الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكتبات نظيفة خاوية من القراء

نشأت المصري

2007 / 2 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الثقافة هي الحل الوحيد لحل مشاكل المجتمع المصري , كمشكلة البطالة وفتح مجالات عمل مختلفة,ومشكلة تحديد النسل , والمشكلة الطائفية وعدم تقبل الآخر, ومشاكل الشباب والهوة الأخلاقية الواقع فيها الشباب الجامعي من الجنسين ,ومشكلة التسرب من التعليم وأطفال الشوارع ,المشاكل الحزبية والمشاركة فيها وكيفية تقييم العمل الحزبي , وتقييم حزب معين ومدى صلاحيته لإدارة مجتمع مدني سليم .
كل ما سبق أمراض مجتمعية متفشية في مصرنا الحبيب وذلك راجع لتفشي الأمية الثقافية في المجتمع المصري .
شهادات وشهادات بمسميات مختلفة يحصل عليها المواطن المصري متدرّجة من الدكتوراه حتى الإعدادية والجميع في النهاية يحصل على شاهدة واحدة وهي الأمية الثقافية.
ونجد أيضا رجالات وسيدات في مجالات مختلفة يمارسون أعمالهم بكل جدية وتفاني ولكن فكره متقوقع في عمله الذي يؤديه دون سواه وثقافته لا تتجاوز حدود عمله لذلك هم أيضا مما حصلوا على شهادة الأمية الثقافية.
وأنا في اعتقادي أن مشكلة مصر العظمى , بل مشكلة الوطن العربي أجمع هي اختفاء المثقفين ..
حتى أن مصادر الثقافة في مصر من قنوات تليفزيونية أرضية , وجرائد ومجلات قومية , أو حتى جرائد المعارضة والتي تتبنى أفكار من شأنها هدم المجتمع القائم ولا تتبنى الحلول الواقعية لبناء مجتمع أفضل , وجميعها مصادر مغرضة تتبنى أفكار يراد نشرها أو التكلم بشأنها , وفرضها على المواطن المصري , لنجد في النهاية مواطنين نرجسيين يتباهون بثقافتهم المريضة , وكأنهم أجهزة تسجيل أو سي دي مبرمج عليه أفكار القادة أو أفكار المغرضين , ولأن المواطن ليس لديه إفراز ليعرف الصح من الخطأ لأنه في النهاية ليس مثقف حقيقي ولكنه لديه أمية ثقافية.
هل معنى هذا هو اختفاء مصدر الثقافة ؟
قطعاً !!!! فمصدر الثقافة موجود ومتمثل في برامج فضائية متعددة ناجحة وهادفة , من شأنها إظهار نقاط المرض المجتمعي وتسليط الضوء عليه , والحوار البناء لتجاوز هذه المشاكل.
كما أنه يوجد عديد وعديد من الكتب , والمقالات على درجة عالية من الفكر المتطور وعلى درجة عالية من الحلول العملية والواقعية لمشاكل المجتمع.
ولكن غلو ثمن الكتاب وغلو تكاليف الحصول على القنوات الفضائية على محدودي الدخل من معوقات نشر الثقافة في مصر.
عزوف العديد عن البحث عن الثقافة وهذا راجع لعدة نقاط منها:ـ
ـ سيطرة الثقافة الدينية على أفكار العامة , وقفل عقولهم عن مجرد التفكير في أي شيء أخر سوى هذه الأفكار ذات المرجعية الدينية .
ـ سطوة رجال الدين سواء المسيحي أو الإسلامي وإيقاع المجتمع تحت سيطرتهم تماما بين الحلال والحرام, والحل والربط , والتناقض العجيب في الفتوى , وتدخلهم في أبسط حقوق المواطن ألا وهو حق التفكير والبحث.
ـ سطوة النظام ومحاربة الكتّاب والمثقفين لمجرد أنهم تكلموا عن سلبيات مجتمعية, أو سلبيات النظام ,أو محاربة أي أفكار تتعرض لمشاكل طائفية أو دينية.
ـ ومشكلة المشاكل !!! عدم تعود أفراد المجتمع على القراءة , بل أصبحت القراءة في مصر ليس لها وجود.
في الحقيقة أن الدولة تتبنى فتح المكتبات في أماكن عامة ومدن مختلفة, وتقوم وزارة التربية والتعليم بفتح مكتبة في كل مدرسة بدءاً من المدارس الابتدائية حتى الجامعة , وهذا طبعاً يتكلف ملايين الجنيهات لنشر الفكر الثقافي .
لهذا ومن منبري المتواضع أتقدم بهذا البلاغ لوزير التربية والتعليم ووزير الثقافة في مصرــــــ
المكتبات موجودة ولكن هل هناك رواد لهذه المكتبات ؟
لا يوجد دافع حقيقي لمعرفة الكتاب لدى تلاميذ المدارس .
لا يوجد دافع لزيارة المكتبات المدرسية أو المكتبات العامة بأعداد تتناسب مع تعداد المتعلمين القراءة في مصر.
لنرجع لمشكلة المكتبات المدرسية :
ـ المكتبة المدرسية أصبحت ديكور لابد منه لأنه مطلب وزاري.
ـ مشاكل أمين المكتبة والتي تتسبب في رغبته في المحافظة على المكتبة والكتب بها:
1ـ جميع ما في المكتبة عهدة يتم تسلمها من إدارة المدرسة والمحافظة على العهدة سليمة هو مطلب إداري والتهاون فيه يعرض أمين المكتبة للمساءلة القانونية, لهذا يلجأ أمين المكتبة وبكل ما عنده من قوة أن يحافظ على هذا الديكور.
2ـ الخوف من المسؤولية يدفع أمين المكتبة لعمل حصص مكتبية ولكن دون أن يلمس التلميذ الكتاب أو أي شيء داخل المكتبة خوفاً على العهدة ومحافظة على نظافة ونظام هذا الديكور.
3ـ إرهاب التلاميذ وهم براعم لهذا المجتمع والبطش بهم داخل المكتبة , لتحويلهم من تلاميذ قادرين على أخذ القرار إلى تلاميذ جبناء مقتولة طفولتهم لمنعهم من مجرد الكلام في المكتبة, لهذا تصبح حصة المكتبة عبئ عليهم وليست مجال لتنمية ثقافتهم وتنمية هواية القراءة لديهم.
4ـ قتل رغبة أمين المكتبة " إذا كان لديه رغبة أصلاً " في تنمية روح القراءة والثقافة لدى التلاميذ بتثقيل مهنته بالعهدة والخوف عليها والمحافظة عليها وبدون استهلاك.
5ـ اختفاء الندوات لمناقشة كتاب أو قصة يتم ترشيحها من قبل أمين المكتبة, وتوزيع جوائز تشجيعية للتلاميذ المواظبون على الدراسة المكتبية.
6ـ عدم سماع رأي التلاميذ في المشاكل المدرسية يقتل روح الديموقراطية لدى التلاميذ.

7ـ مشكلة التعليم في مصر والتي تعلّم منهج معين ويقيّم الطالب من خلال تجاوزه اختبارات هذا المنهج , كما أن أولياء أمور الطلاب لا يعنيهم سوى النجاح الدراسي والحصول على الشهادات العلمية , لتصبح المنظومة التعليمية خالية تماما من نشر روح الثقافة , وتنمية محبة القراءة والكتاب.
ـ مشروع الوسائل التعليمية في المدارس والذي يتمثل في غرفة الكمبيوتر , والدوائر التليفزيونية التعليمية , مشروع ضخم تكلف كثيراً , والغرض منه تعليم التلاميذ والطلاب كيفية البحث عن الثقافة والفكر من خلال الشبكات التليفزيونية و شبكات الإنترنيت .
الذي تحول أيضاً إلى ديكور مدرسي , وعهدة , وغرفة مغلقة لا تفتح إلا في امتحان مادة الحاسب الآلي , كما أنها تفتح لغرض طبع أوراق خاصة بأمين الوسائل أو بالمدرسة أو لغرض مجاملة بعض المدرسين لقضاء بعض الوقت أمام شاشات العرض المختلفة .
وأخر أشخاص يمكنهم دخول الغرفة هم أصحاب الشأن من إنشائها أي التلاميذ وهذا راجع لنفس الأسباب تقريباً الموجودة في المكتبات.
وسبب أخر هو كيفية اختيار موظف الوسائل والذي غالبا ما يكون موظف إداري بدبلوم صناعي أو تجاري متوسط , ويجهل تماما التعامل مع هذه الأجهزة , ومعلوماته عنها مضمحلة لا تساوي أطفال حضانة في مدرسة خاصة.

لهذا مشكلة النشر الثقافي في مصر لا تقل خطورة عن أي مشكلة تعترض طريق التنمية الحقيقية في مصر كما أني أعتقد أن حلها يخرج المواطن المصري من كثير من مشاكله , ليصبح صاحب فكر يميز ما بين الحقيقة والرياء , ويميز ما بين الدين والهراء , وما يؤل لمصلحته ومصلحة وطنه أو ما يؤل بخراب مصالح الوطن , الثقافة تساعد المواطن للخروج من سيطرة رجال الدين في كل كبيرة وصغيرة في الحياة المعيشية .
لهذا أوجه مقالي هذا لكل إنسان في موقعه من أول سيادة وزير التربية والتعليم وإلى جميع أولياء الأمور لمساعدة أبنائنا لمحبة الكتاب ونشر الثقافة , وكفانا ما ضاع من تاريخ عشنا فيه عبيد لأفكار أصحاب القرار , لنخرج لمصر جيل جديد يحكّم عقله وثقافته , جيل قادة حقيقيين , جيل ديموقراطي حر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446