الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاهوت فى الكنيسة القبطية

ماريو أنور

2007 / 3 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فى تتبع للدراسات اللاهوتية للكنيسة القبطية على مدار السنين , منذ نشؤء اللاهوت المسيحى حتى الآن , نرى إن هناك موقف سلبى فى الخضوع للإيمان , حيث اللجوء إلى الإيمان خوفاً من العقل و احتماءً منه , وهذا ما يعبر عن مأزق العقل فى الكنيسة القبطية , بالطبع هذا المأزق يشمل العالم العربى ككل , ولكننا هنا سنختص فقط بالكنيسة فقط لا غير .
هل هو كسلاً فى استخدام العقل ؟ أم خوفاً من استخدامه ؟ ..
مع العلم إن من اوائل الذين استخدموا العقل أو الفلسفة فى شرح العقيدة المسيحية هو شرقى اسكندرانى , وهو القديس أثناسيوس الذى فسر العبارة الكتابية (( الابن الوحيد )) للآب – بتعبير فلسفى – أى (( من الجوهر نفسه )) – فأحرز ثورة فى الخطاب اللاهوتى . ولا ننسى بالطبع العلامة أوريجانيس العبقرى الذى أخضع العقل و استخدمه فى تفسير الإيمان المسيحى .... فلماذا إذاً الخوف من استخدام العقل , أو الحذر منه , أو رفضه ؟ ...
هل هؤلاء الآباء فشلوا فيه , ام أخطئوا فى تفسيراتهم ؟ - إلم يكن هؤلاء قديسين يستخدمون العقل ويسخرونه لخدمة الإيمان – أم من الممكن ان يكون الله لم يخلق العقل كالجسد والنفس و الروح , بل أنه من المدخلات فى عمل الله !!! ...
إن كنا نرفض التناقض فى خلق الله للشر و الخير ... لانه الله مصدر الخير فقط ... إذ ليس به تناقض , فلماذا إذاً نرفض دائماً فى محيطنا الكنسى استخدام العقل , كما نسمح بتناقضه مع فعل الإيمان !! .
كثيراً ما كان يواردنى أسئلة بخصوص الإيمان ...و بالطبع لا أجد أفضل من الكاهن المسئول عن هذا الإيمان ليثأر منها ... لكنى ومع الأسف كنت أجد معظم إجابات هؤلاء كالآتى : (( أنها سر )) .... سر !!! ... ما معنى السر ؟! .. هلى أصبح الله مجموعة اسرار مبهمة للتفكير الإنسانى ؟! ... إذاً لماذا تقرب الله لإنسان وأعلن له ذاته ... هل ليزيد من أسراره ؟ ! .... أم ليثأر من الفكر البشرى على ثوراته الفكرية ؟! ....
كتب جان لاكروا (( ما من شىء أسوأ من عقلانية خالية من الروحانية , إلا روحانية خالية من العقلانية )) .... وهذا ما نجده فى الكنيسة القبطية من أصرار على الإيمان الخالص دون السعى إلى العق ... وبذلك ينسون ان الإيمانيات تدمر الإيمان كما أن التقليديات تدمر التقليد ... وهذا ما ألة اليه الكنيسة الآن . أصرارها على لاهوت الآباء دون تطوير , أو السماح لأحد بالتطوير من أساسه ... ونبذ العقل على حساب الإيمان , قد يصل بالكنيسة إلى الحافة .....
لا يحسب للكنيسة الشرقية أى دراسات أو نمو لاهوتى منذ القرن السابع حتى الآن , وذلك لانهماكها فى تطوير لاهوت الدفاع عن العقيدة فى مواجهة الآخر ( المسلم , المسيحى الغربى ) .... قد يحسب هذا عذراً ... ولكنه أقبح من ذنب .
إذ أن جميع الدراسات اللاهوتية تصر على العيش فى الماضى دون النظر إلى التطور الكنسى الغربى ... فى علم اللاهوت .
فالثبوت هو قاعدة الكنيسة القبطية حتى اليوم ... التمركز على ذاتها , هى سمتها الأولى فى عالم قرر منذ زمن التحرر من المركزية
فرنسوا فاريون وهو من عمالقة اللاهوت المسيحى فى القرن العشرين , عبر عن حال هذه المشكلة كالآتى :
(( هل فكرتم بقدر كاف لتفهموا سر الله , لو لم تكن ذلك , لكان مجرد زيارة يقوم بها الله للأرض , كالتى نراها فى جميع الأساطير الوثنية , حيث (( يتنزه )) الآلهة على الأرض وهم متنكرون ؟ لو لم يكن الأمور على ذلك , لوجب علينا ان نقول إن الله استعار لباسنا البشرى ليظهر بيننا مدة من الزمن , ويبشرنا باخلاقية يمكننا ان نقول فيها إنها أفضل من جميع الأخلاقيات ... ثم عاد إلى السماء , حيث يراقب كيف نتصرف ... لكى يكافئنا , إن مارسنا الفضائل المسيحية , أو يعاقبنا , إن فضلنا الخطيئة عنها : ها نحن فى عالم الأساطير ..... وربما مناضلون مسيحيون وكهنة وراهبات يعيشون فى عالم الأساطير وهم لا يدرون ))
الإيمان هو من يبنى الأسطورة , ويضخم الرمزية
المراجع

الانسان ذلك السر العظيم
فرح الايمان بهجة الحياة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 116-Al-Baqarah


.. 112-Al-Baqarah




.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟