الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم لا تكون البداية من محمد أركون

لميس الصيفي

2007 / 2 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما قرأت محمد أركون بتمعن نقدته سلبياً بداية خاصة فيما يخص نظرته للوعي و الثقافة العربية، و لكنني بعدها استدركت و قلت و لكن البداية من عند محمد أركون قد تكون فعلاً مجدية، فضمن المعادلة الموجودة حالياً قد يكون تنوير الفكر الاسلامي هو الحل الأمثل للخروج من الأزمة العربية الاسلامية و التي تكمن إما بالتقليد الغربي و الذي في كثير من الأحيان لا يتناسب مع البيئة و التراكمات الثقافية المتعددة، أو بالجمود المتواصل من قرون عديدة و الذي تنتج عنه تبعية للغرب أيضاً و ذلك لعدم وجود مرونة في تطوير ما هو موجود. من هنا أرى أن البداية من أركون مجدية حيث يرى أركون أن المشكلة تكمن في العقيدة الدينية الرسمية المرسخة عبر القرون و التي لم تتعرض للنقد التاريخي حتى الآن و هذا على عكس ما حصل للعقيدة المسيحية في أوروبا . كما و يعتبر أن انتصار الغزالي على ابن رشد كان يعني انتصار الفكر اللاهوتي المتشدد و المنغلق على الفكر العقلاني المنفتح على الفلسفة الاغريقية و كان إشارة لدخول عصور الانحطاط الطويلة و يمكن القول أن المجتمع الاسلامي لم يقم من تلك الضربة حتى الآن ، فانتصار الأصولية هو انتصار الغزالي و ابن تيمية، و هزيمة ابن رشد و الفارابي و المعري و ابن سينا و التوحيدي و كل المفكرين الأحرار في أرض الاسلام لذا فإن هزيمة الفكر العربي أو الاسلامي تعود إلى الماضي البعيد و من هنا تظهر صعوبة النهضة بعد تلك الكبوة الطويلة.
كما و لا ينكر أركون وجود أزمة بين التراث الاسلامي و بين العصر ، و لكنه ينظر إليها ضمن منظور تاريخي، و ليس ضمن منظور تجريدي خالي من التحليل السوسيولوجي.
و يرى أن سبب تأخر المجتمعات العربية و الاسلامية الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي و العلمي و التقني، ليس له علاقة بتعصب أزلي أو أبدي لاصق بالإسلام كإسلام أو بالعرب كعرب، و إنما هو عائد ببساطة إلى التفاوت التاريخي بين المجتمعات الإسلامية و المجتمعات الأوروبية؟
كما ويؤكد أركون أن العوامل الخارجية تساهم في تردي الوضع داخل المجتمعات الاسلامية و ليس فقط العوامل الداخلية كالبطالة و الفقر و فساد الأنظمة الحاكمة، فالغرب مسؤول أيضاً لأنه يتحكم بالاقتصاد العالمي و السياسة الدولية و وسائل الإعلام و نمو الحركات الأصولية ليس غريب أثناء وجود هذا الضغط الذي يمارسه الغرب على المنطقة.
لذا فإن فقد يكون الحل للخروج من أزمتنا ومأزقنا التاريخي هو مرحلة تنوير تضيء تراثنا الديني بمناهج حديثة من أجل التصالح مع الحداثة الكونية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال


.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل




.. 106-Al-Baqarah