الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل ذلك الماركسي المختلف

محمد سيد رصاص

2007 / 3 / 7
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


أثبت جوزف سماحة,عبر حياته,بأن الماركسية يمكن أن يستفيد منها الماركسيون في التحليل السياسي,كمااستفاد منها في هذا المجال,وياللمفارقة,أعدائها أكثر من الماركسيين أنفسهم.
يمكن المغامرة في القول بأن ذلك التكثيف الموجود في مقالاته هو خصيصة ماركسية,وبأن طريقته في التركيب التحليلي هي أيضاً كذلك,عندما يربط بين(الدولي-الاقليمي-المحلي)ليستخلص رؤية محددة,تكون مبنية على نظرة للسياسة لاتعزل الأخيرة عن كونها مُركباً مكثِفاً للبنية الاقتصادية-الاجتماعية ومايتصل بها من عناصرفكرية-ثقافية,إلى درجة يمكن الجزم بأن مقالاته لايمكن الإكتفاء بقراءتها من"الوجه الأول",كماأنها –وبسبب ذلك-كانت بعيدة عن"الفكر اليومي",الذي يسود الصحافة العربية,لتعطي فكراً سياسياً,من الممكن أن ينطبق عليه ماحدَده أحد الأساتذة الأجانب(عندما كان يدَرس مادة"استيعاب النصوص"في قسم اللغة الإنكليزية بجامعة حلب في السبعينيات)من أن النص الفكري,أوالسياسي,يتحدد عبر مقاييس,هي بالترتيب:(1-منهج التحليل,2-المعلومات,3-الأفكار,4- القبض المعرفي على الوقائع الراهنة,5-القدرة على استشراف الوقائع القادمة),وأن قيمة النص تأتي من وجود كل هذه المفاييس أوبعضها فيه.
ربما,بسبب ذلك,كانت تحليلاته ومواقفه بعيدة عن منطق الخنادق السياسية,وعن ثنائية(الأبيض- الأسود),من دون فقدان ٍ للموقف والرأي المبدئيين-مع ادراك عميق للبراغماتية ولكن ليست تلك التي هي بدون ضفاف-,وللمحدِدات والثوابت:كانت ارهاصات ذلك ظاهرة منذ السبعينيات لما ابتعد عن(الماركسية العربية المُتسفيتة)المصطفة في خندق الكرملين على مبدأ أحد المتصوفة القائل بأن"المريد بين يدي شيخه هو كالميت بين يدي الغاسل",وهو ما حصل أيضاً لماوجد نفسه في التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة في اشتراك"ما"بالموقف مع أنظمة معينة تجاه ظاهرة (المقاومة الإسلامية)في لبنان,رغم المسافات الكبيرة التي تفصله عن تلك الأنظمة في موضوع الحريات والديموقراطية,,وهو ماتكرر في زمن(سقوط بغداد)لمامزج بين الوطنية واليسارية مع الإحتفاظ بالمنظور الديموقراطي,فيما غرق الكثير من اليساريين في مراهنات على"ديموقراطية"جورج بوش,انطلاقاً من تلك الثنائية المانوية التي أقاموها بين"الإستبداد والإحتلال",فيما بقي يساريون آخرون(إما متحالفين مع الأنظمة الممانعة للأميركان أومتقاربين معها)عند مواقف تمزج اليسارية بالوطنية مع افتقاد عندهم,في الرؤية البرنامجية,للديموقراطية.
لهذا,وبالتأكيد,تعرض الأستاذ جوزف إلى الكثير من سوء الفهم والتحامل,في هذا الزمن العربي الصعب,الذي تسود فيه النزعة الخنادقية التبسيطية,والتي لاتفترق كثير عن تقسيمات بوش للعالم إلى محورين(="الخير"و"الشر") أوعن نظرية ابن لادن حول"الفسطاطين,حيث وجد شخص مثل جوزف سماحة نفسه غريباً في وسط سياسي عربي حيث يسود-عند معظم ممارسي السياسة وكتابها – فقدان للخط الثالث بين الأنظمة العربية وجورج بوش,وخاصة في الفترة التي أعقبت سقوط بغداد.
إلى متى سيطول هذا الليل العربي,الذي ضاعت فيه المعايير,والذي يسود فيه الزبد,إلى درجة يبدو فيها أن هناك الكثير من السنين أمامه حتى"يذهب جُفاءً"؟......................









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملك التيك توك يتحدى #ماكرون .. ومصير #فرنسا إلى اليمين المتط


.. ديفيد لامي من أصغر نواب حزب العمال إلى وزير خارجية بريطانيا




.. معسكرا أقصى اليمين وتحالف اليسار.. الفرنسيون يختارون 557 نائ


.. الأسبوع وما بعد | فوز ساحق لحزب العمال ينهي 14 عاما من حكم




.. بعد 14 عاما.. انتصار ساحق لحزب العمال البريطاني