الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحل الوسط بين توجهات الاسلامين والعلمانين

سلام خماط

2007 / 3 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان الاسلام الحقيقي هو دين العدالة الاجتماعية وليس دين الطقوس والشعائر ولو كان كذلك لاصبح كبقية الاديان التي تدعو الى فتح واحتلال البلدان . فليس هنالك اتجاه من الاتجاهات الفكرية علمانية كانت ام دينية لاتعمل من اجل الوصول الى السلطة من اجل تطبيق الاهداف والمبادئ التي يؤمنون بها ، والا كيف يعملون على تطبيق هذه العدالة بدون سلطة ،
ان فكرة العلمانية هي عزل الدين عن الدولة أي بمعنى انها ترفض ان يكون للدين تاثير او دور في الدولة والسياسة، لان الدين في مفهوم العلمانية هو علاقة الانسان بربه ومن هنا يختلف العلمانيون حول تحديد العلاقة بالدين فمنهم من يرفض فكرة الدين جملة وتفصيلا ويحاربه في عقيدته وهم الماركسيون ، وهنالك علمانية تنفتح على الدين في القنوات العامة لكنها لاتحركه في الواقع كما هو موجود في انكلترا والتي تمنع تاسيس الاحزاب الدينية وكذلك في الهند اما في بقية اوربا فانها تعزل الدين عن الواقع لكنها لاتعلن الحرب عليه، فكل هذه البلدان لاتمنع الحجاب الذي ترتديه المراة بل ولاتمنع الشعائر الدينية كاقامة الصلاة او القداس والسبب في ذلك ان العلمانية الغربية تحمل في داخلها معنى الحرية رغم عدم اقرارها باي دور للدين على مستوى تشريع القوانين، لكن بالمقابل ان لكل الانسان الحق في ان يعيش حريته بطريقته الخاصة شرط ان لاتتعارض هذه الحرية مع القوانين العامة . اما التعريف القديم للعلمانية الذي يبيح لها فصل الدين عن الدولة هو تعريف لم يجد له وجود على ارض الواقع حتى في الدول التي يسود فيها هذا النوع من العلمانية، ذلك انها ظلت جامدة واسيرة الماضي كما يحدث في فرنسا حيث تحارب النزعة الفطرية للتدين عند الانسان وتحولت هذه العلمانية الفرنسية الى حالة جديدة اتسم اعضائها بالتطرف والاستهزاء بكل ماهو ديني .
اما العلمانية الشرقية التى عملت جاهدة على ابعاد الاسلام عن أي دور في الحياة وفي السلطة انما ارادت ان تحصر دوره في اماكن العبادة مما نتج عن ذلك ان بعض علماء الدين لايؤمنون بالعلمانية لانهم يرون ان الاسلام يتسع لنظام الحياة كلها ويمكن له ان يحل كافة المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية،وان للاسلام نظرة معينه للحرية لاتبتعد كثيرا عن انسانيته . لقد تاثر علمانيوا الشرق بافكار العلمانية الغربية من خلال تصورهم للدين المتمثل بالكنيسة في اوربا ، هذه الكنيسة التي حاربت الحرية ورفضتها ، فبادر العلمانيون بعد استلامهم للسلطة الى اقصاء الدين عن واقع الحياة ، اذا لابد هنا من وجود حل وسط بين توجهات الاسلاميون من جهة والعلمانيون من جهة اخرى هذا الحل يتمثل باقامة سلطة عصرية تعتمد الاليات والاساليب الديمقراطية اساس للحكم كي تمنع وصول الدكتاتوريات وانظمة الاقصاء مرة اخرى .ان العلمانية الجديدة هي العلمانية التى تفسح للايمان الديني مجالا وتجد له مكانا ليس في هيكل السلطة وانما من حيث احترام الاديان ان لم يكن الاعتراف بها .
ومن صفات العلمانية الجديدة يجب ان تقوم على قضية المواطن الفرد مهما كان انتمائه الحزبي او الطائفي او القومي ومثل هذه الصفة سوف تزيل مخاوف الجميع وتفتت التعصب والولاء الضيق وتساهم في تعزيز هوية الوحدة الوطنية وتمنح الحرية الواسعة في التحرك لاي مجموعة مع اخرى مهما كانت بوئام وسلام اجتماعي على اساس ان الوطن للجميع وعلى الدولة ان لاتجعل من الدين امرا ثانويا وان تطلق حريته وتحركه في اوساط المجتمع كونه رابطة بين الانسان وربه ورابطه بين الانسان وغيره من البشر والاعتراف بالدين بما له من دور فاعل يحمي الانسان من الانزلاق نحو الانحراف والجريمة فالدين هو حالة من السمو الروحي الذي تحتاجه المجتمعات لانتاج القيم والمعنويات الضرورية للحياة .
ان بعض الاسلامين بدأو بقبول بعض المبادئ السائدة في النظم العلمانية على اساس قراءة جديدة للنصوص الدينية والتوسع في فهمها ، فقد اقتنعوا بان تلك المبادئ قابلة للتاقلم مع أي مجتمع كالتعددية والدستورية والبرلمانية ، واعتبار الديمقراطية وسيلة يراد بها ادارة الحكم والسلطة ، والقضاء المستقل، والاعتراف بالاخر ،والايمان بالحوار كوسيلة لفض الخلافات وتحريم العنف وتاسيس المجتمع المدني ودولة القانون والمؤسسات.
والعلمانية الحديثة هي اطار تنظيمي يدير السلطة السياسية ويحفظ شرعية الدولة باعتبارها لكل المواطنين وتفعل حقوق الانسان وحرياته كحرية الاعتقاد ومنها الاعتقاد الديني كما تحفظ حقوق الاقليات من هيمنة الاكثرية وتبعد التسلط الطائفي والمناطقي والحزبي وبالتالي فانهاتعتبر وسيلة لتاكيد التعايش السلمي المشترك بين مكونات الشعب العراقي على اساس المواطنة........










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah