الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية الاعجاز بين الذباب والبراز

سالار الناصري

2007 / 2 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تخرج اليوم علينا كتابات لكتاب اسلاميين ممن لديهم ادوات واساليب الخطاب المعاصر الذي يعتمد اللغة الراقية والالفاظ المطعمة بالمفردات البنيوية واللسانية ونظريات المعرفة ،وهي كتابات ذات لغة تشعرك بالمعاصرة ،وباهمية مايطرح في هذه الاحاديث من موضوعات واشكاليات ،ولكن ما ان تدقق في اصل الموضوع والاشكالية ،وتنظر الى عبرة ما يقال بنظرة معمقة تتجاوز الظاهر الذي يسرق انظار بسطاء القراء،حتى تكتشف ضحالة ما يدور حوله التفكير ،وسذاجة ما ينطلق منه الفكر ،ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ..
فهناك من يتحدث عن ابستمولوجية المعرفة في اية (افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت..)
وهناك من يعدد عشرات النظريات العلمية في سورة قصيرة من القران ،نظريات بايولوجية وكيميائية وفيزيائية ومن كل العلوم ،والمعارف وكيف لها ان لا تطأطأ و القران يتجاوز قامة كل حضارة ويتخطى تقدم وكل تطور ويشمخ فوق بناء كل معرفة وعلم وثقافة لا لشيء سوى انه من الله ،وهو معجزة ولان المعممين (بكسر الميم الثانية او فتحها )هم القائمون على هذا المعجز فلا باس بتعميمه على جميع خلق الله .
فعلى سبيل المثال نذكر لك حديث الذباب ولو كتبت كلمة ذباب في بحث الانترنيت لوجدت ان هناك الالف المواقع الاسلامية تدافع وتروج هذا الحديث وكانه مصل لمرض خطير يفتك بالامة وينجي اهل الملة.
نص حديث الذباب(اذا وقع الذباب في اناء احدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فان في احد جناحيه شفاء وفي الاخر داء).
وهذه الحديث اخرجه البخاري، وابو داود، وابن ماجة ،والدارمي، والبيهقي وابن خزيمة، واحمد ،وابن حيان ،والبغوي ،وابن الجارود عن طريق ابو هريرة فقط.
وهناك طرق اخرى لراوية هذا الفتح العلمي المبين عن طريق ابي سعيد الخدري ،وانس بن مالك .
ورواه ابو هريرة عن جماعة من التابعين.
وروي الحديث بالفاظ مختلفة لكنها تقود الى نفس المعنى وتحتفظ بنفس مكونات السياق العلمي للحديث وهي احد جناحي الذباب فيها داء والثانية فيها دواء.
وياليت ان يتم وضع الحديث هذا دون تعليق في تلك الالوف من المواقع بل انها تدافع دفاع المستميت كما في الشبكة الاسلامية قسم الحديث الشريف تحت عنوان شبهات حول السنة النبوية عن اقوال غير مستساغة عقلا وغير مقبولة ذوقا،ولا بد ان مثل هذه العناوين مقصودة وهي تهيأ المتصفح لاستفزاز حول مقدساته، وما تتعرض له من هجوم غير مبرر،حيث تبدا الشبكة الاسلامية تعليقها حول (طعن اهل البدع والضلال قديما في صحة هذا الحديث بحجة انه مخالف للعقل والواقع...)وهكذا يبدأ المتصفح بالقلق على مقدساته وأعداده لمواجهة حامية الوطيس مع طعون اهل البدع والضلال ،والحمد لله ان هذه الطعون قديمة وان حجج القدماء من اهل الطعون (او الفكر السليم )كانتا تنطلق من ان هذا الحديث وامثاله مخالف للعقل والواقع.
ومن خلال سرد مخارج الحديث واللف والدوران الفقهي حول نجاسة الذباب او طهارته او طهارة اجنحته فقط ومع سياحة في امهات المصادر الاسلامية المعتمدة لاتفتأ الشبكة ان تردد بين الفقرات ان الطب والعلم لا ينفيان هذا الحديث !!
ولا يمكنها ذلك !!
بل ان الشبكة وعلى لسان كاتب هذا الاعجاز يردد (بان هناك العديد من الابحاث العلمية التي تفسر الحديث وجوانب الاعجاز فيه ..ولسنا بصدد ذكر الابحاث العلمية التي تفسر الحديث وجوانب الاعجاز فيه..).
ووبدورنا نسئل هذا الاخ الكاتب او المقيمين على الشبكة الاسلامية هل يتعالجون في لندن وباريس ام يغمسون الذباب سعيا للاستطباب .
وهناك نموذج اخر لا يقل اهمية في جدلية الاعجاز في السنة النبوية وهو مذكور برواياته في كتاب حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين ج2ص9عن جابر قال خرجت مع رسول الله في سفر وكان اذا اراد البراز تباعد حتى لا يراه احد فنزلنا منزلا بفلاة من الارض ليس قيها علم ولا شجرة فقال لي ياجابر خذ الاداوة وانطلق فملات الاداوة ماء وانطلقنا فمشينا حتى لا نكاد نرى فاذا شجرتان بينهما اذرع فقال لي انطلق فقل لهذه الشجرة يقول لك رسول الله الحقي بصاحبتك حتى اجلس خلفكما ففعلت فلحقت بصاحبتها فجلس خلفهما حتى قضى حاجته ثم رجعنا .
ولا ندري لماذا يتجلى الاعجاز النبوي بين الذباب والبراز!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت


.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا




.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية