الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديموقراطية والتوازن الاجتماعي

نشأت المصري

2007 / 3 / 13
المجتمع المدني


لو تأملنا في حياتنا المعيشية اليومية نجد أشياء كثيرة تحدث أمامنا ممكن أن يتطلع لها شخص غير مبالي لها, ويمكن أن يلاحظها شخص أخر ليجد فيها تأمل ودروس يستفاد منها.
فلو نظرنا مثلاً لشخص متوسط الطول نحيل البنية لنجده بالفطرة ولمحبته في البقاء وإثبات الوجود , يستعمل قدراته العقلية وخفة الظل وسرعة الحركة ,واكتسابه مقدرة الدفاع عن النفس بالرياضات التي تعتمد على خفة الحركة ويعطي لذكائه العنان ليصبح مبدع محترم يجد توازنه الاجتماعي مع الآخرين, وعلى العكس لو كان هناك آخر قوي البنية طويل القامة نجده يتمتع بطول الأناة والصبر وعدم العدوانية وهذا أيضا بالفطرة لكي يجد مكانه وسط المجتمع ويتقبله الآخرين بدون خوف , ومن هنا يحصل على توازنه الاجتماعي ويستطيع أن يبدع أيضا ويعيش.
ولو نظرنا شخص غني يملك شركات وأماكن للكسب المادي , بالفطرة والدراسة يبحث عن أي شيء ينمي مكاسبه ويمكنه من الإدارة الحكيمة لمشرعاته , فتجده يبحث عن مستشارين أكفاء يأخذ منهم المعلومة ولا يقدم على عمل أي شيء إلا بعد دراسته تماما , ولزيادة كفاءة العمل نجده متفاني لراحة العاملين لديه , ويشاركهم الرأي ويمكن أن يستشيرهم , ليصنع منهم منتمين للمكان والعمل لديه.
,أيضا لو إنسان فقير لا يملك غير قدرته الشخصية , نجده يتمتع بالأمانة والإخلاص والتي تمكنه من المحافظة على مصدر أكل العيش.
وعلى هذا المنوال نجد أشخاص يمارسون حياتهم بالفطرة للحصول على التوازن الاجتماعي , فتجد القبيحة تتجمل للحصول على نصيب في الحياة والجميلة تتواضع لنفس الغرض, وكل هذا ليجد كل إنسان نفسه ويجد التوازن الاجتماعي.
وفي مملكة الحيوان أيضا نجد الحيوانات الصغيرة تملك مقدرة أكبر على البقاء , والحيوانات القوية تفني بعضها بقوتها , وكل هذا نتيجته التوازن البيئي .
إذا المسألة عرض وطلب الكل يعرض قدراته والكل يبحث عن احتياجاته وفي ظل التوازن نجد أن كل من يطلب يجد ضالته.
ولكن كل هذا يحدث في المجتمعات الديموقراطية فقط, والذي يجد كل فرد فيه أنه له دور بناء في مجتمعه , وهو متزن تماما مع الآخرين .
حتى أن الله لما خلق العالم خلقه متوازن الكل له فرصة الحياة والكل يجد احتياجاته بكل رضا.
وهذا ما يسمى بالتوازن الطبيعي , أو التكافل.
ولكن إذا تدخل إنسان لكسر هذا التوازن , لأسباب الطمع , والسادية وفرض السطوة والسلطة.
من هنا فقط تتوالد المجتمعات المتخلفة والتي حكمت على نفسها بالتخلف .
فنجد انقسامات عنصرية تفرض سطوتها بوسيلة ما , ممكن أن تكون عنصرية بسبب الدين , العرق , واللون , وغيرها من أسباب التفرقة والتي من صنع الإنسان وحده.
ونظراً للتشدد العنصري تتوالد الأفكار الديكتاتورية , لفرض الرأي بالقوة وفرض الدين بالقوة والتكفير والبطش , والاستيلاء على مقدرات الشعوب ومواردها ليجعل الشعب عبيد وبدون أجر لعبوديتهم.
فتلجأ الشعوب للثورات والحركات المناهضة, والمطالبات والتي لا تجد أحد يسمعها, ليستمر مسلسل ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.
وإذا اتفق تواجد الدكتاتورية والرأس مالية تكون الطامة مضاعفة , ينتج عنها احتكار رأسمالي .
ليدخل الشعب في دائرة الفقر والذي يعقبه الجهل والمرض.
ولكن الرأسمالية في مجتمع ديمقراطي تحقق قمة العدالة والتوازن الاجتماعي
لأن الكل محتاج للكل ولا فرق من صاحب عمل ومأجور عنده لأن الكل يأخذ بقدر عمله ومواهبه, وتفانيه في العمل.
وإذا فقد مجتمع توازنه الاجتماعي , وتكون هناك فروق طبقية , وجهل ومرض :
ولمحبة البقاء نجد ظهور البلطجة , والرشوة والسرقة
ووجود من يستغل الجهل ليبث روح العداء لعناصر مجتمعية .
لتقوم حركات الفتن الطائفية , وقانون الغابة القوي يقتل الضعيف والبقاء للأقوى .
والكل في هذا يبحث على السلطة والسطوة باسم أي مبدأ يشبع أطماعه.
وهذا هو الفرق بين المجتمعات الديموقراطية في جو صحي بعيد عن الطمع
وبين الدكتاتورية في جو سادي مليء بالمطامع
ليتفرق العالم لشعوب متحضرة وشعوب متخلفة
وعمار يا مصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا


.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس




.. أمهات الأسرى الإسرائيليين تنظم احتجاجات ضد حكومة نتنياهو في


.. الفيضانات تغرق خيام اللاجئين في بنجلاديش إثر الأمطار الغزيرة




.. كارثة وبائية تهدد النازحين وسط قطاع غزة