الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صور الزعماء في عصر الديمقراطية

سلام الامير

2007 / 3 / 17
المجتمع المدني


يمر عراقنا الجديد بمرحلة بناء دولة القانون والمؤسسات بعد ما حصل من تغيير جذري لنظام دولة البعث وهذه المرحلة حساسة جدا في تأريخه الحديث وهي مرحلة ممارسة الديمقراطية وتطبيقاتها وهي مفهوم جديد على العراقيين فقد كانت في السابق في حكم العدم في بلاد وادي الرافدين
والانفتاح السياسي الهائل يعد مظهرًا من أهم مظاهر الديمقراطية في العراق فبعد الحزب الواحد أصبحت عشرات الاحزاب وبعد - القائد الضرورة -عشرات القادة من أبناء الأمة فينبغي التعامل مع الديمقراطية تعاملا صحيحا وحضاريا وان نتجاوز كل مظاهر التخلف التي فرضت علينا في السابق وهي كثيرة طبعا لكنني اود ان انبه الى ظاهرة متخلفة كانت ولا زالت مستفحلة في الشارع العراقي وهي ظاهرة صور الزعماء سواء زعماء السياسة او زعماء الدين وهذه الظاهرة ليست في العراق فقط بل في اغلب بلدان دول العالم خصوصا الشرق اوسطية منها فلا تكاد تجد شارعا يخلو من صورة للزعيم وبمختلف اللقطات اما في العراق فبعد إن كنا لا نرى في شوارع وطننا الحبيب غير صورة بطل الهزيمة وفارس الجريمة أصبحنا نرى مئات الصور لبعض زعماء الاحزاب او اقارب الزعماء فلا ترى يخلو شارع أو دائرة أو مصنع أو جامعة أو مدرسة او سيارة او محل من هذه الصور بل وصلت الى مركبات الجيش والشرطة وداخل المعسكرات واصبحت صور الزعماء تزيين نقاط التفتيش والسيطرات داخل وخارج المدن وطبعا كل منطقة حسب زعماءها اما بعض نواب البرلمان فاذا كان يدلي بتصريح او لقاءا مع أي فضائية فلا يحلو له الا ان يظهر على الشاشة وخلفه صورة زعيمه او من يمت له بصلة لكن الحق يقال ان رؤساء الجمهورية ورؤساء الوزراء للحكومات الحالية وسابقيها لم تنتشر صورهم كبقية زعماء الاحزاب
وهذه الظاهرة سلبية وتعتبر من أخطاء الماضي وغير صحية لبلد يحاول ان يتخلص من ترسبات الماضي ويبني دولة حديثة متحضرة
علينا ان نتخلص من هذه الظاهرة ولا نقبل بها فمجرد وضع صورة الزعيم في أي مكان لا يعني بالضرورة إن الناس في ذلك المكان يحبونه او يميلون له بولائهم ولا يخفى ان تكلفة هذه الصور عالية جدا ولو ان الاحزاب استغلت هذه الاموال بدل ان تطبع بها صور لزعمائها لا تغني ولا تشبع من جوع ووزعتها على ذوي الفاقة لكان اجدى لها ولكسبت ود كثير من الناس واعتقد ان على الحكومة ان تحد من انتشار هذه الظاهرة وتمنع من استخدام الساحات العامة ومداخل الشوارع وكافة دوائر الدولة الرسمية سيما المدارس والجامعات ووحدات الجيش والشرطة لهذا الغرض كما ينبغي على الحكومة الموقرة ان تنظر في مسألة الجداريات التي تملأ الساحات الرئيسية في عموم العراق والتي كانت مخصصة لصورة راس النظام السابق فأما إن تهدم ويوضع مكانها أشياء جميلة مثل النافورات أو بعض الرموز الأثرية أو غير ذلك وأما إن يُجعل منها جداريات تخلد تضحيات الشهداء الأحرار الذين ضحوا بأنفسهم من اجل الحرية والسلام لتبقى شاهدًا على مر العصور
وينبغي على الأحزاب التي ملأت المدن بصور زعمائها إن تكف عن هذه الحالة الغير صحيحة فكسب الجماهير لا يكون بكثرة نشر الصور ولنتعاون جميعنا أفراداً وجماعات وأحزاب باتجاه واحد هو بناء الوطن المُدمر وإنجاح العملية الديمقراطية ونحافظ على أمن واستقرار أمتنا العراقية فأمامنا كثير من العمل يتطلب منا جهد كبير لننعم بحياة حرة كريمة في وطن حر ليس فيه أنانية حزبية أو طائفية أو عرقية وليس فيه صور للزعماء فلنودع عصر الصور وصورة الزعيم إلى الأبد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر