الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد غازي يونان ....الجزيرة السورية مرجل قابل للإنفجار

أحمد الزعتر

2007 / 3 / 22
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بالقرب من مركز للشرطة وفي وضح النهار ، اغتالت يد الغدر والجريمة في 10 اذار الأستاذ والمربي الفاضل غازي يونان في مدينة المالكية إحدى مدن محافظة الجزيرة السورية ، والتي سبق وأن عرفت هذه المدينة وللمصادفة في اذار أيضاعام 2004 إغتيال جبان لمواطنين سوريين ينتمون للقومية الكردية إثر قيامهم بالتظاهر تضامنا مع أبناء قومهم الذين تم إغتيالهم في مدينة القامشلي ، بعد مسرحية الملعب البلدي التي تم تصميمها وفبركتها في أقبية المخابرات السورية العفنة ، تماما كمسرحية إغتيال الشهيد غازي يونان التي تمت فبركتها مخابراتيا على أساس أن العملية هي عملية ثأر عادية .وإلا إذا كان الأمر غير ذلك ، فلماذا لم تلاحق الشرطة المجرمين الذين كانوا على مرمى حجر منها ، ولم تتحرك أجهزة المخابرات في القبض على المجرمين القتلة ، هذه الأجهزة التي تفعل المستحيل في القبض على المعارضين وفي القبض على أفراد الأسرة وخاصة النساء للضغط على المعارضين لتسليم أنفسهم.
الحديث عن محافظة الجزيرة حديث ذو شجون ، فهذه المحافظة التي تعادل مساحتها تقريبا ثلاثة أضعاف مساحة لبنان ، محافظة غنية بمواردها الطبيعبةوتشكل مصدر رئيسي للميزانية العامة للدولة ، فمن مواردها البترول ، القطن ، القمح ، المواشي .... وفيها مناطق أثرية كثيرة لو استغلت سياحيالكانت مصدرا مهمااخر للميزانية.
إذا من ناحية الواجبات تقوم هذه المحافظة الصابرة بواجباتها تجاه الدولة المركزية على أكمل وجه ، بل والأنكى من ذلك يدفع المواطنون فيها أعلى نسبة ضرائب للدولة مقارنة مع محافظات سورية أخرى، والأهم من ذلك كانت هذه المحافظة مثال السلم الأهلي والإستقرار والتعايش المثالي على الرغم من التنوع الديني والمذهبي والقومي فيها.
وإذا كانت هذه المحافظة مثالية في واجباتها تجاه الدولة ، هل كان النظام والسلطة في سوريا مثاليا في التعامل مع هذه المحافظة .
تقول الوقائع على الأرض عكس ذلك تماما ، فالنظام السوري تعامل مع هذه المحافظة على أساس أنها مستعمرة وبقرة حلوب تفنن في نهبها وسرقة ثرواتها وتدمير بناها التحتية وأرهق أبنائها في الضرائب العالية ، وتفنن أيضا في تخريب نسيجها الأجتماعي ، وقام بتدمير منظومة القيم والأعراف ، وتهجير سكانها من عرب وأكراد ومسيحيين هاموا في كل أرجاء المعمورة بحثا عن الأمان ولقمة الخبز ، في الوقت الذي أصبحت ثروات رجال النظام والسلطة وأجهزة الأستخبارات الفاسدة تقدر بمليارات الدولارات ، لا بل قام النظام وعن سابق إصرار وترصد وبسياسة تدميرية في تجفيف نهر تاريخي كنهر الخابور ، وما كان من نتائجه من تدمير أقتصادي وبيئي.
إذا" إغتيال الشهيد غازي يونان هو استمرار طبيعي لسلوك نظام تعامل بمنطق القتل والإغتيال والنهب المنظم والتدمير الإقتصادي والبيئي في محافظة الجزيرة بشكل خاص ومع الوطن السوري بشكل عام، بغض النظر عن المنفذين الذي يجد النظام دائما" من الأغبياء ما يكفي لتنفيذ مخططاته القذرة ، ولنا في إغتيال الشيخ الجليل معشوق الخزنوي خير مثال على ذلك.
النظام السوري يحاول أن يبعد حكم التاريخ الذي حكم عليه بالنهاية ، لذلك يلجأ إلى تفخيخ المنطفة بإرسال الأغبياء الطائفيين لقتل الشيعة في العراق ، وبنفس الطريقة لقتل المسيحيين في لبنان ، وبنفس المنطق في إشعال الفتنة في سورية والذي يجد في محافظة الجزيرة مكانا" ملائما" لذلك.
المطلوب من المواطنين السوريين في الجزيرة أن يكونوا على مستوى عالي من الوعي ، لإن القادم من الأيام يتطلب منهم مزيد من التماسك الإجتماعي وتفويت الفرصة على نظام ظلمهم جميعا، وسرقهم جميعا،وكان عادلا" في توزيع ظلمه على الجميع عربا" وأكرادا" ومسيحيين، لا بل كنا نحن العرب أكثر من الغير تعرضا" للظلم والقمع والأبتزاز وإلى الان.
في الستينيات من القرن الماضي ، عندما تفتح وعينا السياسي ، كان المسيحيون الطليعة في الشأن العام والشأن السياسي ، وفي السبعينات وما بعد ابتدأ انسحابهم التدريجي من هذا الحقل ، ويبدوا أن التحديات التي تواجه الوطن السوري وخاصة منطقة الجزيرة تتطلب منهم العودة وبقوة إلى الحقل السياسي والشأن العام .
إن حادثة إغتيال الشهيد غازي يونان هي حادثة إغتيال سياسي بكل ما تحمل الكلمة من معنى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب


.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال




.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ