الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اتفاقيات الجزائر بين الاستهلاك المحلي الإقليمي والحسابات الدولية
أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل
2007 / 3 / 15
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
لاشك أن الجزائر منذ سقوط الاتحاد السوفيتي الذي كانت هي وليبيا وكيل معتمد له في المغرب العربي وشكلتا مع سورية وكلاء له في العالم العربي مهمتهم إسقاط الأنظمة الملكية العربية الموالية للغرب ليكونوا ورثت جمال عبد الناصر في هذا المجال.
حيث كان عبد الناصر وراء سقوط الهاشميين في العراق والسنوسيين في ليبيا والنظام الأميري في اليمن حتى يكون للسوفيت وكلاء معتمدين في العالم العربي وبعد كامب ديفيد عندما أدخل السادات الاعتدال للعالم العربي وأخرج مصر من أوهام العنتريات الكاذبة ضد الغرب وإسرائيل وجدت الجزائر نفسها بلا دور حقيقي سوى أن تشغل نفسها بدعم البولساريو ومحاولة منع الطوارق من حق تقرير المصير عبر دعم مالي ومحاولة إيجاد قوى عظمى كالصين تعتمدها وكبل معتمد لها بعدما أقرت واشنطن السعودية والأردن والمغرب وتركيا وباكستان وكلاء لها في العالم الإسلامي .
لقد أقنعت الجزائر إياد غالي قائد تحالف القوى أو أرغمته على توقيع الاتفاق لأنه لم يعد رئيسا لشعب الطوارق لأن واشنطن عبر المحافظين الجدد ومن ورائهم منظمةAIPAC أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي في أمريكا أقرت أبوبكر الأنصاري رئيس المؤتمر الوطني لتحرير أزواد شريكا طوارقيا ومستشارا لهم في شؤون إفريقيا والشرق الأوسط يقدم الرأي السديد يأخذون منه ما يناسبهم ويردون ما لا يناسبهم وأن واشنطن لن تسمح للجزائر أو غيرها بالتعرض له.
وعليه وجد قائد التحالف أنه خارج اللعبة الدولية ووجدت الجزائر أن رجلها إياد غالي في الساحة الطوارقية غير مرغوب فيه من طرف واشنطن ،وبالتالي رأت الجزائر أن عليها تسويق سياساتها بإبرام صفقة تحالف بين رئيس مالي أمادو توماني توري وإياد غالي برعاية جنرلات الجزائر ضد زعيم التيار الوطني الطوارقي الحر أبوبكر الأنصاري رئيس المؤتمر الوطني لتحرير أزواد لعلها تحاول عبر مؤتمر المانحين المقرر عقده في 24/03/2007 من جمع مساعدات لمالي وتقديم رشاوى لبعض زعماء القبائل وجمع ما يمكن جمعه من المرتزقة ليكونوا معارضين للتدخل الأمريكي في القارة الإفريقية الرامي لبناء دولة للطوارق والمتعاونة مع المؤتمر الوطني لتحرير أزواد ورئيسه رجل واشنطن في الساحة الأفريقية .
لقد قال شعب الطوارق كلمته في رفض الاتفاقيات المبرمة بين التحالف ومالي فهي غير ملزمة لأي طوارقي كما يرحب الطوارق بأي غزو أمريكي لمالي يرمي لتحرير الطوارق من استعمار مالي وعليه فإن الاتفاقيات لا تعني للطوارق شيء وعرضها عبر الفضائية الجزائرية أو نقل الجزيرة لها لا يثمن ولا يغني من جوع لأن واشنطن ببساطة لها برنامج مخالف لبرنامج وأجندة الجزائر ولحودها قائد التحالف الذي أذل الطوارق في اتفاقية تنمرست وقسم الحركة الوطنية إلى 4 جبهات ثم شن هجومه على العرب البرابيش في معركة انسحاب الجبهات ورسخ عدم الثقة بين طوارق كيدال وإخوانهم في جاو وتمبكتو ثم وقع الاتفاق الأخير الذي باع فيه ما بقي من رصيده حيث فقد ثقة الشعب كما تهدف الاتفاقيات لتبديد التعاطف الدولي مع قضية الطوارق أو إحراج دعاة الاستقلال بالزعم أن مطالب الطوارق قد تتحقق.
والجزائر تعيش أوهام العنتريات الكاذبة و محاولة التصدي لسياسات واشنطن والتأمر على من تزكيهم AIPAC للتعاون مع صناع القرار الأمريكيين في شؤون إفريقيا والشرق الأوسط وكأن الجزائر نصبت نفسها ندا للسياسة الأمريكية في القارة الأفريقية كما تنصب إيران نفسها خصما لأمريكا في العراق ولبنان حيث تدعم طهران خصوم حلفاء واشنطن في العراق ولبنان كما تدعم الجزائر قوى ضد القيادات الداخلة ضمن الوجود الأمريكي في القارة الأفريقية وهو ما يفسر رفض وزير الخارجية الجزائري أن تكون بلاده مقرا للقيادة الأفريقية لأن موقفي الطرفين في موضوع الطوارق على طرفي نقيض فواشنطن مع استقلال الطوارق ولها شريك طوارق مزكى من طرف AIPAC.
بينما الجزائر تريد دفن الطوارق تحت أقدام مالي بقيادة أمادو توماني توري وإياد غالي وهذا ما يجعل العلاقة الأمريكية – الجزائرية تشهدا توترا وتصادما قد تكون معه الجزائر العدو والخصم المقبل لواشنطن بعد الفراغ من الملف النووي الإيراني حيث سيفتح ملف التجارب النووية ضد الطوارق التي سمحت بها الجزائر لفرنسا في الستينات كمحرقة نووية ضد الطوارق " معاداة للسامية " ودعم وتسليح الجزائر ومصر لجيش مالي لقتل الطوارق مرورا بالاتفاقيات المذلة عام 1990 وعام 1992 وغيرها من الملفات المتعلقة بانتهاك حقوق الانسان وقد يصدر مجلس الأمن قرارا بمعاقبة الجزائر على غرار قانون معاقبة سورية لدورها التخريبي في لبنان لأن على الجزائر أن تكون في مستوى تحدي مصالح واشنطن كما أن قضية الصحراء الغربية سوف يمنع على الصحراويين إنشاء جمهورية عربية صحراوية طالما حليفتهم الجزائر ضد قيام دولة طوارقية في شمالي مالي والنيجر.
خلاصة القول هناك صعوبات تنتظر العلاقات الجزائرية – الأمريكية حيث جعلت الجزائر نفسها في مواجهة سياسات المحافظين الجدد بدون أن تفكر في العواقب من تحدي سياسات المحافظين الجدد ففي الملف الصحراوي اليهود المغاربة يشكلون 27% من سكان إسرائيل وهم يؤيدون مغربية الصحراء ولن يسمح اللوبي الإسرائيلي لأي رئيس أمريكي بإجراء استفتاء يمكن أن ينتقص السيادة المغربية كما اللوبي الإسرائيلي هو الذي يعمل على قيام دولة للطوارق فمن هم جنرلات الجزائر حتى يتحدوا قرارات المحافظين الجدد إنه الغرور وجنون العظمة أو كما يقول المثل المصري " قالوا لفرعون مالذي فرعنك قال لم أجد من يقول لا " فالجزائر فرعنها تسييس مكافحة الإرهاب والآن يقول لها المحافظون الجدد لا لا للفرعنة ضد الطوارق ولا للفرعنة في الملف الصحراوي فالدنيا لم تفصل على مقاس جنرلات الجزائر حتى يقرروا للصحراء الاستقلال وللطوارق عبودية مالي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا لا تريد روسيا تصديق أن تنظيم داعش يقف وراء هجوم موسكو؟
.. هيئة البث الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الان
.. المسؤولة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي ترد على تشكيك صحفي في تق
.. الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال اعتقل جميع الأطباء والممرضين
.. متظاهرون يتجمعون خارج حفل لجميع التبرعات لحملة بايدن للمطالب