الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحات من نضال اليسار –3 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية

ابراهيم حجازين

2007 / 3 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ساهم الحزب الشيوعي في الانتخابات النيابية باسم الجبهة الوطنية وكانت الجبهة ومرشحوها أكثر تنظيما من باقي الأحزاب ، بالرغم من وجود تباينات طفيفة بين الحزب وبعض أصدقائه في الجبهة . فأصدرت برنامجا انتخابيا مفصلا يشمل كافة المجالات الداخلية والخارجية ، وفي مقدمته أشار البرنامج إلى مؤامرات قوى الاستعمار العالمي وضرورة التصدي لها من خلال وحدة كافة القوى الوطنية والقومية واستنادها إلى قوى السلم والحرية والاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية وأكثرية دول باندونغ ( أي حركة دول عد الانحياز ) التي تشد أزرهم وتمد يد المساعدة لهم ، كما تضمنت المقدمة توضيحا لدور الحركة الصهيونية والاستعمار الأمريكي في تلك المؤامرات .
على الصعيد الداخلي ركز البرنامج على الحريات العامة وحقوق المواطن وعلى ضرورة إلغاء القوانين الاستثنائية وخاصة قانون الدفاع . كما أكد البرنامج على المساوة بين البدو وباقي المواطنين إن كان على صعيد التمثيل النيابي في الدوائر الانتخابية أو على صعيد الاهتمام بحياتهم المعاشية والخدماتية . ودعت الجبهة إلى سن قانون انتخاب ديمقراطي يلغي العشائرية والطائفية ، ويكفل نزاهة الانتخابات وعدم التدخل فيها- وهنا لابد أن نشير أن المطالب المتعلقة بالانتخابات لا تزال مطروحة من جانب القوى الوطنية والديمقراطية الأردنية في القرن الواحد والعشرين أي بعد 50 عاما من طرحها لأول مرة .
ودعت الجبهة في برنامجها المفصل إلى إنهاض الاقتصاد الوطني وتحريره من الهيمنة الاستعمارية ، وإقامة المشاريع والمصانع التي تزيد من فرص العمل وحماية الإنتاج الوطني من المنافسة الأجنبية، وأكدت الجبهة على ضرورة مكافحة الغلاء وارتفاع الأسعار والاحتكار ، كما أبدت اهتماما كبيرا بمصالح العمال والفلاحين باعتبارهم الطبقات الأكثر فقرا . وعكس البرنامج اهتمامه بالتعليم والصحة والثقافة . وهنا لابد من التنويه أن الحزب الشيوعي والجبهة كانا من أوائل القوى الأردنية التي اهتمت بالمرأة ودعت إلى اتخاذ السبل الكفيلة بنيلها حقوقها .
وعلى الصعيد الخارجي دعت الجبهة إلى التعاون مع الشعوب العربية لتحرير الوطن العربي من الاستعمار وفي سبيل استكمال السيادة والوحدة ، وأشار البرنامج الانتخابي للجبهة الوطنية إلى العلاقة بين كفاح العرب وكفاح باقي الشعوب المناضلة ضد الاستعمار ، وأكدت الجبهة بشكل واضح على ضرورة قيام حكومة تسير بالأردن مع قافلة البلدان المتحررة وفي مقدمتها مصر وسوريا وإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية التي كانت تعد في ذلك الحين الشكل المتبقي للسيطرة البريطانية على الأردن وهنا أيضا دعا البرنامج لإلغاء ما دعي حينها النقطة الرابعة أداة السيطرة الاستعمارية الجديدة ،واعتبر البرنامج إسرائيل التي أقامها الاستعمار بأساليب البطش والعدوان لتخدم مصالحه دولة غير شرعية ، لذا لاصلح معها . ودعا البرنامج إلى العمل على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم واسترداد حقوقهم كاملة في فلسطين . وهنا أشار البرنامج إلى أهمية مقاومة مشاريع التوطين والإسكان سواء كانت فردية أو جماعية .
نلاحظ ان برنامج الحزب الشيوعي والجبهة الوطنية كان مفصلا وينسجم مع مرحلة التحرر الوطني ويشكل في الوقت نفسه أرضية واسعة لتحالف عريض لقائمة مشتركة للانتخابات أو لحكومة وطنية قد تنتج عنها . وفي عجالة نلمح أن المطالب المطروحة آنذاك تكاد تتشابه مع المطالب التي تطرحها القوى الوطنية والديمقراطية حاليا نتيجة التراجع الذي حل في المنطقة بسبب الهجمة الاستعمارية التي تشنها الولايات المتحدة على الوطن العربي بما أعاده إلى مرحلة النضال للتخلص من الاستعمار المباشر .
على قاعدة برنامج الجبهة التي تدعو لوحدة القوى الوطنية أجرى الحزب الشيوعي والجبهة الوطنية محاولات عديدة لتوحيد الصفوف في إطار جبهة وحدة ائتلافية على غرار الجبهة التي تشكلت خلال انتفاضة الشعب ضد حلف بغداد كما دعا الحزب في أحد بياناته ، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح .
وبعد فتح باب التسجيل في جداول الناخبين نشطت الاتصالات بين القوى الوطنية ، حيث عقدت اجتماعات ثنائية وجماعية لتدارس إمكانيات التعاون وتشكيل قوائم موحدة ، لكن كافة الاجتماعات انتهت دون اتفاق . وكان الحزب الشيوعي قد دعا في أكثر من بيان إلى الوحدة الوطنية وضرورة الدخول إلى الانتخابات بصفوف موحدة ،كما حذر في الوقت نفسه من الحيل والمكائد الاستعمارية التي تحاك ضد الأردن وطالب الجميع بالوقوف يقظين وحازمين وموحدي الصفوف في وجهها . على كل حال أخفق الجميع في الاتفاق وفوتوا الفرصة لتكريس سابقة في تاريخ الأردن السياسي للالتقاء بين القوى الوطنية على قائمة انتخابية واحدة .وكان يمكن أن يؤسس ذلك للالتقاء بين الوطنيين الأردنيين في التصدي اللاحق للتدخل الأمريكي ونجاحه تحت مظلة مبدأ أيزنهاور .
وهكذا دخلت الاحزاب الانتخابات بقوائم منفصلة ، فتقدم الحزب الوطني الاشتراكي بخمسة عشر مرشحا . وتقدم حزب البعث بستة عشر مرشحا والجبهة الوطنية بعشر مرشحين . كما تقدمت حركة القوميين العرب بأربع مرشحين . ولوحظ لاحقا أن بعض مرشحي هذه الأحزاب والقوى قد انسحب قبيل الاقتراع ، حيث سحبت كل من الجبهة الوطنية وجزب البعث وحركة القوميين العرب مرشحا واحدا من قوائمها . ويبدو ان هذا الحدث يمثل استدراك للتعاون بينها لكنه لم يصل إلى حد الاتفاق والائتلاف الانتخابي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميناء غزة العائم يثير بوجوده المزيد من التساؤلات | الأخبار


.. نتنياهو واليمين يرفضون عودة السلطة إلى القطاع خوفا من قيام د




.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة ويزيد حدة التوتر في إسرائيل | #مر


.. دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر.. شرطة #مولدوفا تنقذ رجلا مسنا




.. البنتاغون يعلن بدء تشغيل الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قط