الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وفاء سلطان والمتخلفين عقليا!!

راني خوري

2007 / 2 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد يبدوا هذا العنوان مستهجنا لمعظم قراء الحوار المتمدن، بأن يصف أحد أشخاصا ما بالمتخلفين عقليا ولكن إن نظر في الكلمة وعرف أنها تصف حالة طبية لعلم أمه لا ضرر في استخدامها ولا ضرار، خاصة إن كانت في محاولة لاختصار وصف حالة عقلية معينة لهؤلاء الأشخاص.
على مدى الشهرين المنصرمين ونحن نتابع غزوة محمدية لموقع الحوار المتمدن تتمثل بذلك الكم الهائل ممن يدعون أنهم كتاب ومثقفون وباحثون ودارسون أمطروا الموقع بمقالات لم يكن لها من هدف إلا النيل من سيدة اعتدنا قراءة مقالاتها دون أن تمس بشخص إنسان، بل تضمنت رؤيتها لمن قيل عنه أنه سيد وأشرف المرسلين والخلق أجمعين ورسول الله الأمين لأمة الجهلة والمتخلفين (وهو ما يفتخر المسلمون به) وإلى آخره من الألقاب والصفات التي لم يعد للمرء أمامها إلا أن يتساءل عن طبيعة هذه الشخصية الفذة الفريدة من نوعها التي خلق الله الكون كله من أجلها، وبالتالي تحطمت وسقطت كل النظريات العلمية والدراسات في نشأة الكون وظهور الحياة لأن السبب واضح للعيان ولا ينفيه إلا كل ملحد وجاحد وكاره للحق (والحقيقة المطلقة على رأي أحد العباقرة الجدد في الحوار المتمدن) وكل أعمى بصر وبصيرة، فالله لم يخلق الكون إلا من أجل حبيبه محمد، والله نفسه أضل الكون كله والبشرية جمعاء لكي يرسل حبيبه لهدايتهم ذلك الذي سيشترى من المؤمنين أنفسهم ويهديهم إلى السبيل.
لم هذا الهجوم السافر من قبل سيوف الله المسلولة الجديدة على هذه السيدة دونا عن البقية، لعل السبب في ذلك هو نظرتهم الإسلامية لها بأنها ناقصة عقل ودين؟ أم لعل السبب أن المرأة كلها عورة في نظرهم؟ أم أنها الوسيلة الإسلامية الناجعة في الحد من المعارضة التي يبديها الآخرون وذلك باغتيالهم (وإن كانت المحاولة الحالية هي بالاغتيال المعنوي) ولهم في ذلك أسوة برسول الله الذي اغتال العديد من الناس ومن بينهم أم قرفة وعصماء بنت مروان وغيرهما؟ أم لعل السبب يكمن في نجاستها كامرأة حسب سنتهم النبوية الشريفة؟ ولكني أقول بأن السبب هو كل ما سبق ذكره من أسباب، فأولئك القوم لم يعتادوا لغة العقل الحديث الذي هدى الإنسان لحياة أفضل، رغم ادعاءاتهم بحصولهم على درجات عالية من الشهادات العلمية ورغم افتخارهم بأنهم أتباع نبي أمي لا يعرف القراءة والكتابة، ولكنه يعرف النكاح والقتل والاغتيال والسبي والنهب والسرقة وهو ما يتعارض تماما مع النظرة الجديدة للمجتمعات المتمدنة التي تدعو وفاء سلطان وكامل النجار وصلاح محسن وغيرهم لبنائها.
وما يزيد الطين بلة ما يدعيه أولئك بمعرفتهم بباقي الديانات وبالفلسفة التي تدعوا لها لدرجة أن أحدهم بين لنا في مقالة بأن السبب في الانحلال الأخلاقي للمجتمعات الحديثة هو المسيحية ونقض بولس الرسول لوصايا المسيح واستشهد بعدد من اللاهوتيين ومقولاتهم الفلسفية ليبين بأنهم يدعون للفساد، متبعا أسلوب معلمه الأوحد (رسول الله) بأن يسوق الفكرة نصا دون شرحها مضمونا حسب رأي قائل هذه العبارة وأورد هنا مثلا في مقالته:
" ولهذا يقول جون آدامز ( ثاني رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية بعد جورج واشنطن ) : [ إن الانحراف في الديانتين اليهودية والمسيحية جعلهما أكثر الديانات دموية على الإطلاق ] ..!!!
وهكذا ؛ اتخذ الإنسان المسيحي .. إلهه هواه .. ليصفهم المولى ( عز وجل ) بقوله تعالى ..

[ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) ] ( القرآن المجيد ـ الفرقان {25} : 43 - 44 )

وربما كان " عصر النعمة " هو من أهم الأسباب لأن يكون تعداد العالم المسيحي ( 2.1 بليون ) أكبر من تعداد العالم الإسلامي ( 1.4 بليون تقريبا ) على الرغم من العلم والعقل والحجة البالغة في جانب الدين الإسلامي .. ولكن كيف يتنازل الإنسان ( المغيب عقليا ) عن ديانة حررته من كل القيود ومن كل خطية وأضحت كل الموبقات حلالا من منظورها .. ليأتي إلى الدين الإسلامي .. الذي يقول فيه المولى ( عز وجل ) للإنسان .. في قرآنه العظيم ..

[ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (9) ] ( القرآن المجيد ـ الزلزلة {99} : 7 - 8 ) "
والقارئ المنفتح لهذه المقولة يفهم وعلى الفور بأن جون آدامز يعني بقوله أن الإنحراف في المعاني الأساسية للديانتين وسوء تفسير البعض لهما هو ما أزال جوهر هاتين الديانتين. وحول دموية هاتين الرسالتين، فلا شك بأن الرئيس الأمريكي الأسبق لم يقرأ ما ورد في القرآن بصريح النص لقتل الأخرين وسلبهم ونهبهم وتقطيع أوصالهم وسبي نسائهم :

(سورة الأحزاب آيات 26و27)وأنزل الذين ظاهروهم (إي الذين كفروا) من أهل الكتاب من صياصيهم (حصونهم) وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا. وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطأها وكان الله على كل شيء قديرا]
سورة البقرة (2: 191) "واقتلوهم حيث ثقفتموهم (وجدتموهم) ..."
سورة البقرة (2: 193) "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ..."
سورة التوبة (2: 29) “قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ... ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب (أي النصارى واليهود) حتى يعطوا الجزية وهم صاغرون ...”
(سورة التوبة 9: 14) "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين"
(سورة الأنفال 8: 65) "يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال
وغيرها الكثير، فنعذر جهل الرئيس الأمريكي برسالة الإسلام السمحة والمسالمة.
أما ما أورده حول قرآنه المجيد وما يظهر بأن الله عادل بحسب مثقال الذرة، فهو ما ينفيه القرآن باعطاء الله الحرية التامة في الغفران أو عدمه :
سورة آل عمران آية 129
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
ويظهر أن مجرد طلب المغفرة من الله تزيل آثار العمل السيء
سورة آل عمران آية 135 - 136
الَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ

003.136 أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
ونأتي بالحديث التالي لإظهار عبطية ذلك الإله وحريته في إخراج من يريد من النار حسب الإيمان وهو ما اتكثره على المسيحية
‏صحيح البخاري حديث 21
حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن يحيى المازني ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى ‏ ‏أخرجوا من النار من كان في قلبه ‏ ‏مثقال ‏ ‏حبة من ‏ ‏خردل ‏ ‏من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا ‏ ‏أو الحياة شك ‏ ‏مالك ‏ ‏فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية ‏
‏قال ‏ ‏وهيب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عمرو ‏ ‏الحياة وقال ‏ ‏خردل ‏ ‏من خير

ولكي لا أتبع أسلوبهم في الإطالة والتمليل والاضطراب الفكري والتعالي فوق باقي البشر والمفكرين، أقول أن كل المحاولات التي تحاول النيل من السلطانة وفاء لا تمثل إلا سهام غدر للإنسانية الجديدة التي تدعوا لها وفاء سلطان وغيرها من المفكرين، وليقبل أولئك الإسلاميون الحقيقة المرة التي أثبتتها وفاء سلطان بأنها ليست ناقصة عقل ولا ناقصة دين بل مكتملة العقل والدين وناسخة لأفكار الفساد والتخلف والجهل التي لفت المرأة لقرون طويلة. بسبب نظرة بدوية غُلِفت بالقداسة وسُوِق لها كدين عالمي وحضارة، سمي الاحتلال فيها فتحا والظلم فيها عدلا والجهل فيها علما والقتل جهادا والزنا بنكاح أربع وما ملكت اليمين زواجا حتى أوصلت المجتمع برمته إلى مزبلة الأمم والتاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah