الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة مبارك الأب والإبن والنخب الوطنية : ضرورة وطنية وفريضة شعبية

محمود الزهيري

2007 / 3 / 13
المجتمع المدني


هي مصر المبتلاة بالفساد والظلم والإستبداد , إنها مصر التي تختزل في شخص وإسم الحاكم والأسرة والأهل والآل , إنها مصر التي تمثل إرادة الحاكم فقط , ومصر هي التي لم يحكمها إلا الفراعين , والآلهة , وأنصاف الآلهة .
ماهو الداعي لحب مصر التي لاتحب أبنائها , وتكرههم وتبغضهم , وتسجنهم , وتعذبهم , و تقتلهم , وتمرضهم , وتجعلهم جوعي وعرايا , ومرضي ؟!!
ماهو الداعي لكي يحب المصريين مصر وفيها الظلم يمشي علي الأرض والفساد له أجنحة يرفرف بها علي ربوع الوطن والإستبداد جالس علي كراسي الحكم المؤبدة ؟
وماهو الداعي لكي يدافع المصريين عن مصر ومصر تصالحت مع الأعداء الكارهين لها ولشعبها , ومصر أبرمت إتفاقيات تصالح ومعاهدات ذل وهوان وإستذلال ؟!!
ماهو الذي يجعل المصريين يدافعون عن مصر وروح مبارك الأب تفعل في المصريين كما فعلت روح كاشيد بهم من تقتيلهم أحياء وتعذيبهم وإذاقتهم شتي ألوان العذاب ؟


هل مصر للمصريين بخيراتها وثرواتها ونيلها وتراثها الحضاري والتقافي والديني ؟
هل مصر بوضعها الراهن يمكن أن ينتسب المصريين إليها ؟!!
وهل من الممكن أن تكون مصر أم لكل المصريين ؟!!
أعتقد أن مصر لم تعد للمصريين أماً ولا أباً ولا أختاً ولا أخاً ولاعماً ولاعمة ولاخالة , مصر أصبحت هي مبارك , ومبارك أصبح هو مصر وفقط !!
مصر أصبحت مملوكة لجمال مبارك وأحمد عز ومحمد أبو العينين , وممدوح إسماعيل , وهاني سرور .
مصر مملوكة لكمال الشاذلي , ومحمد إبراهيم سليمان , ومازالت مصر مملوكة لأحمد فتحي سرور , ووزير الداخلية ووزير العدل !!
إن مصر الآن ممثلة في شخص مبارك أباً وإبناً , وهما يريدان للشعب المصري أن ينجرف إلي هاوية الإنتحار بما تحمله كلمة الإنتحار من معني حقيقي , وكأن مبارك الأب والإبن يريدان للمصريين أن ينتحروا إنتحاراً حقيقياً وليس إنتحاراً مجازياً , وقد ذهب العديد من المصريين إلي هاوية الإنتحار بإرادته الواعية الحقيقية وليست الإرادة المزيفة التي يعيش بها الآن ملايين المصريين إما خوفاً من سلطان مبارك الأب والإبن أو طمعاً في منحهما وعطاياهما التي يجودا بها علي التابعين والمريدين لهما من محبي الفساد وعشاق السرقة وأرباب السلب والنهب المنظم لحقوق الوطن والمواطنين .

بالفعل يري العديد من الباحثين أن ظاهرة الإنتحار ترجع حسبما : تشير الأرقام إلى أن أكثر من 69 % من أعداد المنتحرين كانت لديهم ضغوط اقتصادية قاسية من فقر وبطالة، ويفسر الباحثون ذلك بأن القلق والكآبة وعدم الاستقرار يزداد بين العاطلين، بل ويمتد هذا التأثير النفسي على حالة الزوجات، وأنّ هذه الحالات النفسية تنعكس سلبياً على العلاقة بالزوجة والأبناء، وتزايد المشاكل العائلية. وترى أغلب التحليلات ان السبب الرئيسي في هذه المشاكل بين العاطلين عن العمل، هو الافتقار الى المال، وعدم توفره لسد الحاجة، وبناءً على ذلك فإن تعطيل الطاقة الجسدية بسبب الفراغ، لاسيما بين الشباب الممتلئ طاقة وحيوية ولا يجد المجال لتصريف تلك الطاقة، مما يؤدي الى أن ترتد عليه تلك الطاقة لتهدمه نفسياً مسببة له مشاكل كثيرة قد تنتهي بقرار التخلص من الحياة. وهو ما يفسر العلاقة بين الجانب النفسي من الانسان، وبين توفر الحاجات المادية، وأثرها في الاستقرار والطمأنينة، وأن الحاجة والفقر يسببان الكآبة والقلق وعدم الاستقرار، وما يستتبع ذلك من مشاكل صحية معقّدة، كأمراض الجهاز الهضمي والسكر، وضغط الدم، وآلام الجسم، حتى أن هناك مثل شعبي يضرب في بعض المجتمعات العربية يقول "الجوع كافر" وهو ما يفسر اقدام كثير من الشباب على التخلص من الحياة، ويعرف هذا النوع من الانتحار لدى علماء الاجتماع بالانتحار "الفوضوي" الذي عادة ما يحصل إبان الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ويكون وليد الانفعال والغضب أو الإحباط الذي يعيشه العاطل عن العمل. http://www.ehcconline.org/information_center/wmview.php?ArtID=30

وكأن لسان الحال في مصر يؤكد علي أن هناك كارثة علي وشك الحدوث في مصر بسبب قضايا الفقر والبطالة وإحتكار الثروة والسلطة وإنعدام التداول السلمي للسلطة من خلال حياة ديمقراطية سليمة بعيداً عن الوصاية السياسية المكذوبة والحرص المدعي من جانب مبارك الأب والإبن وعصابة سلرقي وناهبي الوطن المأزوم مصر , وكأن مبارك الأب والإبن يحبان مصر والشعب المصري حباً جماً , تاركين التراث والميراث للشعب المصري يرفل في خيراتهما ويسبح في نعيمهما بعيداً عن الفقر والمرض والفساد والإستبداد وسرقة مقدرات الشعب والوطن المسلوب إرادته بفعل سلطات عصابة الوطن المتعددة واللانهائية .
وكأنهما أيضاً شديدي الحرص علي راحة وأمن ورخاء وطمأنينة الشعب المصري , من خلال توفير الحياة الكريمة في أبسط صوره حتي ولو كانت من خلال كوب ماء نظيف غير ملوث بالميكروبات والجراثيم والمخلفات التي تلقي في مياه النيل بآلاف الأطنان يومياً ومنها المخلفات الخاصة بالصرف الصحي والمخلفات الكيميائية وصرف المراكب النيلية واليخوت التي يمتلكها الفراعين الصغار , أو توفير رغيف خبز من قمح تم زراعته وحصاده وطحنه وخبزه في مصر بعيداً عن عار الإستيراد للقمح بقرار أمريكي صهيوني والمسبب لأمراض السرطان ناهيك عن الشوائب المخلوطة بهذا القمح والمطحون بالتراب والرمل والذي لايصلح أن يكون علفاً للحيوانات , ولكنه الفقر والجوع والمذلة هي التي تضطر المواطن المصر للتسمم بشرب مياه النيل , والتسمم برغيف خبز مغموس بالمرض والسرطان والمذلة !!
إن حالات الإنتحار في حالة تزايد في مصر المتعوسة والمنكوسة بالفساد والإستبداد فقد : أشارت تقارير مراكز البحوث الاجتماعية و الجنائية عام 2003 إلى انتحار 3 آلاف مواطنا سنويا ..أي بمعدل 8 أشخاص كل يوم !!
الناس في بر مصر المحروسة لم يعد أمامها أمل ؟
لماذا يرفع ثمانية أفراد يوميا شعار الانتحار هو الحل؟
يبدو أيها السادة أنه لم يبق اختيار
صدرنا يلمسه السيف
وفي الظهر الجدار..!!

كلها مانشيتات وشعارات وجدناها تتردد بكثرة في السنوات القليلة الماضية ليتم إعلان الانتحار مرض رسمي في مصر. http://masr.20at.com/article.php?sid=798



بل : وتشير دراسات أمنية مصرية إلى أن نسبة من الشباب المصري الذي أقبل على الانتحار ترجع إلى بطالة هؤلاء الشبان، وشعورهم باليأس، وأنهم عالة على أسرهم، التي ربتهم وعلمتهم، وظلوا في كنفها، حتى بلغت أعمار بعضهم سن 40 عاما، بدون عمل أو زواج أو أمل في مستقبل مهني محترم . وقد نشرت صحف مصرية مستقلة نماذج لعدد من هؤلاء الشبان ممن انتحروا تاركين رسائل تدل على يأسهم وصعوبة الحياة، في ظل عدم وجود عمل .
كما نشرت صحف مصرية تقارير، نقلا عن وزارة الداخلية المصرية، تؤكد أنها تلقت في العام الماضي 2003 فقط 3 آلاف بلاغ بانتحار أصحابها ، معظمهم من الشباب في سن لا يتعدى 40 عاماً، وأن معظمهم من العاطلين ، الذين لم يجدوا فرصة عمل , أو من الذين فشلوا في تحقيق حلم حياتهم بالزواج من فتاة الأحلام أو فتى الأحلام ، لنقص الإمكانيات الاقتصادية والاجتماعية .
وأشارت التقارير إلى أنه خلال الأعوام الأخيرة تفشت ظاهرة الانتحار بين الشباب خاصة في الأماكن والمناطق الشعبية، وأغلبها إما بحرق أنفسهم، بعد أن يقوم الشاب بسكب الكيروسين وإشعال الثقاب في نفسه ، أو الغرق في نهر النيل ، أو أن يلقي بنفسه من مكان مرتفع.
وغالبا ما يكون المنتحر ، وفق تقرير الداخلية المصرية، يعاني من اليأس ، بسبب عدم قدرته على إعالة نفسه أو أسرته ، التي يكون هو المسؤول عنها، بسبب وفاة والديه أو عجزهما ، ولا يجد عملا مناسبا ، أو يشعر بأنه لا مستقبل له ، مع تقدم سنه، وصعوبة توافر عمل، وصعوبة الزواج، وفي أغلب الأحوال يأتي الانتحار نتيجة زيادة حالة الاكتئاب . http://www.alarabiya.net/Articles/2004/05/16/3472.htm
وفي دراسة عن الإنتحار نشرتها مجلة آخر ساعة في عددها 3708 جاء فيها أنه :
حين يزداد معدل الإحباطات المتتالية لاسيما بين الشباب بسبب البطالة التي تغتالهم يوميا.. وحين يفشل البعض قي تحقيق آماله والوصول لأهدافه ينقلب تفكير كل هؤلاء من التركيز في المستقبل إلي البحث عن طريقة للتخلص من حياتهم.. وتهون عليهم الحياة وتبدأ رحلة انتحار بعض المصريين التي أصبحت مسلسلا كئيبا يجب أن نبحث له عن نهاية..

الرقم خطير وحسب كلام الدكتور هاني جمال الدين مدير مركز السموم بجامعة عين شمس الذي أكد لنا : أن المركز قام بإجراء احصائية شملت 25 ألف حالة تم علاجها بالمركز.. كشفت الاحصائية أن هناك 11580 حالة محاولة انتحار من إجمالي الحالات التي تم علاجها أي بنسبة 46 % من إجمالي حالات التسمم الحاد التي استقبلها المركز.. تنتهي هذه المحاولات بموت البعض وهناك البعض الآخر يتم انقاذهم .. وكانت نسبة المنتحرات من الإناث أكثر من الذكور لتصل إلي 68 % مقابل 32 % للذكور، وكانت الطالبات أكثر من الطلبة نظرا للضغوط التعليمية والاجتماعية والاقتصادية من أهم أسباب الانتحار وبالمقارنة بإحصائية عام 1982 فكانت نسبة الانتحار لا تتجاوز 20 % الأمر الذي يعني زيادة معدل حالات الانتحار بالسم إلي أكثر من الضعف .. الأمر الذي يؤكد زيادة الحالات بمعدلات تفوق الزيادة السكانية المعتادة نتيجة الشعور بالإحباط خاصة بين الشباب بسبب البطالة والضغوط الاقتصادية وعدم التفاؤل بالنسبة لمستقبله من ناحية كزواج والعمل وتوفير الرعاية الصحية في حالة المرض .
بل وهناك مصيبة يشير إليها الدكتور هاني جمال الدين في حالات الإنتحار التي تتكلف مبالغ طائلة لعلاجها إذا يشير إلي أن : الأخطر من ذلك أن هناك محاولات للانتحار أكثر صعوبة ومعاناة من السموم مثل إلقاء النفس في النيل والترع أو من أعلي العمارات أو الحرق أو قطع الشرايين وغير ذلك من الطرق الأمر الذي يؤكد أن محاولات الانتحار تفوق الرقم الذي توصلت إليه الإحصائية.. خاصة أن الطرق الأخيرة كثيرا ما تنتهي بالوفاة لصعوبة إنقاذها في أغلب الأحيان..
وأشار الدكتور جمال الدين : إلي أن الإحصائية التي تم إجراؤها تضم القاهرة الكبري فقط أي وتشمل الحالات التي دخلت المركز فقط، فهناك الكثير من الحالات تأتي وإذا توفيت قبل وصولها لا نقبلها.. الأمر الذي يعني أن أعداد محاولات الانتحار والانتحار الفعلي كبيرة جدا إذا أضيفت لها الحالات التي تتردد علي مراكز السموم علي مستوي الجمهورية والحالات التي تتوفي فور انتحارها.. ولكن العدد الحقيقي لمحاولات الانتحار سواء بالسموم أو غيرها غير معروف علي وجه التحديد في بعض المحافظات وتكمن مشاكل محاولات الانتحار في علاجها لأن تكلفة بعض هذه المحاولات أحيانا كثيرا يكون باهظا فهناك حالات تصل تكلفة علاجها إلي 50 ألف جنيه فعلي سبيل المثال هناك حقنة تأخذها بعض الحالات ثمنها 7 آلاف جنيه.. وهناك بعض الحالات لا يزيد تكلفتها علي 60 جنيها فقط.. ولكن بوجه عام عدد المنتحرين بدأ يتزايد خلال السنوات الماضية الأمر يحذرنا من خطر قادم اسمه الانتحار.. وما يؤكد ذلك أن المركز يستقبل أكثر من 70 حالة محاولة انتحار يوميا أحيانا تتوفي بعض هذه الحالات.
أليست هذه هي مصر مبارك ؟
أليست هذه مصر التي يريد مبارك الأب أن يأتي بمبارك الإبن ليخلفه في وراثة عرش مصر التعيسة التي أصبحت مريضة نفسياً ومهددة إجتماعياً ومتخلفة علمياً ومتأخرة حضارياً ومختلة عقلياً ؟
أليست هذه هي مصر التي يريد أن يدخلها مبارك الإبن العصر النووي من أوسع أبوابه دون أن يقدر والده مبارك الأب علي حل مشكلة البطالة أو علي أقل تقدير مشكلة القمامة في مصر ويستورد خبراء وشركات فرنسية وأسبانية لتجميع زبالة القاهرة والأسكندرية ؟!!
إن مبارك الأب والأبن والنظام الحاكم في مصر قد دفعوا جميعاً بالشعب المصري إلي الإنتحار يأساً من وجود ثمة بارقة أمل تعيد للإنسان المصري الثقة في نفسه والثقة في وطنه , لأن الوطن ذاب في شخص مبارك الأب والإبن وسلطة الفساد العام علي الإطلاق !!
إن المواطن المصري المأزوم , والفقير والمعدم , والمريض العاجز لم يجد أمامه سوي الهروب من الضغوطات النفسية والأمراض البدنية وثقل تكاليف الحياة الإقتصادية , إلا طريق الإنتحار , وساعده في ذلك مجموعة من النخب الخائنة من رجال الفكر والسياسة والثقافة والفن والأدب , النخب الخائنة من علماء الدين الإسلامي والمسيحي , النخب الخائنة من رؤساء الأحزاب السياسية والكوادر الحزبية التي ظنناها أنها مثقفة ولديها المقدرة علي القيام بدور الفاعل , ولكنها أخجلت الوطن وهزمت المواطن بخنوعها ومذلتها أمام شهوة الحكم والسلطة , ولم تختلف عن سلطة الفساد الحاكم قيد أنملة في ذلك !!
النخب الخائنة من أساتذة الجامعات ورؤساء النقابات المهنية والأطباء والمحامين والمهندسين والعلميين والتجاريين !!
النخب الخائنة من القضاة والمستشارين الذين شاركوا في تزييف إرادة الشعب المصري علي مدار سنوات عديدة بسكوتهم عن جرائم البلطجة والإرهاب والتزوير في الإنتخابات والإستفتاءات !!
النخب الخائنة من القيادات العمالية والفلاحية التي إرتضت المذلة والهوان وستورثه للأبناء والأحفاد !!
النخب الخائنة من الطلبة وأولياء الأمور !!
النخب الخائنة من كل من باع وغش وغدر وخان وشارك في بيع الوطن وإذلال المواطن !!
ياسادة : إن من يستحق المحاكمة ليس مبارك الأب والإبن وحدهما وإنما من ظننا فيهم ظناً حسناً , وكان ينبغي علينا أن نظن بهم ظن السؤ من القيادات والنخب الخائنة !!
ولننتظر من الشعب المصري في ظل هذه الأوضاع المأساوية والمتردية في الحضيض , أن يكون قنابل موقوتة أو أحزمة ناسفة , أو إنتحارياً , و لكن ليس من النوع السلبي , وإنما سيكون إنتحاره إيجابياً من النوع الذي سيكنس من أمامه كل من خان وباع وغدر وغش وخان الوطن وأذل المواطن , وحينئذ ستكون محاكمة مبارك الأب والإبن وسلطة الفساد العام , ومعهم جميعاً كل النخب الخائنة لمصر الوطن ومصر المواطن ضرورة وطنية وفريضة شعبية , ومن هنا ستكون مصر هي الأم الحانية علي أبنائها , والتي تسعي لإقامة دولة العدل والحرية والمساواة !!
وليذهب المرتجفون والمرجفون إلي الجحيم !!
محمود الزهيري
[email protected]











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موفدة العربية ترصد تطورات التصعيد على الضاحية ومأساة النازحي


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - ‏الأمم المتحدة تدين العدوان الإسر




.. بتوقيت مصر يناقش رفض مصر للتصعيد في المنطقة أمام الأمم المتح


.. تفاقم معاناة النازحين في لبنان




.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م