الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهذا الضجيج - بين راني خوري ووفاء سلطان وآخرين

سميرة الوردي

2007 / 2 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد أخذت قضية وفاء سلطان أبعادا أكثر مما تستحق ، بل تجاوزتها الى مهاترات دينية وأخلاقية ، وها يظهر كاتب آخر يبدأ دفاعه عن وفاء سلطان بنفس أسلوبها المفتقر للنظرة الموضوعية للدين والحياة ، فالدخول في مهاترات ٍدينية لا تخدم أي طرف ، فهذا صراع تاريخي وليس جديد، ومن يبحث عن أسباب الفرقة سيجدها بالتأكيد وهي كثر.
إن من يريد إصلاح مجتمع لا يثير فيه غولا ، وإنما أن يكون جراحا مبدعا ًكي يمنح الحياة ، لوبقيت أوربا تتبع الكنيسة ولم تقر قوانين حقوق الإنسان وتمنح حقوقا واسعة للفرد منها: الإنتخابات وصعود المنتخبين الى دست الحكم على ضوء برامج تنموية مدروسة ، وإتاحة فرص التعلم والعمل والسكن والضمان الإجتماعي والصحي والقائمة تطول لبقيت أوربا في محاكم تفتيشها وقداسة البابة يطاردها ويطارد كل من يخرج عن تعاليمها ، إن المتتبع لما كتبته وفاء سلطان لا يجد فيه سوى نضريات في علم النفس ومفاخرة بأمريكيتها لامبرر لها وإن ما اعتقدته وما اعتنقته لن يغير حياة الملايين من الساكنين شرق الأرض والمعتنقين لديانات شتى منها الإسلام ، إن ما فعلته وفاء سلطان هو سباب لطبقات فقيرة من الناس، فيهم من هو مسلم ومسيحي وبوذي وكافر بل هي لم تتوان عن ابراز استعلائها الممجود بفئات هي في صميم القضايا الإنسانية التي يناضل كل شريف في العالم وبغض النظر عن دينه من أجلها .
إن من يجر وسيجر الويلات على شعوبنا هي عدم الوعي بالمهام التي على الأجيال الحاضرة والقادمة إدراكها ، إن جزءاً كبيرا من مصيبتنا هي العيش في زمن انقضى قبل الفين وكذا سنة وكأن كل هذه السنوات الداخلة في التأريخ لم تدخل التاريخ أصلا ، ما زلنا شعوبا وأمما نبحث عن حياة نحلم بها عندما لا نجدها في الأرض نسعى للحصول عليها في السماء أو في الآخرة وقد يدفع الجهل بالكثيرين الى سلوك طرقا ملتوية يعتقدون إنها توصلهم لمبتغاهم.
في القرن الماضي أحدثت الدكتورة نوال السعداوي ضجة أكبر وأهم مما تثيرها اليوم وفاء سلطان وقد أعجب كثيرون بآرائها وما زالت وبرغم الحرب الضروس ضدها ثابتة متألقة لانها طرحت مشاكل اجتماعية تعاني منها المرأة والمجتمع، غير منسحبة للماضي ، ولكن بالرغم من هذا هناك من المغالين من يحاول جرها الى منزلق الدين ، لكنها أذكى منهم .
إن ما تفعله وفاء سلطان هو محاولة ساذجة لتطبيق ما تعلمته من نضريات في علم النفس على جارها المسلم وجارتها الفلسطينية متناسية الأسباب والمسببات والنتائج جاعلة من إعجابها بأمريكا مقياسا لكل أفعالها وتصرفاتها ناسية ماذا تمثل أمريكا لشعوب تغزوها تحت حجج ومسميات شتى، وبدلاً من تقديم المساعدة هذه الشعوب تضعها مختبرا لنضرياتها ولتجرب بها أحدث ما تتوصل اليه من تكنولجيا قاتلة تسئ للبشر والبشرية ، أتمنى أن تكون أمريكا فعلا مع كل الشعوب والأمم وفي القضايا المصيرية منبرا وهاديا ولكن ما نلمسه ليس هذا بل عكسه تماما، فالجندي الأمريكي لم يحمل معه الى فيتنام وأفغانستان والآن العراق غير بندقيته وتعثره بأرض لم يطأها من قبل .
منذ سنين طوال ونحن نسمع بحل عادل للقضية الفلسطينية تلك القضية التي أصبحت كقميص عثمان اهترأ من كثرة( الحق يراد به باطل )، ولم تقم لحد اليوم أي بادرة تؤدي للسلام بل لمن ينظر للأمور بواقعية يجد أن العمر يمر سريعا وتتجدد المشاكل وقد تبدأ من البداية بل وتتفاقم ولا يرى حلا.
إن الحلول الناجحة لأزماتنا الإجتماعية والاقتصادية والسياسية وأيضا الدينية هي نضالنا المتواصل والصلب من أجل إقامة مجتمع مدني، علماني، دستوري ، إنتخابي ، تزول منه أسباب العنف والتفرقة ، ويحترم فيه الإنسان مهما كان لونه وعرقه ودينه.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran