الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقامه الاسلاميه .... في بلاد العلمانيه ....-4-

الحلاج الحكيم

2007 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المقامه الاسلاميه ...... في بلاد العلمانيه ... -4-
حدثنا ابن هشام .... قال :
وانا في دبي .... فتحت بريدي الالكتروني ....

وكنت واقفا في الورشة طول النهار .... تحت شمس تقتل الحمار ... اصابتني بمرض .... عقلي من راسي انقرض ....

الم في الراس .... زاده وجعا في الضرس ....

لم اذهب الى طبيب ... خوفا على الدرهم الحبيب .....

لم اشتري دواء .... كي لا تضيع يوميتي هباء ....

واذ برسالة من صديقي ... المرشدي .

يبتدأ الكلام .... بعد السلام ...بلغة راقية هنية .... وتعابير مرهفة جليه ...

يقول بهدوء وبراءه ....بلا مواراة ... او صفاقه ...

صديقي ... في بلدي انا خلقت ...سابقى ما دامت الحياة ودمت ... لن اهاجر .... وفي الغربة لن اغامر ..... اعيش في بلدي بسلام ..

اعمل وانام .... اكتفي بشظف العيش .... وعمري ما سالت ليش ...؟

ما دفعني الى هذه المقدمه ..... قصة حدثت مع ابني بالمدرسه ....

اتاني البارحة باكيا ... وقال لي شاكيا ....

لماذا يضربني رفاقي .... يسبونني ويعتدوا على اخواتي .... ينعتوني بالكافر .... وانا بينهم حائر ...

شكوتهم للمدير ... امتنع عن أي تدبير ...معلمتي المحجبه .. نظرتها لي غير محببه ... عن رفاقي تميزني ... وبالفاظ قبيحة تعيرني ....

الى المدرسه بعد اليوم لن اذهب .... ساعمل معك بالورشة واتعب ...

قلت لصغيري انت ذكي وشاطر ....وعليك من اجل العلم ان تخاطر ... تحمل ... وبالصبر تجمل ...لا عليك ...امسح الدموع من عينيك ...

يتابع صديقي برسالته ... والصدق بين في مقالته ....

لم يعرف التاريخ مثلنا جماعه ... اهينت وذلت بسبب قناعه ...

قصتها قصه .... لها في القلب غصه ....

في عشرينات هذا القرن تشكلت .... وبحوادثه تفاعلت ...

مثلنا مثل العلويين .... كنا مقهورين ومظلومين ... مارس علينا الاقطاع من اهل السنه ...ما لا يخطر في بال ... ولا يكتب في مقال ....

خرج من بيننا رجل ... بكل عنفوان ولا وجل ..

اسمه سليمان المرشد .... بدانا نتبع له ونمجد ...

كان اميا لا يقرا ولا يكتب .... صادقا امينا لم يسرق ولم يسلب ...

مات ابوه وهو صغير ... وتبعته امه من كثرة التعتير ....

اشتغل برعي الماعز والغنم .... اكتسب منها العيش وغنم ...

تزوج في صباه ... امراة ذات مال وجاه ... الهمه الله ان يبتدأ بدعوة ليست من هواه ...

اجتمع حوله المعذبون والفقراء ... بلا كسرة خبز او قطرة ماء .... ساندوه ... وبقوة عاضدوه ...

لم ترق للاقطاع المتنفذين الفكره ... ارغموه على الهجره ... وكانت الى مدينة الرقه ... هناك تابع الدعوه ....

قويت بالمحبة رسالته ..... وانتشرت كالنار في الهشيم مبادئه ..... وبقي محافظا على اخلاصه ... وبلا اكراه اعتنق الناس افكاره ....

اصبح ذكره على كل لسان .... وظهر فضله على الناس وبان .... احببناه .... وبارادتنا الحرة قدسناه ....

بعد الاستقلال ... حدث ما لا يخطر في بال ...

اتهمته الحكومه ... بافعال وحكايا قبيحه .... بسرعة حاكموه ... وبدون عدالة في ساحة المرجة شنقوه .... بشتى الاكاذيب لوثوه ...

بقي في ذاكرتنا قديسا نحترمه .... وبكل فخر نجله ... بثقة وثبات ... نؤمن بما جاء من معتقدات ...

بعيد الفرح نحتفل ... وبايام الربيع شملنا يجتمع ...

اصبحنا في وطننا غرباء .... وعانينا ولم نزل كثيرا من البلاء ....

حتى الان يكفرنا اهل السنه ... لاننا بنظرهم خرجنا من المله .... ماذا نفعل... ومذهبنا الجديد القديم لن يتغير ولن يتبدل ...

به متمسكون وعليه قابضون .. والمشكلة الكبرى اننا بنظر الاخرين كافرون ...

من خالف رايهم بالدين ... اصبح ضدهم وعدوهم اللعين ....


يسعون جاهدون ... لاقامة حكم شريعة اسلامية به يحلمون ...يظنونها الهية ... وهي بالحقيقة فاجرة دمويه ..

ما الذي يزعجهم .... نحبهم ولم نتعرض يوما لدينهم .... نحب الجميع في هذا الوطن ..... ونمد اليهم ايادينا بلا منن ...


بالله يا صديقي عجل ... وبريدي رسالة حمل ....

جاوبت صديقي بحزن وبدون نسيان ..... فرصة ضاعت من زمان .... لتشكيل دولة علمانيه .... لجميع الاديات والقناعات مطلق الحريه ...
فيها حب وانسانيه ...

ذهبت ادراج الرياح ... ومضت كالايام الملاح ....

انظر يا صديقي الى جيراننا ....... ترى فيه القادم من ايامنا ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل


.. مجلس الشؤون الإسلامية في أمريكا: الرد القاسي على الاحتجاج ال




.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق


.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون




.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع