الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثقفوا الزمن الرديء

عبدالله العبادي
الكاتب الصحافي

2007 / 3 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من هم انصار الحوار ومن هم اعداؤه? ومن هم الديمقراطيون وغيرالديمقراطيون? من المثقف الحقيقي ومن المثقف الامي? من النخبة ومن العامة?
اسفت كثيرا وانا اقرا مقالات عديدة وجدالات بين اشخاص لا يتقاسمون نفس التفكير ونفس الاعتقاد اوصلتهم ثقافتهم الدنيئة الي حد الشتم والسب واحتقار الاخر٬ متناسين ان المعرفة بنيت علي الحوار٬ ام لم يتعلم بعد "ما يسمي مثقفونا" لغة الحوار?
لقد اصبحت السجالات والجدالات بين المفكربن العرب تنتقل من محتواها الفكري الخالص الي النزعة الايديولوجية الضيقة وتغلق صاحبها داخل دائرة افكاره الخاصة والوحيدة والتي لا يشاركه فيها احد وبذلك يكون قد حكم عليها بالموت البطيء. فقد يتعدي الخلاف الفكري الي خلاف شخصي ممزوج بكل انواع القدح والشتم.
نتفهم تحاملهم الشديد المتجاوز لكل شكل علمي وميطودولوجي للحوار٬ تبنيهم لافكار لا تناقش وعداءهم للفكر النقيض يحجب ابصارهم عن الوصول الي الحقيقة. هدا الانتقال من الوضوح الي الغموض ومن الجدال الراقي الي العنف الفكري لا يجد ممبرراته سوي في الاختناق الفكري الدي نعيشه٬ من ضرب المعتقدات الدينية والشخصية الي التحربم والتكفير٬ يكون الفكر الحر قد القي انفاسه الاخيرة وحكم عليه بالموت قبل ان يولد.
كتبت سيدة علمانية اكثر من سبع مقالات لتشفي غليلها و تشتم شخصا لا يشاركها نفس الافكارتجادلت معه فقط في مقابلة تلفزيونية٬ في حين حتي في فرنسا دات العلمانية القديمة لم يصل الجدال الفكري يوما مسثوي الحط والشتم للدين المسيحي بل تقتصر العلمانية عن فصل الدين عن الدولة من الناحية الادارية. في حين ينزلق بعض العلمانيين العرب الي شتم الدين والاعتقاد بدون مببرر وانطلاقا من قناعات شخصية.
وفي المقابل يتبني افراد وجماعات فكر منغلق لا يقبل النقاش ولا الجدال يصل حد التكفير٬ بين هؤلاء واولائك شرخ عميق لازمة الفكر المتشردم٬ فكر الزمن الرديء.
اتساءل وكجميع الشباب العربي في الداخل والخارج عن كيف نبني فكرا حرا متكاملا محترما يحترم الانسان كانسان اولا ويحترم الخصوصيات العقائدية لكل فرد مهما كانت توجهاته ٬ بعيدين عن كل انواع التطرف من كلا الجانبين. ومتي يتعلم مثقفونا من اخطاء التاريخ ومن سلبيات الزمن الرد ئ ليكتبوا فكرا للتاريخ?

عبدالله العبادي
[email protected]
با حث سوسيولوجي- فرنسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب إسرائيليون يهاجمون داعمين لفلسطين بالألعاب النارية في ج


.. -قرار بايدن- يغضب إسرائيل.. مفاوضات الرهائن في خطر




.. هل الميناء العائم للمساعدات الإنسانية سيسكت جوع سكان غزة؟


.. اتحاد القبائل العربية في سيناء برئاسة العرجاني يثير جدلاً في




.. مراسل الجزيرة: استشهاد ثمانية فلسطينيين نصفهم أطفال في قصف ع