الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون بين سنوات الظلم وأحلام التغيير

سلام الامير

2007 / 3 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أبُتلي الشعب العراقي بنظام دكتاتوري فاسد جثم على صدره قرابة أربع عقود من الزمن كانت الأقسى عليه عبر تاريخه الطويل . وقد عانى الشعب في تلك الحقبة المظلمة من أنواع الظلم ما لم يعانيه أي شعب من الشعوب في العالم لا في التاريخ القديم ولا الحديث . وقد كان المواطن العراقي غير آمن على نفسه ولا على عرضه ولا على ماله من سطوة الجلاد ولم يحس بالاستقرار النفسي فإذا غربت عليه شمس النهار فانه لا يتوقع إن تشرق عليه الشمس مرة أخرى فلليل زوار وربما يصبح في غياهب السجون وعندها يصبح في خبر كان ولا أريد إن ادخل في تفصيل الحياة في العهد الدكتاتوري فكل عراقي كان في الداخل يعرف كل التفاصيل وإذا أردنا إن نخوض فيها فسوف يعجز اللسان وتجف الأقلام ويطول بنا الكلام بما لا يحتمله المقام لكنني أريد إن أتكلم عن العهد الجديد الذي كنا دائما نحلم به بالخفاء عهد الديمقراطية والانفتاح عهد التقدم والرفاه عهد الأمان والاستقرار العهد الذي كنا نحلم به أحلاماً وردية ونرسم ملامحه في مخيلتنا . فأين أصبحت تلك الأحلام الوردية أين الأمان أين الاستقرار أين الوعود بالرفاه أين التقدم اين الحرية حرية الرأي حرية التظاهر السلمي حرية الفكر اين فرص العمل وبرامج الاعمار اين الخدمات البلدية والصحية اين اين ... هل ذهبت كل تلك الأحلام أدراج الرياح هل كنا نحلم بسراب يحسبه الظمآن ماء . أم إن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن أم كنا نحلم باستبدال نظام فاشي بانظمة مأدلجة هل نحن بين خيارين وفكي كماشة اما نظام قائد ضرورة أو نظام محاصصة طائفية وهل تخلصنا من الجيش الشعبي وجيش القدس وفدائيو .. لنصبح فريسة جيوش الإرهاب وفرق الموت الميليشياتية
أم ان هناك أنُاس من أعداء الحرية وحلفاء الدكتاتورية من المدرسة الرجعية المتخلفة لا يريدون لنا إن نعيش بأمان واستقرار وسلام لقد تهاوت كل أحلامنا كالذي خر من السماء إلى وادي سحيق ولم نعد نحلم إن نعيش كباقي الأمم والشعوب واصبحت احلامنا بسيطة جدا فكل ما تحلم به أمي الآن إن نعود لها سالمين بعد خروجنا من البيت وجل همنا إن نسمع صوت بائع الغاز في شارعنا وخلفه بائع النفط الابيض يطربنا بأجراسه إما حلم أبنتي إن تذهب للمدرسة بأمان مع صديقاتها أما أبني الصغير فيحلم بالكهرباء ليشاهد أفلام الكارتون المفضلة لديه . إما صديقي سائق التاكسي أصبح حلمه الحصول على 40 لتر من البانزين وإذا خرج للعمل إن لا يتعرض للسرقة ويخسر سيارته التي لا يملك غيرها وهي مصدر رزق عياله . إما صديقي الآخر فقد تعب من البحث عن عمل وقرر إن يبقى عاطلاً لحين استقرار الوضع الامني وتوفير فرص عمل وان يعيش متقشفا
وهذا هو حال العراقي المظلوم في العهدين السابق والحالي . فمن المسئول عن كل ما يحصل للعراقيين وما هو السبب ومن هو المقصر في حق الأمة وما هو دور الحكومة والأحزاب السياسية والمنظمات الإنسانية والامم المتحدة والدول المانحة ودول الائتلاف الدولي ومنظمات المجتمع المدني والجامعة العربية ومن الذي يمكنه إن يحل مشاكل الأمة أجيبونا أيها المسؤولون يرحمكم الله . علماً إننا نعرف إن السبب الأول يعود للأعمال الإرهابية التي يقوم بها أعداء العراق في الداخل والخارج لكننا نريد معالجة هذه الأمور وايقاف نزيف الدم وإعادة الحياة الطبيعية للعراق الجريح

سلام الامير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah