الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاكم وصمنا بمسلمين

مينا احدي

2007 / 3 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اود الحديث عن الحملة المؤثرة في المانيا خلال الاسابيع العديدة الماضية. لقد عشت في المانيا لمدة 11 عاماً؛ قبل 7 سنوات تم اجراء مقابلة معي حول الرجم بالحجارة من قبل التلفزيون الالماني الوطني. عندما كنت في المنزل شاهدت المقابلة ورأيت بانهم قد قدموني على انني "مينا احدي، امرأة مسلمة". اتصلت فوراً للشكوى. سألتهم اذا ما تم اجراء مقابلة تلفزيونية مع سياسية الماني او متحدثة رسمية هل كنتم ستوصمونها بانها "امرأة مسيحية"؟ الحديث لا يدور فقط عن شخصي ولكن عن ثلاثة ونصف مليون انسان من ايران والعراق وافغانستان وغيرها، كلهم وصموا بوصمة واحدة - مسلم.

وفي وقت اخر وحين اشتدت البلبلة حول كاريكاتور محمد، رأيت رجلا ملتحياً يقول في مقابلة بان ثلاثة ونصف مليون مسلم في المانيا قد اهينوا من قبل الرسوم الكاريكاتورية. في المانيا فان المنظمات الاسلامية ترى نفسها ممثلة لثلاثة ونصف مليون مسلم وانا واحدة منهم، بينما تنظر لهم الحكومة على هذا الاعتبار ايضا.

لقد وقفت بوجه سياسات الحكومة الالمانية والمنظمات الاسلامية وقمت بالعديد من الحملات؛ تعلم وسائل الاعلام والسياسيون بنا. ولكن بعد حين، ادركت بان هناك حاجة لحملة تاخذ بنظر الاعتبار كل الجوانب المختلفة للحملات الاخرى التي قمت بها. لقد ذهبت الى وسط المجتمع وقلت: انا لست مسلمة. ناشدت اؤلئك الذين يظهرون معارضتهم للاسلام باستفراز ولسياسات الحكومة الالمانية ان يكتبوا على صورهم :"تركنا الاسلام". في العام 1971 كانت هنالك حملة مساندة لحقوق الاجهاض وفيها تقوم النساء اللواتي قمن باجهاض بالتقدم مع صورهن والقول: لقد اجريت لي عملية اجهاض. هنالك اليوم 300 ناشط منا مع صورنا يقولون: تركنا الدين. ان اخبار تجمعنا قد دوت في المجتمع الالماني. في مؤتمرنا الصحفي كان هنالك 110 ممثلاً للاعلام حاضرين من ضمنهم رويترز والبي بي سي والسي ان ان واخرين. وفي المؤتمر الصحفي قلنا نحن نمثل سياسة اخرى. نحن ضد تقسيم العالم الى دول اسلامية وغير اسلامية. نحن ضد وصم كل اؤلئك الذين تركوا الدول المبتلاة بالاسلام بانهم مسلمين او ان كونهم مسلمين هو اهم خصيصة لهم. في المؤتمر الصحفي قلت لقد ختمونا بعدة اختام: انا كذلك اود ان اضع ختما على المنظمات الاسلامية - انها خارج الزمن.

اليوم جئت لاقول بان حملتنا قد استلمت دعما لم يسبق له مثيل من ناس لا حصر لهم. استلم بين 250-300 رسالة يوميا معظمها تهنأني وتصفني باني شجاعة. 3% منها تقول بانهم سيقتلوني بسم الله (سم: مادة سامة - م). بعد 3 ساعات من نشر صورتي ومقابلتي في مجلة "فوكوس - البؤرة" والتي قلت فيها اني ولدت في عائلة مسلمة بالصدفة وان عمري كان 14 عندما تركت الاسلام، كانت الشرطة الالمانية على عتبة بيتي قائلين ان عليهم حمايتي لان الاسلاميين هددوا بقتلي. ان الاسلام السياسي هو حركة عالمية وان الاغتيال هو احد اهم الوسائل التي يستعملونها.

يسألني الناس اذا ماكنت غير خائفة من الحديث ضد الاسلاميين. انا اجيب باني اعرف هذه الحركة جيداً جداً. لقد اجبرنا قادة هذه الحركة في ايران على الركوع. قبل 28 سنة قاموا بتسليمي حكم الاعدام من الخميني وقادة النظام الاسلامي. ولكن اليوم اقول اذا ما بقينا صامتين فانهم سيقومون برجم النساء في شوارع المانيا وانكلترا خلال سنوات قليلة.

ان الحكومات تعقد الصفقات مع الجماعات الاسلامية - الحكومتين الالمانية والبريطانية والحكومات الاوربية. انهم يقومون بعقد مؤتمرات مع منظمات ارهابية حول كيف بامكانهم جعل اناسا مثلنا متكاملين داخل المجتمع. عندما يتم وصمنا باننا مسلمين ويضعونا كلنا في سلة واحدة، فانهم يجعلون قادة المنظمات الاسلامية قادتنا وبالتالي يتركون لهم الامر في مسألة "ان يجعلونا متكاملين بالمجتمع"

في عالم السياسة في اوربا تسمع فقط عن نوعين من الحجاب - اما ذلك الذي يضعه السياسيون او الجماعات الاسلامية. لقد رفعنا هاماتنا والان نود ان نفعل شيئا ما لكي يستمعوا بدلا من ذلك الى مريم نمازي (ناشطة علمانية ومساواتية - مديرة لجنة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي العمالي الايراني - م). هنا عالم سياسة مختلف. نحن نقف من اجل عالمية حقوق الانسان. نحن نقول بان الارتباط الديني ليس هو الهوية الاساسية لاي انسان في هذا القرن. كل البشر لهم الحق بان يكونوا احرارا، مرفهين، ان يحبوا وان يكونوا محبوبين في القرن 21. لن نسمح للحكومة يداً بيد مع الاسلاميين بان ينتهكوا حقوق الاطفال والنساء والرجال الذين هجروا البلدان المبتلاة بالاسلام.

نحن نمثل النهضة في اوربا. نحن ندافع عن العلمانية. نحن ندافع عن حرية التعبير والرأي. في المانيا، يقومون بالغاء مسرح لانه ينتقد الاسلام. خلال الاسبوعين الماضيين التي رأيت فيهما الدعم الواسع رأيت حركة عالمية. يد بيد مع الناس في كل انحاء العالم نقول لهم قفوا. هذا يكفي.

نحن ضد الاسلام السياسي، ضد سياسات التسامح والتعددية الثقافية للحكومات الغربية، ضد محاولات تصوير الاسلام السياسي وسياساته غير الانسانية على انها ثقافة البشر. نحن ندافع عن كونية حقوق الانسان.

اتأمل في ان تنشأ هكذا منظمة في العديد من البلدان وان تتحول هذه الحركة الى عالمية لكي ندفع الاسلام السياسي الى الوراء.

لتشاهدوا خطاب مينا اذهبوا الى :
http://video.google.co.uk/videoplay?docid=1062474811093542856.

*مينا احدي هي مؤسسة المجلس المركزي للمسلمين السابقين وعضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي العمالي الايراني. فيما سبق هو خطابها في مناسبة 8 آذار حول حقوق المرأة، الحجاب والقوانين الاسلامية والدينية في لندن. متحدثات اخريات هن: سونيا ايكركس: رئيسة الاتحاد العالمي الانساني والاخلاقي، ان هاريسون، باحثة، السكرتارية العالمية لقسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية، مريم نمازي، مديرة لجنة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي العمالي الايراني، وعلمانية العام لسنة 2005 المجتمع الوطني العلماني ( بريطانيا) ومنتجة تلفزيون انترناسيونال، وتسليمة نسرين، طبيبة وكاتبة وتحررية نسوية راديكالية وناشطة في مجال حقوق الانسان وانسانية علمانية.
----------------------------------------------------------
ترجمة عصام شكــري عن النص الانكليزي لنشرة الحزب الشيوعي العمالي الايراني
WPI Briefing العدد 203 تاريخ 21-3-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب