الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأكراد في سوريا

حمدي شريف

2007 / 3 / 13
القضية الكردية


الأكراد وسوريا ماض مشرق و حاضر مقاوم و مستقبل مضيء نعم بكل ما للكلمة من معنى منذ عهد الأيوبيين و ليس انتهاءً بعهد هنانو ولا بعهد البرازيين و لا بعهد آل ظاظا و آل حج يوسف نعم كان الأكراد ولا زالوا جزء لا يتجزأ من الأمة السورية لهم ما لها و عليهم ما عليها لم يبخلوا لا بدمائهم ولا بأموالهم و لا بأولادهم حفاظاً على وحدة و استقرار و حرية سوريا و ها هم الآن كما كانوا في الماضي البعيد أول من بادر لتحرير الأراضي السورية من المنافقين و من المستعمرين بالأمس القريب و هم اليوم رأس حربة المعارضة للنظام الدكتاتوري القائم نعم أنتم أحفاد صلاح الدين و أسد الإسلام شيركوا و آق سنقر الصقلي و إبراهيم هنانوا مهما حاول الحاقدون و المسيئون أن يسيئوا لكم سواءً أكانوا من أبنائكم حديثي العلم بتاريخكم وبحقوقكم أو من أعدائكم الناقمون على أجدادكم و الخائفون من مستقبل أولادكم لذلك عليكم الآن أن تكونوا كما كان آباؤكم و أجدادكم و ما أظنكم إلا خير خلف لخير سلف و يجب عليكم أن تواجهوا عدة تحديات لعل أهمها هو
1- تحدي القومية و الوطنية : فمن الشائع أن الأكراد أقلية ضمن المجتمع السوري و هذه المعلومة بعيدة عن الحقيقة فنسبة الأكراد بسورية تزيد عن 50 % من نسبة الشعب في سوريا ولكن نسبة القوميين بهم هي النسبة القليلة وهذه معادلة معقدة ليس من السهل فهمها فهي سلاح ذو حدين لمصلحة القوميين إن هم أحسنوا استغلالها غداً في سوريا الديمقراطية بإعادتهم لصلاة القربة المقطوعة بينهم الآن و بنشرهم للغة الكردية في جميع أماكن تواجدهم داخل سوريا و يتم ذلك باندماجهم الكلي داخل المجتمع مما يدفع مئات الألوف من ذوي الأصول الكردية للعودة إلى أصلهم و ضد مصلحتهم فكون أن أغلبية الشعب في سوريا تجري في عروقه دماء كردية ولكن هذه الدماء و التي تجري بالعروق لا تقابلها في العقول عند الكثير من الأكراد في سوريا النزعة القومية لأن معظم أكراد سوريا هم من أتباع صلاح الدين يوسف بن أيوب أي أنهم إسلاميين ولكن من يعبر عنهم
الآن هم اليساريون و القوميون وفقهم الله
و سدد خطاهم لكن هذا لا يعني أن هؤلاء هم أكراد سوريا أو الناطقون باسمهم لأننا الآن نعرف جميعاً بأن الصوت الإسلامي لا يسمح له بالظهور داخل سوريا لذلك إن لم يستغل القوميين باقي الأكراد ستستغلهم الحكومات السورية المقبلة فإن أراد القوميين الاستفتاء على أي شكل من أشكال الحكم الذاتي أو الاستقلال لن ينجحوا لأن الحكومة السورية وقتها ستشرك بالاستفتاء جميع من هم من أصول كردية داخل سوريا و بالتالي ستكون نتيجة أي استفتاء محسومة مسبقاً لصالح الوطن لذلك عليكم أن تفكروا ملياً قبل أن تقدموا على أي تصرف أو تصريح دون أن تدرسوا أبعاده و نتائجه و الظروف المحيطة به جيداً و أمكانية نجاه و تداعيات فشله المهم إذا كان القوميون من الأكراد يحبون قوميتهم فيجب عليهم عدم التنصل من وطنيتهم لأنهم أغلبية ما داموا وطنيون و عليهم (القوميين) التمسك بالديمقراطية لأنهم سيكونوا أكثرية ما داموا ديمقراطيين و عليهم أن يعرفوا أنهم ليسوا لوحدهم في الساحة الكردية و إن ظهر لهم الآن عكس ما أقول لذلك يجب عليهم أن يعرفوا أن مواقفهم المرتبطة ببعض المشاريع الإقليمية ستأسر على كل من تجري بعروقه الدماء الكردية في سوريا أفهموا ما أقول هذا سينعكس سلباً على القومية الكردية التي تحبونها فالأكراد في سوريا الديمقراطية سيسيطرون على خمسة محافظات سورية بشكل شبه أكيد و هذه المحافظات تمتد من البحر إلى الصحراء مروراً بالعاصمة الاقتصادية لسوريا و العاصمة السياسية أيضاً و العاصمة الدينية لسوريا أما في الحال الراهن أي الحال القومي يا أخوتي لن يسيطر الأكراد إلا على قامشلو بارك الله لكم بها هذا يعني بحساب دقيق أنها خسارة فادحة و لن يقف الموضوع عند هذا الحد فالأكراد في سوريا الديمقراطية يحق لهم أن يكون رئيس الجمهورية العربية السورية منهم و هناك العشرات الآن داخل سوريا من الأكراد و اللذين يوجد عليهم إجماع وطني و لديهم المؤهلات العلمية و التاريخية و النضالية و المادية لاستلام المنصب و على ما أظن أنهم أكثر شرفاً و وطنيةً ً و أخلاقاً و شرعية ً ممن استلموا الحكم في بلدان مجاورة و لكن مع طموحاتكم القومية ربما يصبح محافظ قامشلو كردي مكسب كبير الحقيقة يوجد وعي عندكم ولا أحد يشك بحبكم لقوميتكم أرجوكم عو خطورة ما تقومون به عليكم أولاً و على وطنكم ثانياً وانظروا إلى أخوتكم العرب
إلى أين أنزلتهم القومية إن المثل يقول استفد من تجارب الآخرين وإذا تخوف أحد منكم أن يعير بضعف مشاعره الكردية لا ترد عليه بالمثل بل قول له من يحب شعبه و أهله و قوميته لا يبدل دولته بدويلة و لا يبدل تاريخه بتويرخ و لا حقوقه بحق و لا ملايينه ببضع مئات من الألوف أتمنى على كل كردي قومي في سوريا أن يفهم أنّ سوريا هي بلده الأول و الأخير و بأن أي مشروع كردي في الوقت الراهن سيكون مصيره مأساوي على الأكراد و على المنطقة و معنى هذا الكلام واضح و هو لا ينفي الظلم الذي وقع على الأكراد في سوريا و لا ينفي حقوقهم القومية لكن ضمن الهوية السورية و ضمن الحرية
و التي تجعل جميع المواطنين سواسية أمام القانون
2 تحدي التنظيم السياسي : لا يخفى على أحد داخل سوريا و لا خارجها وجود التنظيمات السياسية لدى الأكراد و هي ظاهرة إيجابية لكن السلبي بها هي انحسارها بأبناء القومية الكردية و الآن يجب على الأكراد تجاوز هذه المرحلة و الانتقال من الإطار الضيق (القومية) إلى الإطار الأوسع (الوطنية) مستفيدين من خبراتهم و اتصالاتهم و امتداداتهم و هذا ليس بالأمر الجديد على التاريخ الكردي المشرق و المليء بالإنجازات و يجب على الأكراد أيضاً الانخراط بالتنظيمات الوطنية الأخرى و هذا ليس بالأمر الغريب عنهم فهم بالماضي القريب كانوا بالصفوف الأولى لجميع الأحزاب الوطنية داخل سوريا سواءً أكانت إسلامية أو يسارية ماركسية و يجب عليكم أن لا تنسوا أن الظلم الذي وقع عليكم وقع على كل إخوانكم من أبناء الشعب السوري و إذا كان نصيبكم أكبر فعزائكم الوحيد هو على قدر أهل الوطنية تأتي المصائب في هذا الشرق و أخيراً يجب علينا نحن أبناء سوريا بمختلف خلفياتنا القومية و الدينية أن نعي خطورة المرحلة الراهنة التي تمر بها بلدنا الآن و التي تتطلب من الوحدة في مواجهة الأخطار الداخلية من صفوية و عصابات إجرامية متحالفة معها لن تسمح لنا بالعيش بأمان بداخل بلدنا لذلك علينا نبذ الخلافات الجانبية و رص الصفوف
الداخلية و الاستعداد لمعركة الوجود بالداخل و التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى منا عشتم و عاشت سوريا حرة سيدة أبية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة


.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم




.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة