل ضعفاً بل هو قوة عظيمة، وتقييمي للتعابير الدوغمائية من قبيل "الوطن المقدس، و العلَم المقدس والدولة المقدسة" هي نتيجة للوقوع أسيراً في يد الدوغمائيات القومية ولا تتجاوز سوى أن تكون أكاذيب فاشية، كما أن إيماني كبير بأن أصدق أشكال الوطنية يمر عبر إبداء الاحترام للوجود الثقافي وتعدده، والذين يريدون أن يكونوا مفيدين كثيراً لأمتهم، يمكنهم أن يحققوا ذلك باحترام الثقافات الأخرى مثلما يحبون ويحترمون ثقافتهم تماماً، والقرن الحادي والعشرين سيشهد السلام الكردي، ففي بداية القرن العشرين خاض الكرد والأتراك معاً حرباً تحريرية وطنية ضد الألاعيب الإمبريالية، ومهما كانت الأسباب فإن نوا قصهم هي أنهم لم يستطيعوا القيام بترسيخ النظام الديمقراطي والوحدة الحرة ضمن الجمهورية، والمهمة التي تقع على عاتقهم تنتظر القيام بذلك في بداية القرن الحادي والعشرين هذه المرة، ومثل هذا النجاح سيحقق لتركيا دوراً طليعياً على صعيد الشرق الأوسط والقوقاز والبلقان وآسيا الوسطى أيضاً.
إن مرحلة حياتي في إيمرالي، قد ساعدتني على التفكير في السلام بشكل عميق بلا شك، وقد قمت بعكس هذا الأمر إلى الخارج ضمن الإمكانيات المتوفرة، وكان لهذه الجهود دوراً مصيرياً وبارزاً في تلطيف وتليين الأجواء في تركيا، وخاصة أن تصرفات الشريحة السياسية وعدم قيام البرلمان والحكومة بإلقاء الخطوات المنتظرة اللازمة لم تعط الفرصة لتحقيق سلام راسخ ودائم، وإنني لم أقدم على هذه الخطوة خوفاً من الموت، وأعلم بأن ذلك لن يجلب فائدة ولن يحقق الحل، ولكنني أشعر بالحاجة إلى توضيح أهمية إلقاء الخطوات المطلوبة لأجل الهوية الإيديولوجية، وأن لا يتم تفسير ذلك بشكل خاطئ، وأن لا يتم الدخول في حسابات خاطئة بصدد ذلك، إن ما يجري ممارسته بحقي هو نظام لأجل فرض الإهتراء، والأهداف التي وضعوني هنا لأجلها باتت مؤامرة معروفة، بينما أنا لازلت مصمماً ومتمسكاً بموقفي الذي لا يعطي فرصة للمتآمرين لممارسة سياساتهم التقليدية وآمالهم التي عقدوها على الأناضول وميزوبوتاميا، وشعوب تركيا، لن أعطي الفرصة للشرائح الشوفينية الرجعية لتمارس سياساتها الدموية والحربية، بل سأبقى متمسكاً بالسلام والوحدة الحرة اللتان تخدمان مصلحة ومنافع شعب تركيا.
علماً بأن إبادتي لن تبقى محصورة بشخصي، ولو كان الأمر كذلك لما قمت بشرح الأمر إلى هذه الدرجة، ولن أجعلها قضية كما شرحت ذلك سابقاً، ولكن نظراً لاستمرار المؤامرة حتى الآن، وأن موتي سيشكل البداية لإبادة الآلاف من الرفاق والأصدقاء والوطنيين المرتبطين بي من الأعماق من أبناء شعبنا بشكل متسلسل مثلما أعلم جيداً، ونظراً للوجود القوي لهذا الاحتمال وظهور هذا الخطر في الآفاق، حيث الاستعدادات الكبيرة والنهوض، كان لابد من اللجوء إلى وضع الدفاع المشروع، بل بات نظام الدفاع المشروع أمراً ضرورياً لابد منه، ويمكن انتظار كل شيء من الذين لا يقومون بإلقاء خطوات معقولة لأجل السلام، بينما إفشال المؤامرة يحتاج إلى مزيد من الجهود، كما يجب إجراء حسابات دقيقة للمدى الذي ستؤدي إليه سياسات الاهتراء، ففي البداية حاولوا فرض وضع الانتحار عليّ، وتم اتخاذ تدابير كثيرة وتم وضع مخططات لما بعدي، وما قام به" الطالباني" ليس سوى أحد تلك التدابير، فقد كانت هناك مخططات متعلقة "بالبارزاني" أيضاً، وكل قوة مهمة أو لديها أطماع كانت قد وضعت مخططها، ولازالت هذه المخططات موجودة، بل تم نشرها مع الزمن، ولا أحد يعلم بنمط الحل الذي تطرحه تركيا، ولكن الأمر المؤكد هو أنها تسعى لأجل فرض الإهتراء، وتنتظر أفضل الظروف المواتية لها من خلال الزمن لتكوين بديلها.
أما موقفنا فمعروف، حيث تتركز قواتنا للدفاع المشروع في الدول الأربعة المجاورة لأجل تحقيق حل السلام والوحدة الديمقراطية ويشترط على هذه القوات أن تكون جاهزة نوعاً وكماً، فإن أكثر أشكال السلام تواضعاً تحتاج إلى أقوى وأمتن قوة لأجل الدفاع المشروع، وهي مرغمة على أن تحسب حساب أية دولة أو دول تهاجم، وتقوم بوضع المخططات الناجعة والاستعدادات الكاملة من حيث التموقع والتمركز الأفقي والعمودي، حيث لا يمكن توفير فرصة الحل السلمي الديمقراطي سوى بوجود نظام دفاعي مشروع قادر على التصدي لكل أشكال الهجوم والاعتداءات، وأكرر مرة أخرى بأن ذلك يسري على الدول الأربعة، وانطلاقا من ذلك نرى حاجة كبيرة إلى نشاط سياسي واسع يعتمد على تحالف القوى الديمقراطية، ونشاط واسع للمجتمع المدني، فقوى التحالف الديمقراطي وأنشطة المجتمع المدني هي التي ستحقق السلام والحل الديمقراطي أساساً، وبهذا الشكل فقط يمكن أن تتعزز وتتقوى الأنشطة في نظام الدفاع المشروع داخل وخارج الوطن، وبمقدار ما يتعزز التحالف القائم، ستتحقق وتتسارع التطورات المطلوبة.
إنني سأحاول الاحتمال مهما كانت الظروف صعبة وثقيلة، ولن يصعب عليّ أن أنتج الجرأة والمعنى والصبر خلال حياتي في إيمرالي، والصعوبات الفيزيائية خارجة عن إرادتي، والأمر الإيجابي هو أنني سأعمل على تقييم التاريخ العام وتاريخ الحركة التحررية تكراراً بمشاعري وقوتي الفكرية، وسأخطط لبعض الأعمال الأدبية، ويمكنني توضيح ما يلي: إن فهم مشاعري وقوتي الفكرية خلال مرحلة إيمرالي أمر يحظى بأهمية فوق العادة، ويؤدي إلى قوة خارقة، إن العظمة والتعاظم التاريخي يكمن في اقتسام الحقائق الموجودة في إيمرالي معي وتمثيلها، ويرتبط بها بشكل وثيق، إن معايشة التاريخ والحاضر بهذه الكثافة التي لا هوادة فيها، تدفعني إلى استنتاج النتائج، ويمكن أن يصبح هذا مصدر قوة كبيرة لأولئك الذين يثقون بأنفسهم، بل وتلقي بمهام كبيرة على عاتقهم، إنني لا أحبذ تضخيم نفسي، ولكن هناك فائدة كبيرة من عقد مقارنة مع عيسى وباولوس ومحمد ولينين وستالين والأمثلة التي تماثلهم، وهذا النمط من المرافعة والتحليل تفتح الآفاق كثيراً، وتغني الفكر والمشاعر بتأثيرها الكبير وأنا واثق من أنها ستلبي الحاجة بدرجة كبيرة، أما إذا كانوا يريدون سلاماً مشرفاً وحياة حرة لأنفسهم فهناك حاجة لأن ينضم الجميع إلى هذه المرحلة ويقدم مساهمته فيها.
لازلت أحمل أعباء الدولة وPKK والشعب بنسبة تسعين في المائة، وأنا أجعل من ذلك شرفاً لي، وأما الذين لا يستطيعون تحمل الأعباء فلا تتوفر لهم فرصة الارتقاء والتعاظم كثيراً، ولهذا السبب هناك حاجة إلى التحامل على النمط الناجح والجرأة وتقديم التضحيات، فمثل هذه المراحل هي التي تحدد على الأغلب مصير قرن أو قرنين على الأقل، فتقييم الأمور على هذا النحو يجعلنا نتجاوز التقزّم على مدى قرون، إن المراحل التي تتطلب اللياقة بالتاريخ مرتبط بوجود القوى الأصيلة، وتفتح الطريق أمام التحول في الشخصيات، ولا أشعر بالأسف على عدم استخدام هذه الفرصة باسمي، بل بأسم الجميع، حيث كان يجب أن لا تبقى هذه الأرض التي يمكن أن تخلق الجنان في هذا الوضع من البدائية، وتصبح ركاماً، ولكن عظمة آمالي أقوى من أي زمن مضى، كما إنني أرى الاقتسام غير العادل وعدم التمثيل، مصدراً للأسف والحزن ليس لأجلكم فقط، بل لأجل كل من يتفهمون الأمور، وهي خسارة أيضاً، بينما أنا لم أستطع فهم أو إعطاء معنى لعدم نجاح هؤلاء الذين يمثلون كل هذه الأمور الصحيحة، ويمثلون طموحات الحياة والجمال إلى هذه الدرجة، وبناءً عليه فإن تفاؤلي كبير بالنجاح والحل أكثر من أي وقت مضى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة


.. مقتل عدنان البرش أحد أشهر أطباء غزة نتيجة التعذيب بسجون إسرا




.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟