الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانظمة العربية، الدين والمقاومة

مالوم ابو رغيف

2007 / 3 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


انها وللحق حالة من السمسرة السياسية المبتذلة والوقاحة التامة ان تكون هذه الانظمة العربية المحنطة التي اصبحت عارا على العرب وعلى الانسانية، رؤسائها وملوكها اميون او انصاف أميين لا يعيشون الا بفضل الحبوب المنشطة، لا يعرفون من الدنيا الا ما يرونه من خلال نوافذ معتمة، ان تكون هذه الدول التي لا تتعامل مع شعوبها الا بالكرابيج والهراوات وتزج بهم في السجون والمعتقلات وتمارس بحقهم اعتى وابشع انواع التعذيب لمجرد مظاهرة سلمية ضد الغلاء الفاحش، ضد رفع اسعار الخبز، ضد البطالة، ضد قوانين المطبوعات ضد معاملتهم وكانهم حيوانات في زرائب تسمى بيوت، ان تكون هذه الانظمة التي تحارب اي معارضة واي احتجاج وتخرس كل الاصوات بمسدسات كاتمة الصوت، ان تكون هذه الانظمة وخراتيتها، رؤوساء وملوك وامراء، هي التي تتحدث عن المقاومة وعن ضرورة اسنادها ودعمها واشراكها في الحكم.
انه اكثر من تناقض واكثر من تضاد واستهزاء كامل بالشعور الانساني وسخرية اكثر من سخرية الاقدار.
هذه الانظمة الحثالة بكل مؤسساتها وقوانينها واعرافها ومعامتلها وشروط وجودها وتسويقها الديني والعسكري، هذه الانظمة الوقحة التي تحولت فيها الجمهوريات الى ملكيات وراثية رثة، يرث الابن ابيه ويعد لتوريث ولده من بعده، التي تفصل القوانين والشرائع بحدود رغبات خرتيتها الابله الحاكم بامر الله الموجب الطاعة بنص قراني مزور، هي التي تدعي الدفاع عن الكرامة والوقوف ضد المحتل والنضال من اجل سعادة الشعوب، متجاهلة ان مواطنيها يعيشوش في الحضيض، في الدرك الاسفل من الفقر، في حالة املاق وياس تامين.
هي نفس الانظمة التي تطلق الحسرات وتذرف دموع التماسيح على ضياع العراق ويدبج جلاوزتها المقالات المنافقة عن هجرة العقول و الكفائات العراقية وقتل الاساتذه والمبدعين، بينما يُسجن ويُهجر ويُهدد و]يُقتل المبدعون والكفوؤن والمؤرخون والكتاب والمفكرون و كل من طالب بالتغير، من فتح فمه بكلمة احتجاج، من سخر قلمه لانتقاد الهوج والاستهتار والتحكم والتسلط.
فها هي الدكتورة نوال السعدواي بعد كفاح طويل تضطر للعيش بعيدا عن وطنها مهددة بالقتل والتصفية، وها هو الزميل عبد الكريم سليمان مرميا في السجن، ترى كم من مفكر اضطر ان يكسر قلمه، وكم من مبدع اغتالته يد الانظمة العربية المتجهمة، وكم من فنان قتلوا فنه في داخله، وكم من جرح خطته سكاكينهم وقاونيننهم وانظمتهم في عقل وروح وجسد الابداع الفكري والعلمي والفني.؟
التساؤل هو ان هذه الانظمة التي تزعق وتنهق بضرورة المقاومة ونصرتها والوقوف مع المقاومة العراقية الارهابية، هي نفسها التي تقتل وتخنق اي صوت للمقاومة الشعبية والفكرية والانسانية والابداعية والفنية الحقيقية. اذن لا بد ان تكون المقاومة العراقية من نفس نوع ومعدن وجنس وحثالة الانظمة الساندة لها.
فالمقاومة العراقية التي تقتل شعبها وتغتصب نساءها وتهجر وتخرب وتقصف وتذبح الاطفال بكل انواع الهمجية والوحشية التي لم تشهدها البشرية هي افراز طبيعي لهذه الانظمة الشمولية الهمجية، هي نتاج للتفكير الديني السائد والمدعوم بالدولار البترولي من ممالك وامرات السوء واحتقار الانسان. هي تتويج للتفكير الديني السلفي المبني على عبودية الانسان لما جهل، وغلق جمع مسالك المعرفة والعلم والابداع وقتل روح البحث والاستقصاء، هي استخدام لغة العنف وحده لاذلال الانسان واجباره على الرضوخ والخنوع والاستسلام.
فهل من المعقول ان السعودية قائدة الرجعية اوالفكر الظلامي الديني في المنطقة التي لا تنظر الى النساء الا بصفتهن عورة لا يولي احد امره لهن الا وخاب، وتنظر الى الرجال على ان مهمتهم الاساسية هي عبادة الرب الوهابي الذي خلقه سلفهم الغابر فجعله وحشا كاسرا يفتح جناته ويهب غانياته للسفاحين والذباحين والشاذين عقلايا وسلوكيا، ويعد كل مفكر ومبدع وثائر بالعذاب والحرق بالنار، هل معقول انها تساعد العراق على التحرر وعلى الحرية، هل يمكن لمن تذل شعبها وتعامله كالعبيد ان تؤمن بالحرية والديمقراطية والانتخابات وهي مبنية على حق التنصيب الالهي وعلى مبدأ الخروج على ولي الامر ما هو الا خيانة وكفر ومعصية. هؤلاء الحكام هم وانظمتهم وكيانتهم من يجب التخلص منهم ورميهم الى سلة المهملات كمخلفات زمن اغبر واراحة الانسانية منهم ومن تاثيراتهم الضارة.
شبيه الشئ منجذب اليه، وما الوقوف مع الارهاب في العراق بصفته مقاومة الا محاولة بائسة لخداع الشعوب والضحك على ذقونها ورش الرماد في عيونها التي على ما يبدوا انها بدات تفقد نور بصرها وبصيرتها لسيطرة الدين ورجاله بمواعظهم وخطبهم العقيمة واصدار فتاوى دموية تبرر للقاتل جرائمه وتضفي عليها هالة من الايمان والقدسية الجهادية واعادة قصص وحكايات عن تاريخ لا زال تنبعث منه رائحة الابل ووحشية الصحراء وخوشنة المعاملة والسلوك.
واذا كان رجال الدين هاذا هو مسلكهم فقد جبلوا على خداع الناس وزرع الوهم في نفوسهم وتيأسهم من امل تحسين حياتهم على الارض ليكونوا سعاداء في السماء، فما الذي يدفع بعض العلمانين والمفكرين والمثقفين الى الوقوف في صف واحد مع جلاوزة الدين وجلادي الانظمة في دعم الارهاب بصفته مقاومة.؟
ما الذي يجعلهم يصطفون مع حزب البعث في كل دسائسة وتدليسه وجرائمه التي اقشعرت لها الابدان بعد ان اطلع العالم على ان العراق في عهد البعث والقائد الضرورة لم يكن سوى مقبرة جماعية كبرى.؟
ما الذي يجعلهم يصطفون مع عسكر صدام وضباطه الاجراميين واعضاء حزب البعث الذين وضعوا الحبال حول اعناقهم وسلموا اطرافها الى المقبور صدام ليقودهم مثل ما تقاد الكلاب الى حيث يشاء فاما الى حرب او الى سجن او الى مقبرة او الى اذلال وعبودية تامة.؟
فهل من رضا بالعبودية والخضوع المذل يمكن له ان يكون مقاوما مدافعا عن الكرامة وعن الحرية والديمقارطية وهو الذي كان ا ذليلا خصي اللسان والتكفير.؟
هؤلاء الذين يمتدحون ما يسمى بالمقاومة ويصفقون لها ويطبلون ويكتبون المقالات والقصائد في انجازاتها الدموية الهمجية قد تنصلوا من شعورهم الانساني واصبحوا ادوات طيعة في يد الانظمة العربية الدكتاتورية ودوائرها التي تشتري النفوس في اسواق العهر الاعلامي العربي كما كانت الجواري والغلمان تشترى وتباع في اسواق النخاسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa