الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماض معتم وحاضر مشوه 3

جمال حامد الناصري

2007 / 3 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


للجنديه العراقيه بشعارها الاخاذ ببريقه ولمعا نه الجميل وهو يزين مداخل الوحدات العسكريه وساحات عرضها واقسام المؤسسه ودوائرها حفظته العقول واؤسرت به النفوس حين تغرد به الحناجر مع مطلع كل صباح في ساحات التدريب( الواجب –الشرف—الوطن) فماذا ابقى نظام صدام لهذا الشعار ؟؟ غير جسد ميت متخشب مشوه المعالم لا لون له ولا طعم او رائحه افرغه من محتواه وجرده من سماته وحرف قسماته وخطوطه حيث غدي مصير هذه المؤسسه تحت عبثه وجنونه وارضاء لشهواته ومغامراته .لم يشهد تاريخ هذه المؤسسه منذ تاسيسها مسخا واذلالا ومهانة وعبثا مفرطا في مقدراتها كما شهدته في زمن الطاغيه صدام ؟
فما ان تضع الحرب اوزارها الا وزجها في حرب ا خرى وتحت مسميات زائفة ورخيصه مخادعه .ابتداء من الحرب الاهليه التي اشعلها مع الاكراد اخوتنا وشركائنا في الوطن والتي اطلق عليها (الحرب ضد العنصريه ودعاة الانفصال ) والتي اودت بحياة اكثرمن 60 الف شهيد من ابناء الوطن وعندما شعرت القياده البعثيه بالانهزام والتخاذل وان نظامها مهددا على وشك الافول اضطر الى مد الجسور مع عدو الامس شاه ايران ليوقع معه اتفاقية الجزائر في 1975 الاتفاقيه المشينه ا التي تنازل بها العراق بحوالي 15 كيلو متر من حدوده الدوليه لصالح ايران وعن الخط المائي وسط شط العرب الذي يسمى بالتالوك والذي كان تحت الهيمنه العراقيه بالكامل ولصالح اقتصادها في الملاحه وغيرها .حيث مهدت هذه الاتفاقيه للنظام بوقف المساعات الايرانيه للاكراد وانهاء تمردهم .
وعندما انفرد صدام بالسلطه فض الاتفاقيه ونكث وعودها ممزقها من على شاشة التلفزيون ومن جانب واحد بعد ان استعاد قوته وهيلمانه وحركته اطماعه الخبيثه واندفاعه المهوس نحو الحرب في محاولة عدائيه مبيته ومدفوعه ضد الثوره الاسلاميه الفتيه في ايران بغية وأدها وهي في مهدها. زج هذا الجيش في حرب اطلق عليها (الدفاع عن البوابه الشرقيه للوطن العربي) والتي امتدت لاكثر من ثمان سنوات حصدت الزرع والضرع وراح ضحيتها اكثر من مليون بين شهيد وجريح ومعوق ودمرت اقتصاد العراق وبناه التحتيه ولا زال الوطن وابنائه يئنون من وطئتها واوجاعها الجسام .
ولكي يبقى شبح الحرب ماثلا ومخيما بثقله وآلامه على رقاب هذا الجيش العائد متعبا متهالكا خائر القوى من حرب دامية ضروس ولكي يبعده ويلهيه من التمعن والمشاركه بالاحاسيس والمحن التي يعاني منها شعبه والتي ذاق مرارتها على يدي هذا النظام الاهوج وراءسه وحتى لايصحى ضمير هذا الجيش او يداخل تفكيره التامر والانقضاض على هذا النظام وحتى لايشكل عبئا كارثيا اضافيا بجيش من العاطلين على اقتصاد متهالك متعب وشعب جائع يبحث عن لقمة يسد بها رمقه ولكي يشبع صدام نهمه وشراهته للحرب فيوجه هذا الجيش شطر الجنوب ليغزو دولة عربية امنة ذات سياده تحت مسمى (اعادة ا لفرع الى الاصل) كما تفتقت به عبقريته البائسه من صنع الشعارات وما آلت اليه هذه الحركة الرعناء من نتائج تؤرق ذهن العراقين وتحرق افئدتهم حين وضع ابنائهم في صحراء قاحلة وسماء مكشوفه ازاء معركة غير متكافئة الابعاد متباينة في القوى والامكانيات تحت سماء ممطرة حمما وقذائف دون غطاء جوي مقابل يؤمن سلامتهم حتى من الهرب .والانكى من كل ذلك حصر القياده الميدانيه التي تمركزت في رجل لا يعي ابسط مقومات القياده العسكريه وتكتيكاتها وابعد عنها قادة الفيالق والفرق من ذوي الاختصاص والخبره وقيدهم بحرية التصرف وتقدير الموقف .وقد نعته شوارسكوف في حينه (من ان صدام حسين لايصلح حتى جنديا في الجيش العراقي فكيف يكون مخططا عسكريا ستراتيجي)؟ ولا يخفى ما تمخضت عنه هذه الحرب الخاسره التي حشد لها اكثر من مليون مقاتل أي ما يقارب سبعين فرقه عسكريه بمختلف الصنوف وما انفق عليها من حطب الاقتصاد العراقي المنهاروطاقاته المهدوره فكانت نتيجة محزنه كارثيه بكل المقاييس اودت بحياة الالاف في هزيمة ممحقة نكراء لم تطلق فيها طلقه واحده باتجاه العدو وقد كسرت النفوس وهزت الضمائر الحيه والميته تلك الالوف من الجثث المتناثره والمتفحمه على عرض الصحراء وفي طريق الهزيمه الذي اطلق عليه طريق الموت سيئ الصيت وذلك المنظر البائس المقزز للنفوس للسلاح العسكري المهان الذي تناثرت اجزاؤه المحترقه على في عرض الصحراء وطولها و غصت به الطرقات والازقه في شوارع البصره والمدن التي مر بها الجيس المنكسر المهزوم ناهيك عن شرف الجنديه الذي انتهك وغارت سمعته وهيبته ليمرغ في وحل الهزيمة والعار .
وليمعن هذا الجيش المهزوم بضحالته وضحالة قياداته ونكرانهم وبعدهم عن شعبهم ليجمعو فلولهم المنكسره الخائبه وهي تجر الذل والخزي من معركة العز والكرامه لترتد فوهات بنادقهم ومدافعهم ودروعهم المهانه الى صدور ابناء شعبهم الذي انتفض عن بكرة ابيه ثائرا ومنتصرا لكرامة الجندي وشرفه العسكري وانتقاما لالاف الضحايا التي طوحت بهم هذه الحرب المجنونه التي اقحم بها طاغية العراق واعوانه المجرمون جيش العراق وشعبه –وكانت مجزرة مروعه استاءسد فيها فاءر الامس على شعب اعزل لايملك سوى ايمانه وقوة ارادته وشكيمته ورفضه القاطع المطلق لنظام القتله المتجبرين وستبقى تلك الهجمة الشرسه لهذا الجيش المتهاوي وقادته على ابناء شعبهم وصمة عار لن يمحى من جبين تاريخ الجيش العراقي. فكان يفترض بضباطه وجنوده لو كانو حقا مخلصين لشعبهم ووطنهم ان يندمجو مع ابناء شعبهم ويتواصلو معهم في تلك الملحمه الخالده التي قل نظيرها ويوجهو بنادقهم الى وكر العار ومرتكزاته الامنيه والمخابراتيه والتي تفضي الى الاطاحه بالنظام علما انه كان في اضعف حالاته و حلقاته وزمانه وكان منزويا خائر القوى و كانت فرصة لم يجود الزمان بمثلها ضيعها القاده والضباط في الجيش العراقي والتي لو حدثت فعلا لما ال العراق الى هذا المصير الاسود الذي عليه الان وسيبقى حكم التاريخ يلاحق الذين تهاونو وتخاذلو وتنكرو لشعبهم واصطفو مع الغدر والظلم الصدامي اللعين .
جيش العراق من صلب الشعب العراقي ولحمه وليس جزءا مقتطعا منه يقع عليه ما يقع على الشعب من هتك ومظالم فرغم كل الاثام والمساؤ التي اقترفها بحق شعبه الا انه كان ضحية من ضحايا المتسلطين والدكتاتورين وسياساتهم الرعناء والتي شوهت سمعته ولوثت يديه بدماء ابناء شعبه.
وانا لا اريد ان ابرئ ساحته من تحمل التبعات والمسؤليات التي اقترفها والاخطاء التي ارتكبها بحق وطنه وشعبه فهو شريك متضامن مع القياده السياسيه العليا .وبما انه جزئ من المجتمع العراقي فهو بالضروره يحمل خصائص هذا المجتمع ونسيجه ففيه الصالح والطالح الغث والسمين .وحاله حال كل جيوش العالم يعكس طبيعة ونظام الحكم في تلك الدول .ففي الدول الديمقرطيه ذات البرلمانات المنتخبه دستوريا والتي تتظمن دساتيرها قوانين تحدد طبيعة الجيش ومهامه وتبعده عن التدخلات في شؤن البلد وسياسته الداخليه وهي غيرها في الدول ذات الانظمه الاستبداديه والشموليه المتسلطه على رقاب شعوبها والتي تجعل من الجيش ظهيرا قويا تابعا ومطيعا تتكئ عليه ليعينها في فك ازماتها وحراجة مواقفها مع مناوئيها .فاءي ممانعه او رفض من قبل الجيش بعدم تطبيق الاوامر يضعه تحت طائلة المسؤليه والمحاسبه او يوصم بالعصيان وعدم تطبيق الاوامر وهي في نظرهم خيانة عظمى كثيرا ماتودي بصاحبها الى الاعدام في انظمتنا الشموليه ولما كان نظام الجيش هرمي متسلسل بسلسلة المراجع يتسم بالصرامه والضبط الملزم واطاعة اوامر المافوق دون نقاش او مرونه واذا كان هذا المافوق هو رئيس الدوله والقائد العام للقوات المسلحه فماذا يرتجى من جيش يقوده شخص امي متعطش للدماء منفرد برأيه يقزم الاخرين ولا ينظر اليهم الا من خلال ضيق افقه الاجوف .الا ان ذلك لا يعفي الجندي او الضابط الشريف الشجاع المتضامن مع شعبه يحس بآلامه وبالظلم الماحق به من الانتصار له لرفع الحيف والظلم الجاثم على صدره وثمة شواهد لهؤلاء القاده والضباط الشرفاء الذين افتخر بهم الجيش العراقي وشعبهم لما اسدوه من نبل وتضحبة وتفاني صونا لكرامة الشعب وذودا عن حقوقه فلهم بصماتهم شاخصة ناصعة بتاريخ جيشنا حيث سخرو ارواحهم وعوائلهم فداء لشعبهم ووطنهم من خلال محاولاتهم الانقلابيه على واقع الانظمه الفاسده المهترئه التي ابتلى بها شعب العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين في -عيد النصر-: لن نسمح لأحد بتهديدنا والقوات النووية


.. رحلات إنسانية.. الإمارات تنفذ عمليات إجلاء للأطفال المصابين




.. خيانة و قتل من أجل الحب


.. سموتريتش: يجب أن تستمر الحرب حتى القضاء على حماس بشكل كامل




.. استهداف جرافة عسكرية للاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحام قباطية