الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يهاجم جميعهم شخصية الرسول ؟

صبيحة شبر

2007 / 2 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الرسول محمد بن عبد الله رسول المسلمين ، وناقل الناس من عبادة متنوعة بعضها يعرف التوحيد والبعض الآخر لا يعرف ، ومحول العرب من قبائل متفرقة تتحارب فيما بينها من اجل الماء والكلأ ، إلى امة واحدة قوية ومتآلفة ، تسود بينها مباديء تحترم الإنسان ، وتسعى لتكريمه ، لأنه خليفة الله في الأرض ، والمكلف بعمران هذه الأرض وإحلال السلام ، في ربوعها المترامية الأطراف
استطاع محمد بن عبد الله في فترة حكمه ،ان ينقل الناس من حياة مضطربة يتحكم فيها القوي ، ويسلب حق الضعيف ، الى حياة آمنة مستقرة
فلماذا يحاكم بعض المؤرخين تلك الشخصية ، القوية الرائعة باجماع المنصفين ،الذين كتبوا عن تلك الشخصية وصفاتها بعيدا عن الانحياز ، وان كان نشر الإسلام ،الذي حدث بعد حياة الرسول الكريم ، قد قام بحد السيف كما ذكر بعض المؤرخين ، فلماذا ينسب الظلم الى شخصية محمد الرسول الكريم ، وان حصلت تجاوزات من بعض ولاة الأمر ، ضد بعض الناس غير المسلمين ، فان هذه التجاوزات قد حدثت ضد المسلمين أيضا ، لماذا تظلم هذه الشخصية الرائعة ، التي امتلكت صفات الإقناع والقيادة واستطاعت ان تنقل العرب من حياة الفوضى الى حياة الاستقرار
ونجد اليوم شراسة وافتراء ، في الحديث عن الرسول الكريم ، دون أن يتصدى احد من المسلمين في ذكر الدلائل العلمية في الدفاع عنه ، لماذا ينطوي المسلمون الآن تحت مظلة هذه الحملة الشرسة ، ضد الإسلام وشخصية الرسول الكريم ؟ يفتشون في سيرته عن خطأ ويعجزون ، ويدعون ان زواجه من فتاة صغيرة هو اكبر الأخطاء ، يحاكمون الإحداث القديمة التي حدثت قبل خمسة عشر قرنا من الزمان ، بمنطق هذه الأيام ، كان زواج الفتيات الصغيرات من كبار السن متفشيا في تلك المرحلة، ولم يحدث المنع ، إلا في العصر الحديث ، وهل اجبر الرسول الكريم السيدة عائشة على الاقتران به ، وهي على ما تتصف به من قوة الشخصية ، ورجاحة الرأي وسرعة البديهة ، وان كان هذا الأمر غير مباح ذلك الوقت ، لماذا لم يمانع أبوها ، وهو الصحابي الجليل القريب من الرسول الكريم...
جاء الإسلام داعيا الى مكارم الأخلاق ، وحسن المعاملة بين الناس ، الى التكافل والتواد والتراحم ، والى التيسير على الناس ومساعدتهم في ظروف حياتهم ، الصعبة والى بناء الأسرة السعيدة المتضامنة ، التي يحب كل فرد فيها الآخرين ، لينشأ الأولاد أصحاء ، نفسيا وجسديا والى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وان ابتعد أولياء الأمور ، عن هذه المباديء الجميلة الكفيلة في تحقيق سعادة الإنسان ، فما هو ذنب الرسول الكريم ؟ وان تطرف المسلمون جهة اليمين او الشمال ، او كفروا بعضهم بعضا فما هو ذنب الرسول الكريم ، وان كان بعض المسلمين يظنون ان الإسلام في تفجير الناس وترويعهم والقضاء على حياتهم ، فان الإسلام الصحيح ليس هذا ، الإسلام الذي تعلمناه من والدينا هو الرحمة والعطف واحترام الكبير ، والرأفة بالصغير ، هو العلم والمعرفة وبناء راحة الإنسان ، هو محاربة الظلم ومعاونة المظلومين ، من اجل حياة أفضل لا استغلال فيها ، فلماذا هذه الحملة على الاسلام وشخصية الرسول ، وهذه الأيام بالذات حيث تتراجع حياتنا في مختلف الميادين ، وتضطرب أمورنا ويحكمنا الإرهاب ، ويسيطر علينا التطرف ، وانها اضعف مرحلة يمر فيها إنساننا العربي ، وأظن السبب هو ابتعادنا عن المباديء الإنسانية ، التي تحقق السعادة لبني البشر على اختلاف قومياتهم وأجناسهم ولغاتهم
الاديان كلها تتشابه في الدعوة الى المعاملة الحسنة ، والى عدم التضييق على الناس ، والى تسهيل المتاعب ، وتذليل الصعاب

صبيحة شبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحامي ثروت الخرباوي يكشف أسرار الإخوان المسلمين بالأدلة


.. 145-An-Nisa




.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى