الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


8 مارس و الكلمة للطبقة العاملة

و. السرغيني

2007 / 3 / 12
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بجرأة لا مثيل و لا سابق لها، خلدت العاملات بمدينة طنجة يوم 8 مارس على طريقتها الخاصة أي بالروح الطبقية المنددة بالاستغلال و الاستبداد و بالانتهازية النقابية اليمينية.
فلأول مرة و قبل أيام فقط تجندت العاملات المناضلات لزيارة مقرات الأحزاب و الجمعيات لطرح مشاكلها و لطلب الدعم و المساندة لإنجاح معركة غير متكافئة و مختلة بشكل كبير لمصلحة الرأسمال.
فعلى الرأسمال الخاص، الأجنبي، الامبريالي.. تقوم الخطابات الرجعية و اللبرالية بكل تلاوينها.. و على وصفة الاستثمار الأجنبي و التطبيل لها يُرهن مصير الكادحين المغاربة، عمال و معطلون و طلبة و تلاميذ ـ معطلون قيد التكوين ـ لذا فلا غرابة و لا استغراب من هيستريا القمع الذي وصل لحد السٌعر بل و التلذذ أحيانا في تكسير عظام المضربين و المضربات، المحتجين و المحتجات، و في توزيع السباب و الإهانات و الكلام الساقط كيفما اتفق.. هذا في الوقت الذي تصرف فيه الأموال و بسخاء على الملتقيات و المؤتمرات و المناظرات للبث في "الخطة الوطنية للنهوض بالتربية على حقوق الإنسان" على خلفية الشراكة و إشراك الجميع!!!
فالدرس الذي قدمته معارك طنجة العمالية و الشعبية، درس في غنى عن أي تعليق.. درس في النضال الطبقي الحازم و درس للفضح و التشهير بحقيقة الديمقراطية في المغرب و حقيقة التنمية المطبل لها من طرف الخطاب الرسمي و أذنابه.. و درس كذلك، لتعرية الواقع التقدمي بمحدودية خطاباته و بقزمية ممارسته الميدانية.
بالرغم من هذا و ذاك، لم تتلعثم إحدى العاملات المناضلات، بل تكلمت و خطبت بطلاقة و عرٌت عن جميع التكالبات و الممارسات الانتهازية دون أن تجد في ذلك حرجا.. تفوقت على جميع الشعارات و على جميع الخطباء و ربطت بشكل ديالكتيكي بين الاستغلال و الاستبداد.. و بين الباطرونا و الطابور الظلامي الخامس الذي أسس لنفسه نقابة ليس للدفاع عن حقوق العمال بل لتوظيفهم في الصراع ضد الحكومة "الاتحادية".
شرحت و أطنبت و فككت و شرٌحت بشكل بسيط و مبسط لواقع العمال و العاملات، واقع الاستغلال داخل المعمل، و الاستبداد و الإهانات و القمع وقت الاحتجاج داخل المعمل و خارجه.. قدمت المعطيات عن الممارسات الظلامية الانتهازية ـ لحزب العدالة و التنمية ـ باسم النقابة و العمل النقابي ـ الاتحاد الوطني للشغل ـ و فضحت عمالة كاتبها الجهوي المسمى السندي.
هذا العميل الطبقي الذي استفرد بأزيد من ألف عامل و عاملة، ليسلب منهم حريتهم في القرار و التقرير.. بإصداره لسلسلة من القرارات الفوقية الغريبة عن العمل النقابي، كالمنع من الاعتصام بباب المعمل، منع نصب الخيام خلال الاعتصام رغم ظروف برودة الليل و الأمطار أحيانا و الشمس الحارقة في بعض الأحيان.. دون أن ننسى ما تفتقت به عبقريته و هي تحريم الإضراب عن الطعام لعدم اتفاقها مع مرجعية نقابته!
تقدمنا بهذه المعطيات لكي نفيد و نستفيد كمناضلين ماركسيين من هذه الخبرة العمالية.. و لكي نحفز جميع التيارات العمالية المناضلة على العمل أكثر و على الارتباط أكثر، لكي نكون في الصورة أمام تعقيدات الحركة العمالية و أمام الشروط الجديدة للعمل النقابي و متطلبات النضال الثوري الذي لا يمكنه بأي شكل من الأشكال إهمال أحد مجالاته الأساسية ألا و هي النضال النقابي.
فبدون الارتباط الميداني بنضالات الطبقة العاملة، لن يكون لنا ارتباط بطلائعها الثوريين و بدون هذا لن نتجاوز في عملنا التنظيمي حلقات المثقفين و لن نعيد سوى تجارب السبعينات في شكلها المسخ.. لن نتقدم خطوة في مهمة بناء حزب الطبقة العاملة المستقل، حزب الثورة الاشتراكية، الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني المغربي.
من خلال هذه التجربة تعلمنا كماضلين ـ أنصار الخط البروليتاري ـ إيجابية الارتباط و التفاني من أجل هذا الارتباط و لو من داخل نقابة رجعية ظلامية.. لم نكن لولا هذا الارتباط أن نفهم حقيقة و طبيعة القواعد النقابية و مدى ارتباطها بتوجه و مرجعية الأحزاب أو التيارات المهيمنة على النقابات.. لم نكن لنصادف مناضلين يساريين لهم سابق ارتباط بالحركات اليسارية بالجامعة و هم في موقع المسؤولية النقابية داخل نقابة يمينية، لا لشيء إلا لأن جميع النقابات التقدمية أغلقت الأبواب في أوجههم و في وجه رفاقهم و رفيقاتهم العاملات.


و. السرغيني
09/03/2007










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زمزم سعيد نجيبة نازحة من بلدة بيت ليف وأم لخمسة أطفال


.. فاطمة حسين عباس نازحة من بلدة عيترون الحدودية




.. مجلة آفاق المرأة عام من العمل وتجارب مختلفة ومتنوعة


.. فيلم برفين نضال أم وابنتها




.. محافظا الجيزة والمنوفية يتفقدان مكان حادث سقوط ميكروباص الفت