الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكنيسة القبطية والانعزالية

ماريو أنور

2007 / 3 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المسيحية منذ ظهورها و هى تعيش فى صراع مستمر مع – الهرطقات – والبدع التى تحاول ان تشوه من نظرتها إلى الإيمان , وطوال هذه السنين و العصور والكنيسة فى صراع حتى الأن مع كل هؤلاء .
فى بداية المسيحية و بالأخص فى العصور او القرون الأولى كان دور الكنيسة الشرقية فى تفسير و نشأة الإيمان قوياً وصلباً جداً , بل لن نخفى أن قلنا , انها كانت المنارة الأولى و الشعاع الأكثر فى بذور مراحل اللإيمان , فالفضل فى ذلك يرجع إلى دور أباء الكنيسة الأولى و نشأتهم الثقافية , امثال أوريجانس الذى كان من مواليد الأسكندرية وقد أصبح من أشهر اساتذة المدرسة اللاهوتية ومن نوابع الفكر البشرى , وقد استطاعت الكنيسة الشرقية تزعم الفكر المسيحى لمدة من الزمن قبل أن تشاطرها أنطاكيا هذه الزعامة . ومنذ أواخر القرن الثالث الميلادى , تصدرت مدرسة اأسكندرية اللاهوتية لادعاءات المدرسة الأغريقية الوثنية . إضافة إلى ما تقدم , فإن كنيسة الأسكندرية ( الشرقية ) , فى القرن الرابع و الخامس , قد تصددت للعديد من البدع و الهرطقات كالأريوسية من خلال مجمع نيقية سنة 325 م . والنسطورية فى مجمع أفسس عام 431م.
انتقلت بعد ذلك الكنيسة الشرقية إلى حروب عقائدية , وصراعات لاهوتية أعنف مما سبق , حتى وصلت إلى المشكلة الشهيرة و المعروفة باسم ( المجمع الخلقيدونى ) , وبسبب الصراعات و الأحداث التى أعقبت هذا المجمع والذى أدى الى انقسام الكنيسة الشرقسة عن الكنيسة الغربية , أضمحل بهاء بطريركية الأسكندرية و سلطانها فى الكنيسة الجامعة ( الكاثوليكية ) , فانكفأت على نفسها تحيا حياتها الخاصة بلغتها القومية وطقوسها الرهبانية .
لخصت فى بداية المقالة عرضاً سريعاً لما كانت عليه الكنيسة الشرقية من قبل , حتى ما وصلت اليه الأن من اضمحلال و ثبوت فكرى . بعدما سمعت عن المشكلة الأخيرة المثارة بين السيد / بباوى , والكنيسة تملكنى الأستغراب و الاندهاش بما فعلته الكنيسة لموقفها المتذمة نحو السيد بباوى .
أريد أولاً أن أطرح سؤالاً يثار فى ذهنى : هل التكفير هى لغة العصر الحالى من الجميع ؟ هل عندما نفكر نصبح أعداء ( الله ) ؟ من الذى يحكم بين المكفر و الكافر الجهل أم الدراسة و العلم ؟ هل الكلمة من السهولة اطلاقها على كل أمرءً يعبر عن دراساته ؟ .
بأى سلطة اليوم فى القرن الواحد و العشرون على ما أعتقد ... اليس كذلك !!! ... نكفر الآخر – بسلطة النصوص – أم بسلطة الجهل . ألم تعلم الكنيسة أننا فى القرن الواحد والعشرون قد أصبح كثير من الثواب من المتغيرات , حتى النص ذاته أصبح تحت المجهر ... هل هذا لا تراه الكنيسة !!!!
الكنيسة القبطية بعلمائها الأفاضل ... وأنى أسف لإطلاق لقب علماء ... لأن هذه الكلمة أو هذا الوصف يطلق على فئة من الناس , تتميز بمعايير معينة و مواصفات معينة تستحق عليها هذا اللقب ... ولكنى سأعبر هذا كله .... وأطلقها .
علمائى الأفاضل ... لا يصلح فى هذا القرن ان نرد على الطرف الآخر بكلمات تستحق السخرية وليس التقدير ( لا يصلح هذا الكلام , ليس متفق عليه مسبقاً , هذا كلام غير معقول . ) هل نحن أطفال حتى تصر الكنيسة على التعامل مع العقليات بهذه الطريقة , أم نحن مخدرين حتى تعطينا منومات أو مسكنات على قضايا تثار فكرياً ..... هل الإيمان أصبح أعمى . !!!!!!!!
السيد بباوى قد تكلم فى مناقشة لاهوتية اتفق عليها الغرب منذ كثير من السنين بل الآباء حتى , وذلك فى ضوء كثير من الدراسات المعروضة سابقاً من كلا الجبهتين . هذه الدراسات التى ترفضها الكنيسة الشرقية ليس لاخطأها اللاهوتية , بل لآنها من الغرب !!!
دعوة الأنسان الى الالوهية , هى قضية مثارة عند الآباء الأولين وليس من السيد بباوى الأن , القديس أيريناوس فى جملته الشهيرة ( المكتوبة فى كتب التعليم الكنسى للكنيسة الشرقية ) ... وهى (( لقد صار الله أنساناً ليصير الإنسان إلهاً )) , بالطبع ليس بمفهوم الألوهية الخاص بالخلق , بل بالكمال . اليس السيد المسيح هو الذى دعى الإنسان الى ذلك أيضاً (( كونوا كاملين )) ... أنها دعوة و ليست فرض .... يبقى لماذا اذاً دون مناقشة أو دراسة , أو حتى تحليل مبسط , تكفر الكنيسة هذا الرأى .
بالطبع ودون سخرية يجب ان تكون جميع تعاليم الكنيسة من الأنبا شنودة وليس من السيد بباوى !!!! .... ولذلك فالرفض ليس للقضية ولكنها أنانية تعبر هن ذاتها فى تكفير الآخر.
فى القديم رفضت الكنيسة الشرقية الفكر الغربى المتطور , لذلك انعزلت و اختنقت على نفسها ..... كل هذا للزعامة !!!! .... أعذرونى ان قلت انى ارى أنساناً فى حالة نفسية شديدة اليأس يصارع للبقاء و الزعامة فى مواجهة الآخر .... هل أصبحت هكذا الكنيسة فى تدهور و انعزالية , قد تؤدى الى سقوطها فى هاوية صراعات داخلية تثمر عن تفككها و تشتتها فى آخر الأمر .
اليوم , وفى نفس الموقف ترفض الكنيسة السيد بباوى وتصر على انعزالها ليس للخطأ , بل لهوس الرئاسة و الانانية التى ترى ذاتها فقط دون وجود الآخر .... الموقف يتكرر و الكنيسة تصر على الزعامة .
أرجوكم أعذرونى لقسوة كلماتى ... ولكنى أرى رجلاً اعمته السلطة على قبول الآخر ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 116-Al-Baqarah


.. 112-Al-Baqarah




.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟