الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الوعي الخائف

علي حسن الفواز

2007 / 2 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يبدو ان الكثير من مثقفينا لم يتخلوا عن عقدهم القديمة واوهامهم التي تكبر خارج صيرورة الوعي الفاعل ،، رغم اتساع مديات تثاقفاتهم ومنافيهم الطبوغرافية!!! فهم مازلوا يقسرون وظائفية هذا الوعي في اداء اشكالوي ،وربما توفيقي !!! علاقات متشنجة وانفعالية،يفلسفوا منظورهم للاخر بنوع من الغرائبية التي لاتؤسس حوارا عقلانيا جادا ،مثلما تشخصن تعقيدات وعيهم المرعوب وتهويماته الاشكالية..
يتورطون دون مهارة او حرفنة في انتاج سياق سياسي (غير ثقافوي) غارق حدّ اذنيه بعقد السرديات العربية السياسية والمثيولوجية !!احكامهم لاتتجاوز كثيرا الاشاعة،،،يتخندقون خلف مرجعيات القوة في المكان والقرار السياسي المصنوع بحسابات معروفة المقاييس ..لم يوظفوا مهنية الوعي وعمق ماترسخ فيه من تجارب ومغامرات وقيم شجاعة !!توهموا ان سر البقاء هو سر الشجاعة!!وان صناعة الابداع والمعيش غير المحفوف بالمخاطر يلتقيان عند خط شروع واحد!!! هذا الخط الذي تضعه السلطة (سلطة المكان) وقد تضعه المهيمنات الاخرى التي تعددت للاسف في عقلنا الثقافي وسط غياب شبه تام لاية مواجهة تنويرية /نهضوية ممنهجة !! تؤمن بحرية الانسان وحقوقه الخالصة في المكان والمعيش والاختيار ،وتؤسس على هذا الايمان مشروعا سياسيا وثقافيا يقف بمواجهة كل تداعيات الثقافة الاندحارية المميتة التي استولت على ميراث العقل العربي....
ان هذه الثقافة للاسف ليست شرقية بالكامل كما يصفها محمد عابد الجابري وليست محمولة على مزاج اثني معين كما يتوهمها للاسف عبد الله العروي اليساري العتيد !!ولعل هذه التوصيفات تضعنا امام سؤال فلسفي ووجودي مرعب !!اذا كان هذان الفيلسوفان الباحثان العلميان بهذا الذعر والخوف والهشاشة الداخلية !!فمن يؤسس اذا حصون ثقافوية الزمن الجديد ؟ ومن يشرعن الفعاليات الثقافية بمواجهة اخطار ما يسمى بالغزو الثقافي وثقافات التجهيل السياسي العارمة وثقافات المنظمات السرية كما يسميها حسن العلوي؟...
ان ثقافة الوعي المأزوم والوعي الخائف والوعي الاشباعي ،اصبحت هي الرائجة بين الكثيرين من المثقفين !!! الذين لايريدون ان يتخلوا عن كل امتيازاتهم في المكان ولا عن اطمئنانهم المتواتر بفعل عامل الاندماج مع شرعنة وفروض هذه الامكنة التي تنتجها الحكومات وقوى المهيمن الجديد!،
وهذا مايجعل ثقافة الازمة حاضرة ومحرضة على انتاج عوامل شيوعها وعدواها ونقلها الى الكثيرين الذين لم تمنهجهم الصراعات والايديولوجيات و ممن لايمارسوا لعبة التخندق في هذا المكان اوذاك اوتبني هذا الخطاب اوذاك !!!!
ومن هنا نجد ان مستقبل ثقافتنا وسؤالنا الثقافي مطروحان امام معطيات غامضة بدأت تفرزها وقائع الصراع المرعب والمدمر بن قوى معروفة وقوى غامضة ،بين مرجعيات حداثوية ومرجعيات اصولية ،بين مهيمنات مركزية ومهيمنات ثانوية !!بين قوى عالمية غاشمة وظالمة ومتعالية وبين قوى مستلبة تعاني مازوكية هزائمها القديمة وانماط ثقافاتها المهمشة !! وهذا الصراع لاشك انه يفترض وجود قوى حية وحيوية تعيد حساباتها من جديد ازاء كل تاريخنا الطاعن بالخراب والهزائم والمتاهات !!قوى تتجاوز ازمة الوعي الخائف غير القادر على انتاج سياقات جديدة واسئلة جديدة،،،،وطبعا ان هذه القوى لايمكن جلبها من الفضاء !!او استعارتها من اكاديميات الازمة او ثقافات المحن الصراعية العربية او مطابخ القوى الصانعة لازمتنا الحضارية ،أو من انساق الاعلام الثقافي التي تفلسف وعيها وخطابها تحت شعارات هلامية لاتملك مبررات الحياة وفاعلية المستقبل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة