الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اول معركة بين المسلمين على ارض العراق

سلام خماط

2007 / 3 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ان الصفات الني ينشدها المجتمع في شخصية الحاكم هي العدل والرأفة بالفقراء ومنع الاحتكار وتطبيق العدالة ,أما المنافسين لهذا الحاكم فهم الذين لم تتوفر فيهم صفات الحاكم الذي يريده المجتمع لان هؤلاء المنافسين انما كانو من الراغبين في الملك والمال .
ان الضرر الاكبر والاخطر هو ان نثق بأحد اكثر مما يستحق ، وان عظمة الانسان لاتقاس على اساس عمل من اعماله او صفة من صفاته بل تقاس على اساس اعماله كلها وصفاته كلها كمجموعة واحدة لاتقبل التجزئة ، فكم رأينا من يتواضع ويلبس جلد الحمل لاغراض اجرامية وكم رأينا من يتصدق بالاموال ويبني المساجد لاغراض دعائية وتجارية، من هنا يجب ان نقيس اصحاب الرسول أي يجب ان لاننظر الى صحبتهم للنبي(ص) ثم نتجاهل ارتدادهم عنه بعد وفاته ، والفتن التي رافقت حكوماتهم وماتركته من آثار واضرار.
لقد كانت معركة الجمل اول معركة تدور بين المسلمين حيث فتحت الباب واسعا لحروب وويلات لازالت اثارها قائمة حتى الان ، فلولا حرب الجمل لما كانت حرب صفين والنهروان ولما وقعت مذبحة كربلاء ولا وقعت الحرةولما رميت الكعبة بالمنجنيق ولما كانت الحرب بين الزبيرين والامويين ولا بين الامويين والعباسيين ولما افترق المسلمين الى شيعة وسنة ، ولما استطاع اعوان الاستبداد ان يعملوا على التفريق والتشتت ، ولما صارت الخلافة الاسلامية ملكا يتوارثه اللصوص .
لقد جمعت حرب الجمل جميع الرذائل لانها السبب الاول لضعف المسلمين واذلالهم واستعبادهم وغصب بلادهم ، فلقد كانت اول فتنة بين المسلمين يقتل بعضعهم بعضا بعد ان كانوا قوة على اعدائهم ،كما افسحت المجال الى حروب اخرى داخلية اودت بكيان المسلمين ووحدتهم، ومهدت الى حكم الفرس والترك والمغول والصليبين. فلولا فتنة الجمل لاجتمع اهل الارض على الاسلام لان رحمته تشمل الجميع . لقد تذرع قادة حرب الجمل بدم عثمان الذي قتل مظلوما ، وان الذين طالبوا بدمه كانوا مخلصين ، لكن النتيجة ماذا كانت ! كانت قتل الالوف من الابرياء مقابل مقتل رجل واحد هو عثمان، حتى جلبوا الويلات والنكبات على الاسلام ، ومازال المسلمون يعانون اهوال تلك الفتنة حتى اليوم. استمرت الفتن والهبتها الاحقاد والضغائن واريقت الدماء وخربت المساجد وهجر الابرياء لا لشئ الا لنصرة هذا المذهب او ذاك ، والحق اقول انه ليس هناك شئ يستحق ان يهب الانسان نفسه من اجله غير المبدأ الذي يمثل الدفاع عن حقوق ومصالح الفقراء والبائسين ، والكل لبس لباس الدين واطلق اللحى واسودت الجباه من اثر السجود والدين منهم براء لانهم لايعلمون ان وظيفة الدين لاتنحصر بحفظ الحدود واقامة الفرائض بل هنالك مسؤولية اخرى اعظم واسمى تقع على عاتق القائمين على الدين وهي الاهتمام بالمحتاجين والمعوزين والخروج على الحاكم الجائر مهما كان هذا الظالم فلافرق بين ظالم سني وظالم شيعي ومالرجال الا وسيلة لتطبيق هذا الهدف العظيم الا وهو العدالة الاجتماعية.
ان المفكرين في هذا العصر يرون ان على الدولة ان تضمن لكل فرد من ابناء المجتمع الحد الادنى للعيش ، وان تسلك كل سبيل وتتعاون مع كل هيئة ودولة تمدها بالعون لتحقيق هذه الغاية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ