الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلامة موسي وقطعة البسبوسة

فيليب عطية

2007 / 3 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لايمكن للمرء الا ان يتوقف طويلا امام شخصيات فكرية كسلامة موسي ،رغم انه بالقياس الي مفكري الغرب لايعدو كونه "تلميذ من تلاميذ المدارس "لكنه بالنظر الي المستنقع الفكري الذي غرق فيه الشرق منذ القرون الوسطي يعتبر هامة وهامة فكرية بالغة الشموخ في عالم ابجد هوز حطي كلمن ،ولايجد المرء الكثير من امثال سلامة موسي رغم باقة التنويريين واليساريين التي تألقت في مشرق القرن العشرين لكنها في كثير من الاحيان تجنبت مآسي الصدام وقسوة الاهانات ،اما سلامة موسي فقد خرج الي المعمعة ،وهاهو انسانكم النبيل الذي يحمل من رتب الجلالة والفخامة والباشوية والباكوية مايعجز عن حمله سبع الفلا ليس اكثر من قرد -مجرد نوع من انواع الحياة التي انشبت اظافرها علي سطح كوكب شبه خامد من كواكب المجموعة الشمسية ،وبمعني آخر ان اردنا ان نفهم الحياة فعلينا ان نفهمها من واقع قوانينها الخاصة فلسنا بحاجة اذن الي اله يخلق ويسوي ،ورقيع يتفلسف ويحوي ،وبهذا تكتسب الحياة معناها الحقيقي كرحلة كشف من البداية الي النهاية
لم تكن النظرية الدارونية حديثة النشأة بالقياس الي زمن سلامة موسي لكن النظرية الفابية التي استقي منها موسي نظريته الاشتراكية التطورية كان لها الباع والذراع في انجلترا ومعظم الدول الاوروبية ،ولم يقلل من هيبتها انتصار الثورة البلشفية في روسيا ....وهنا يمكن ان نجد ملمحا نفسيا هاما من ملامح سلامة موسي لايشترك فيه مع اقباط مصر فحسب بل مع المصريين عموما وهو التسوية علي البارد ،انهم ضد الثورة المفاجئة وضد حمامات القتل والدم ومع الشعار الخالد الذي ارتفع علي ضفاف وادي النيل منذ خمسة آلاف عام:تريد والله يفعل ما يريد ،وهكذا رغم استنارة سلامة موسي وانفتاحه علي الفكر العالمي لانستطيع ان نصفه بالثورية ،وهكذا كان لابد للعجلة ان تأخذ مسارا آخر
ممالاشك فيه ان ثورة تسعة عشر الوطنية في مصر لعبت دورا محوريا في تشكيل عقلية سلامة موسي المنفحتة ،وهو لم يكن بحاجة الي دعم وطنيته فقد كان شعار الثورة الاساسي :الدين لله والوطن للجميع ،ولم يكن الامر بحاجة الي تعضيد احمد لطفي السيد او غيره من المفكرين ،رغم ان احمد لطفي السيد انهمك في بحث كل ما قيل عن تلك الهجرات العربية المزعومة الي مصر وانتهي الي ما انتهي اليه المقريزي قبله بمئات السنين وخلاصته ان تلك الهجرات قد بادت بائدتها بالحروب فيما بينها او باندماجها باهل مصر وهم بحكم كثرتهم قادرون علي امتصاصها امتصاصا
لكن لعنة العروبة اشبه ماتكون باللعنات الاسطورية التي تذوي حينا وتنتشر احيانا ،ولما لا :الانتكلم لغة اسمها العربية؟ رغم ان قائل هذا لو اتاح لنفسه فرصة البحث والتحري لعرف ان اللغة العامية التي يتحدث بها المصريون جميعا هي لغة جمعت مابين الهيروغليفية واليونانية والعربية والتركية والانجليزية ،فاللغة كائن حي يتأثر بكل المتغيرات التي يمر بها حتي لو كانت علي شاشة التلفاز ،وهناك ماهو اكثر اثارة:انه لو بحث في تلك اللغة العربية الفصحي لوجد تأثرها الواضح بالبابلية والآشورية وحتي الهيروغليفية التي حملها الهكسوس معهم الي قلب الصحراء
ولو كان سلامة موسي حيا الي اليوم لعرف ان الداروينية كانت فاتحة للعديد من العلوم البيولوجية التطورية ،ولايستطيع احد ان ينقدها سواء في اوروبا او خارج اوروبا سوي البعض من صبية المجامع ،ومااحوجنا الي العشرات من سلامة موسي للتصدي لتلك الهجمة الفكرية البربرية التي تهدف الي اقتلاع مصر من خريطة العالم المتحضر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟