الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليتولى علمانيوا كل طائفة ضبط سفهائها

سامي العباس

2007 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يضيق المثقف العلماني بهويته الطائفية ..ويتصاعد هذا الضيق الى مستوا يضع المثقف
أمام خيارين : -1- التصعلك في زمن تضيق فسحة الأمن بانسحاب الدولة من وظائفها لمصلحة الروابط تحت الوطنية ..
-2-العودة الميمونة من المنطقة الملتبسة (وهي منطقة وسعتها الدولة ما بعد الكولونيالية وهي تتعرض في مقلبها الثاني للتقلص تحت تنا مي الأصوليات والتقاطها راية التصدي للأطماع الخارجية والفساد الداخلي ) .المنطقة الملتبسة التي يمارس فيها المثقف حياته اليومية مع علمانيي الطرف الآخر..
في غزوة زياد الرحباني المباركة لكار الكتابة السياسية ..يشق طريقا ثالثا للمثقف العلماني :أن يكثف هجومه النقدي على الأوضاع الراهنة لطائفته( المسيحية ) حيث الخيارات يجري تكريسها بواسطة سفهاء الطائفة -ولا أعتذر من هذا التوصيف – فمع انتعاش التدين السياسي وخروج الدين وانفلاته خارج حقله ( تغذية شعلة الضمير )
أصبح هذا الهامش المحيط بحقل الدين مكانا جاذبا لأفاقي الطوائف ..وبالمناسبة لا تتغذى هذه الهوامش من الأكليروس الديني فقط .فالمستودع أرحب من هؤلاء ..وهو يضم كافة الوان الطيف الأيديولوجي للمدارس الفكرية الحديثة الوافدة ..
لا أجد أفضل من هذا الخيار في هذه المحنة التي تدخلها الحداثة في المنطقة ..بل أني أرفعه الى أمر اليوم بالتعبير العسكري ..ولعل لزياد الفنان قصب السبق في وضعه موضع الممارسة اليومية للمثقف العلماني
إلا أن لزياد ميزة أخرى : تطويعه السخرية لوظيفتها الهامة : تعرية العالم الداخلي للنسق الأعلى من مخلوقات المنطقة..ليس الهدف الضحك ..فهو على أهميته أثر جانبي لا يتورم الى مستوى التسلية ..بل فعل معرفي لديه ميزة القدرة على التوغل في الغابة البشرية خارج التخوم التي تتوقف عندها الثقافة المتعالمة ..
أعود الى العنوان .. فأتذكر من الموروث الإسلا مي هذه العبارة ( دارو سفهاءكم ) ولعلها وصفة مناسبة لحال آخر أقل ( عصلجة ) من الوضع الراهن للأزمة ..لقد بلغ السيل الزبى ..وتسلم أرسان طوائفنا من يجرهاالى الاحتراب الأهلى .ليس الزرقاويون إلا نسخة قصوى تتطلع نسخها المخففة في كل طائفة
, الى أن تبلغ مستواها في الجرأة على تفريغ كل القيح الذي تخزنه الذاكرة التاريخية لطوائف المنطقة حيال بعضها البعض ..(راجع رسالة الزرقاوي الى الشيخين : ابن لادن والظواهري واشتراطاته على البيعة لهما )- هذه رؤيتنا قد شرحنها وهذا سبيلنا قد جليناه فإن وافقتمونا عليه واتخذتموه لكم منهاجا وطريقا وأقتنعتم بفكرة قتال طوائف الردة فنحن لكم جنـد محضرون نعمل تحت رايتكم وننـزل على أمركم بل ونبايعكم علانية على الملأ –
هل تنفع المدارات ؟ أشك في ذالك .. وقد تخفي وراءها جبن المثقف العلماني وخوره ..
لقد ارتقت العلمانية مع الوقت الى موقع الخيار المنقذ ..وأصبحت الخطوة الأولى على طريق الألف ميل هي فصل الدين عن الدولة ..وفي اللحظة الراهنة حيث يشتد الضغط على الخطوات المتواضعة التي خطتها نظم رأسمالية الدولة للتراجع عنها ( مصر الجزائر سورية ) وهو ضغط يبطن - في تبنيه بعض شعارات الليبرالية ( حرية تشكيل الأحزاب الدينية ) - حسوا في إرتغاء ..
ليتولى علمانيو كل طائفة مهمة التصدي لطائفيي طوائفهم لكي لا يصبح كل نقد من خارج الطائفة مياها تصب في طاحونة زعماء الطوائف ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah