الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخبط الملحدين الجدد

علاء الهويجل

2007 / 3 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الملحدون الجدد اشد تخلفا من مسلمي توربورو بل ان الطرفين اعتى حماقة من بعضهما واشد جنونا ,هذا ما اكتشفته هذه الايام .
ولكي لا اطيل فانا مثل غيري على قناعة تامة بان بعض مسلمو توربورو واتباع طالبان ما هم الا سافكي دماء وعباد سلطة وهذا ما اثبته التاريخ الذي اصبح يقرن الذبح والتفجيرات الانتحارية والقتل على الهوية بالمسلمين دون أي منافس والفضل يعود بالطبع "للشيخين الجليلين" بن لادن والزرقاوي.
ومسلمو توربور كذلك متفردون بقمع الحريات واغتيال الصحافيين والاساتذة الجامعيين ولعل خير مثال على ذلك المقاومة "الشريفة جدا "والتي يقودها ( مسلمون ) في العراق ويتبناها جيش المجاهدين حينا والجيش الاسلامي حينا اخر وجند محمد احيانا اخرى وتحت ستار هيئة علماء المسلمين وكلها كما اسلفت تحت عنوان كبير اسمه الاسلام .
حتى اني كنت اخجل من نفسي وانا ارى على شاشات التلفاز ذوي الضحايا من المسيحيين وباقي الاديان وهم يتوسلون بالمسلمين لعتق رقاب اقربائهم وكنت اعلم كم يحقد اولائك الناس في سرائرهم على " الاسلام الذي يمثله التكفيرون الجدد " .
وربما انا لست هنا لاكشف للعالم ما صار جليا وهو ان كل هذه الشراذم لاتمثل الاسلام باي حال من الاحوال او ربما هذه قناعتي الشخصية فالاسلام على ما ارى دين تسامح ومحبة لكنني اقول ان هذه العصابات كانت السبب وراء توقف عمليات اسلمة الاجانب والتي كانت شائعة في اواخر القرن الماضي حتى توقفت بعد انطلاق بن لادن في مشروعه الدموي .
ثم اصبحت العمليات الجهادية المرعبة فيما بعد سببا في عمليات الالحاد التي دبت في صفوف المسلمين والتي اصبحت اكبر من أي مرحلة من مراحل التاريخ الاسلامي .
غير ان الغريب في الامر ان الملحدين الجدد ليسوا اقل فتكا وغباء من مسلمي توربور بل انهم اصبحوا " يشوهون الالحاد " اكثر مما شوه التوروبورين الاسلام .
فان يكون الشخص ملحدا لا يعني ذلك مهاجمة المسلمين" بالجملة "ووصفهم بالمنافقين حينا والقتلة حينا اخر وبلا استثناء والتطاول على الرسول محمد بلا هوادة .
ثم اذا كان الزرقاويون ومن لف لفهم لايحترمون الراي الاخر بل ويسخرون حينا من الرموز الوطنية لبعض الدول وخاصة الدول الديمقراطية مثل الولايات المتحدة الامريكية فها هم الملحدون الجدد كذلك لايحترمون الراي الاخر وديدنهم السخرية ابتداء من الرسول وانتهاء بالشعوب المسلمة بالجمة والشتيمة بسبب وبغير سبب .
فالطرفان اذا بلا اخلاق ولا يعرفون اصول الحوار والاقناع .
ثم ان الالحاد لا يعني بالضرورة مناصبة الرسول محمد العداء , فهذه بحد ذاتها عنصرية في الظلم فالعداء اما ان يكون لمبدا الرسالة بالجملة او لا يكون ثم كيف بنا نعقل التهجم الاحادي المتواصل على الرسول محمد دون التطرق ولو بطرفة صغيرة الى مئات الرسل الاخرين الامر محير .
ولا يخفى على احد ان السلطات المصرية قررت حبس احد الملحدين الجدد ليس لانه ملحد بل لانه ( تطاول بالازدراء) على الاسلام واقول الازدراء وعلى الاسلام فقط .
والتطاول بالسباب لا يختلف بشيء عن حمل السيف وذبح الابرياء فكله في باب التهجم على الغير .
واني لاعجب هل هي خلفيتنا الاعرابية العدوانية التي تجعلنا عدوانيين سبابين ذباحين ونحن بكل الخنادق
فعدوانين ونحن نتستر بالاسلام وعدوانيين ونحن ملحدون وعدوانيون ونحن عدوانيون .
اذا فليس الاسلام هو المشكلة وليس هو من دفع بالاعراب منا الى التذابح وقتل الابرياء بل ها نحن حتى بعد ان اصبحنا ملحدين مازلنا كما كنا الاستعداء شيمة لنا والدم يغسل نفوسنا .
وكما قلت واقول دائما ان ملحدي هذا الزمان انما هم من المسلمين المرتدين فقط وانهم ملحدون بالاسلام فقط وليس بباقي الاديان وهذا بحد ذاته يعني انهم اناس يتصرفون وفق ردود افعالهم على الواقع المرير الذي وضعنا به الاعرابي بن لادن ومن لف لفه وليس لقناعاتهم بعدم وجود الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي