الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن مسلمين فعلا ام احفاد الاستعمار الاجنبي

المهدي مالك

2007 / 3 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان الاختلاف رحمة و سنة من سنن هذا الكون الذي خلقه الله سبحانه و تعالى و
هذا الاخير هو شيء طبيعي في عدة مستويات الثقافية و الاجتماعية و السياسية حيث كل بلد من بلدان هذا العالم له خصوصياته الدينية و الثقافية و اللغوية و ديننا الاسلامي منذ العهد النبوي قام على اساس المساواة و احترام اليهود باعتبارهم مواطنون في ديارهم المدينة المنورة و الاسلام انطلق اصلا من منطلق انقاد البشرية جمعاء من الجاهلية بمختلف ابعادها و الاستعباد من خلال عدة طرق و اساليب ذات الطابع الايديولوجي
و الاسلام اصلا يكره التمييز العنصري و القمع باشكاله المختلفة انما يدعو الى التعايش مع اهل الكتاب و مع اصحاب هذا الاختلاف داخل الدائرة الاسلامية كالشيعة و الاكراد و الامازيغ و غيرهم من هذه الشعوب الاسلامية الغير عربية.
لكن هناك بعض التيارات حاولت و مازالت تحاول خلط بين الاسلام و العروبة و تقديس اللغة العربية حيث تعتقد ان العروبة هي شيء جوهري و اساسي لحفاظ على الاسلام كقيم و مبادئ و السؤال المطروح بالنسبة لي هل الاسلام يحتاج فعلا الى العروبة ام العكس.
ان المناضل الامازيغي يغضب عندما يسمع برنامجا دينيا يبث على اذاعة محمد السادس للقران الكريم الذي مازال يقدح في شرعية التعدد الثقافي و اللغوي في بلادنا و مازال يعتبر اننا كلنا عرب و اللغة العربية هي لغتنا الوحيدة و يجب علينا الرجوع الى عصر التعريب لان العربية اصبحت لا تدرس بشكل كافي في مدارسنا التعليمية بالمقابل اللغات الاجنبية كالفرنسية و الاسبانية و الامازيغية باعتبارها لغة احفاد ليوطي و هي تعتبر من مشاريع الاستعمار الفرنسي لبلادنا المؤمنة بعروبتها و اسلام الحركة الوطنية و هذا ما فهمته من ذلك البرنامج الذي يريد ان يقول رسالة مفادها ان الحقوق الثقافية و اللغوية التي تطالب بها الحركة الثقافية الامازيغية هي في واقع الامر مشروع استعماري جديد في مغرب الانتقال الديمقراطي المنشود من حركات المجتمع المدني و هذا البرنامج يرمي الى تشجيع الطرح القائل بان اللغة العربية هي لغة الام لجميع المغاربة و هذا اعتبره غير صحيح تماما حيث ان اغلب المغاربة لا يتكلمون الا باللغة الامازيغية بمختلف فروعها و الدارجة المغربية بمختلف فروعها كذلك و اللغة العربية لا نستعملها الا في الكتابة او الاعلام او قصد جعل بعض المغاربة ينامون في فراش العروبة و اسلام حركتنا الوطنية التي مازالت تعيش في عصر المؤامرات الاستعمارية.
و السؤال الذي سيطرحه كل من سمع ذلك البرنامج الايديولوجي هو ما هي اهدافه في هذا الظرف المتميز بانه ظرف النقاشات على كافة المستويات حول الاصلاحات الدستورية المتوقعة قبل اجراء الاتنخابات المقبلة او بعدها و هذه الاصلاحات صارت اساسية بالنسبة لكل حركات المجتمع المدني و من بينها حركتنا الثقافية الامازيغية التي تناضل منذ ميثاق اكادير و منذ صدور بيان الاستاذ محمد شفيق القاضي بترسيم اللغة الامازيغية باعتبارها لغة الاغلبية من الشعب المغربي المسلم ليس لغة اجنبية كما فهمته من ذلك البرنامج الذي يريد القول بطريقة غير مباشرة اننا احفاد ليوطي و اننا غير مسلمين لان اللغة العربية هي لغة اصحاب الجنة و لغة الرسول الاكرم بالتالي يجب الحفاظ عليها و قمع هوية احفاد الاستعمار الغير اسلامية بل هي مسيحية حسب مقررات الظهير البربري التي ترسخ الان في عقول اطفالنا بدلا من تاريخنا الحقيقي الذي يتحدث عن ان اجدادهم الكرام حملوا مشعل المقاومة و الدفاع عن الاسلام و الارض و العرض و مهما قلت في هذا المقال المتواضع فلن استطيع ان ارد الاعتبار للمقاومة الامازيغية التي تدخل ضمن ما اسميه ببعدنا الديني الضخم الذي ظل في الظلام و الاقصاء من طرف اصحاب مدرسة هذه الاكذوبة المعاصرة .
ان ما سمعته من ذلك البرنامج يعتبر عنصريا و رجوعا الى عصر تقديس العروبة ليس اللغة العربية التي نحترمها كمكون اساسي لهويتنا المغربية و باعتبارها اللغة الرسمية حاليا ولكننا ضد الاتهامات القائلة باننا احفاد الاستعمار و لغتنا الامازيغية هي لغة اجنبية كاننا اجانب في بلادنا الكريمة و هذا يعد خطيرا و تحطيما للجهود الرامية لتعزيز مكانة الامازيغية في التعليم و في الاعلام و علينا كمناضلين في هذا الظرف ان نقاوم كل ما يتعلق بايديولوجية الظهير البربري و ان نبدا التفكير بشكل واقعي عن مشروعنا العلماني الذي سيحترم خصوصياتنا الدينية و سيساهم في محاربة الاستغلال عن طريق ديننا الاسلامي الحبيب.
و السؤال المطروح هو هل الانجاز العظيم الذي حققه الاستاذ الحسين جهادي في ترجمة معاني القران الكريم الى اللغة الامازيغية لا تعد تعبيرا حقيقيا على ان الحركة الامازيغية لا تسعى قط الى القضاء على الاسلام من اجل الدخول الى الديانة المسيحية التي احترمها و الحسين جهادي الباعمراني معروف انه ينتمي الى الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي و يدخل انجازه العظيم في اطار مشروع تمزيغ الفكر الاسلامي الخاص بهذه الجمعية المناضلة و
كما ترجم هذا الاستاذ الجليل السيرة النبوية الى الامازيغية اذن الحركة الامازيغية هي امتداد طبيعي و شرعي للمجتمع الامازيغي المتدين.
و خلاصة القول بان هذا موضوع طويل و عريض و نقول لاصحاب الاتهامات السخيفة كفى من هذه الخرافات التي قمعت الامازيغيين و بعدهم الديني الضخم و كما اشرت بان الاسلام يكره كل هذه الممارسات الغير مسؤولة و الغير ديمقراطية بل ينادي الى تقبل الاختلاف و التعدد في نطاق الوحدة الوطنية و الوحدة الاسلامية ببعدها الحقيقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال


.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل




.. 106-Al-Baqarah