الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النصابون في جلابيب الفقهاء

أسبوعية المشعل المغربية

2007 / 3 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعل ظاهرة "التاسمرة" التي تفشت في الوسط المغربي ليست حديثة العهد، فقد أفرزتها مجموعة عوامل اجتماعية خطيرة، لازالت تداعياتها توقع بضحايا السلب والنهب والاحتيال، واستغل محترفو "التاسمرة"، عبر محطات زمنية مختلفة، الجهل والأمية والاعتقاد السائد لدى شريحة عريضة من المجتمع المغربي، الداعي إلى وجود "البركة" ووجوب الإيمان بها، وضرورة طلب "التسليم" لحاملها، فهناك العديد من الوقائع التي تبرز على أن بعض المغاربة رجالا كانوا أو نساء، تعرضوا للنصب والاحتيال عن طريق الاستغلال الديني، إلا أن "التاسمرة" أخذت شكلا ولغة أخرى لتسري في المجتمع مثلما يسري السم في أوردة الجسم، ومن باب التوضيح، وجب أولا تبيان المراحل التي أفضت إلى وجود هذا النوع (الجديد/ القديم) من أنواع النصب والاحتيال.
فظاهرة "السمايرية" نتجت عن ظاهرة أخرى أخذت تتلاشى في الآونة الأخيرة، وهي "الفال" لتتطور مع مرور الوقت إلى "التاسمرة" ثم "السماوي".
+++++++++++++++++++++
"ضريب الفال" "التاسمرة" و"السماوي" من خلالهم:
"المشعل" تكشف حقيقة
"السمايرية" النصابين في جلابيب الفقهاء
++++++++++++++++++++++++++++++
السمايرية
"السمايرية" أو "تاسمرة" لفظان مشتقان من الفعل المغربي الدارج "سمر" أي تَرَصُّدْ وإيقاف الضحية، وتخديرها ببعض الكلمات المحبوكة، ثم سلب ما بحوزتها في ظرف وجيز قد لا يتجاوز بضعة دقائق، بوسائل يصعب على العقل إدراكها في حينها، كأن يوقف "السمايري" امرأة في الشارع، أو السوق، بل داخل حافلة للركاب إلى غير ذلك من الأمكنة العمومية التي يكثر فيها الرواج، ليخاطبها بالقول على سبيل المثال، " أنت ألالة مهمومة، مضيومة، جريتي وجاريتي، سببتي وداويتي، ومجابش الله التاويل، عندك ألالة العكس والديار في زوج حوايج، الأولى في الصحة، ما تاتشوفي نوم، تباتي تخمي، بالك محتار تاتفكري في مول الدار، والثانية عندك في المال، أنت ألالة متبوعة في ذهبك (إن كانت تحمل دمالج أو خواتم ذهبية "يخاطبها") حيدي ذهبك نبخ ليك فيه، أنا مرسول من سيدي البهلول، سليل الشرفاء والأنبياء" فما إن تنزع المرأة حليها، حتى يخرج السمايري كيسا بلاستيكيا أو وعاء سهل الاستعمال فيضع الذهب أو النقود داخله ثم "يبخ" (ينفث فيها) وفي سرعة خيالية وبحركات شبه سحرية، يستبدل الوعاء أو الكيس بمثيله الذي سبق أن أعده خصيصا لمثل هذه العملية، فيشرع في ترديد بعض الكلمات المبهمة التي هي في الأصل عبارة عن لغو لتمويه وإضفاء طابع الجدية على تمثيليته المتقونة في دقة بالغة، ثم يعيد الكيس ليخاطب المرأة" هانا ألالة بخيت ببركة جدودي، سيري أو حسبي سبعة الخطوات ومتلفتيش، وإلا تلفتي خوفي عليك"، المرأة في هذه الحالة تكون شبه منومة ومخدرة وهي تحسب الخطوات السبعة، كما قد تجدها فرحة ببركة الشريف "السمايري"، فما إن تلتفت وراءها حتى تجد "السمايري" قد اختفى، عندها تتفحص ذهبها، فتصاب بالذهول وقد تصدم من هول الفاجعة، لتدرك أخيرا، أنها تعرضت لشكل جديد من النصب والاحتيال، وليس بحوزتها في آخر المطاف سوى بعض الأسلاك الدائرية الشكل، أو حلي "السبيكة" البخسة.
++++++++++++++++++++++++++
"السمايري" الذي نهب صندوق المجوهرات
+++++++++++++++
أحجمت عن ذكر اسمها، لا لشيء سوى أنها كذبت على زوجها "مصطفى"، ولا تود منذ عشر سنوات خلت أن تخبره بالحقيقة، مخافة أن تنحو الأمور إلى مالا يحمد عقباه.
لكنها رأت أن قصتها مع "السمايرية" من شأنها أن تزيح الغطاء وتكشف للقراء أسلوب وكيفية استدراج "السمايرية" ضحاياهم، وسلب أموالهم، خصوصا أنها هي الأخرى كانت ضحية نصب واحتيال هؤلاء، ففي إحدى شوارع الدار البيضاء، كانت زوجة مصطفى في طريقها إلى سوق "أشطيبة" بحي مبروكة، رفقة ابنها الذي كان عمره آنذاك ثلاث سنوات، فإذا برجل يرتدي جلبابا تقليديا وعمامة صفراء، اقترب منها ليناديها باسمها الحقيقي، تقول زوجة مصطفى "تفاجأت، لكنني تظاهرت بالتجاهل، ثم ناداني مرة ثانية باسمي قائلا: وافلانة مرات مصطفى، توقفت، لأسأله من أين يعرف اسمي واسم زوجي، لكنه رد بلهجة قوية، "ماتسولينيش هاذ السؤال، ولكن سوليني على ذهبك للي في الصندوق لحمر،" ازداد حجم المفاجأة داخلي، تساءلت، كيف عرف اسمينا، ثم كيف عرف أني أمتلك الذهب، والذي أعمى بصيرتي، هو ذكره لون الصندوق الذي أضع فيه مجوهراتي، اقترب مني أكثر وقال: "ماتخافيش ابنتي، أنا شريف ولد الزاوية الجيلالية، راني جاي مخصوص ماباغي فتوح ما باغي فلوس، بغيت حاجة وحدة، لا تغني ولا تسمن من جوع"، سألته عن حاجته، ليرد "حاجتي ابنتي هي تديري النية وتباتي مع الحية"، وبينما هو يحدثني، اقتربت منه شابة في الثلاثين من عمرها، علمت فيما بعد أنها تشتغل معه، اقتربت منا وقبلت يد ورأس "السمايري" قائلة "الله يرحم الوالدين، راه البركة ديالك نفعاتني، وذهبي كثر، بعدما بخيتي ليا فيه"، أخرجت من صدرها أوراقا نقدية من فئة 100 درهم (حوالي 3000 درهم) وسلمتها له، أخذها وقرأ عليها بعض الكلمات المشفرة، ونفث فيها، ثم أعادها إليها، لتختفي المرأة عن أنظاري، هنا أدركت أن الرجل يحمل بركة، وما أوقعني في شباكه، هو أنه قال لي "راني مزروب، خاصني نشد طريقي لسيدي مولاي عبد القادر الجيلالي، إلى عندك شي بركة عطيني ندير فيها لباروك، ولا عندك في الدار راني نتسناك"، ثم شدد في آخر كلمة له بقوله تعالى "إن بعد الظن إثم"، ذهبت توا إلى منزلي، وأحضرت حقيبتي الحمراء، أخذها وتمتم عليها كلمات غير مفهومة ثم طلب مني أن أغمض عيني، وأردد وراءه كلمات مبهمة، فما إن أتممتها حتى قال لي "راك مرضية للي سلطني الله عليك"، منحته 50 درهما لكنه رفضها بدعوى أن عمله هذا في سبيل الله، ثم أعطاني حقيبتي، وطلب مني أن أهرول إلى منزلي، ناصحا إياي "تبخير" الحقيبة، فبمجرد وصولي إلى منزلي أصبت بالدهشة وكدت أفقد عقلي لما وجدت الحقيبة مملوءة بالحصى وبعض الأسلاك والمسامير، لقد نهب الملعون، سبع دمالج عريضة، وبعض الأقراط وحزاما ذهبيا خالصا (مضمة) إضافة إلى بعض "النصاص" والخواتم، لقد كدت أن أجن، خصوصا أن قيمة ما نهبه "السمايري" يناهز ستة أو سبعة ملايين سنتيم، لكن ما أربكني هو ماذا سأقول لزوجي، آنذاك، حتى خلت أنه قد يطلقني إن علم بالحقيقة، إلا أن "ربي كبير"، لقد عرفت حينها كيف أعالج الأمر لأن زوجي يثق في كثيرا".
+++++++++++++++++++++++++
اعترافات "سمايري" تائب
+++++++++++++++++
كثيرة هي الشكاوي، التي وجهت إلى المصالح الأمنية بخصوص النصب والاحتيال من طرف "السمايرية" صغارا كانوا أو كبارا، غير أن العديد من المواطنين الذين تعرضوا لمثل هذه العمليات الاحتيالية، لا زالوا يجدون حرجا في وضع الشكاوى لدى المصالح المختصة، ولعل الدافع الأساسي في مثل هذه الحالات هو مخافة اكتشاف أمرهم، وانتشار قصصهم التي قد تدرجهم في لائحة "الجاهلين" و "الأميين" مما قد يسبب لهم عقدا نفسية مستديمة، إلا أن الإحجام عن إعلام رجال الأمن بخصوص هذه الحالات، هو في حد ذاته تواطؤ فعلي مع هؤلاء، لكن الملفت للانتباه هو كونهم (السمايرية) أصبحوا يشكلون شبكة متشعبة بدءا بـ"السمايري" الذي يوقع بالضحية إلى الصائغ الذي يشتري ما غنمت أيديهم من الذهب والمجوهرات، وفي هذا الإطار نجد عبد الإله الذي اعتبر رمزا من رموز "السمايرية" في نهاية التسعينيات، قد امتنع عن ممارسة "تاسمرة" خصوصا لما نصحه أحد السجناء في سجن "العادر" بالجديدة، حينما وجد نفسه بين قضبان إحدى زنازنه بعدم العودة إلى النصب والاحتيال، إلا أن عبد الإله الذي "التزم" وأصبح حريصا على تطبيق سنة المصطفى عليه السلام، تمكن من "الحريك" في الأسبوع الأول من شهر يناير 2007 إلى الديار الاسبانية، فقد سبق أن صرح "عبد الإله" بأن بدايته الفعلية في درب "السمايرية" بدأت في مطلع سنة 1990، كان في بداية الأمر يروج المخدرات (الحشيش)، غير أن أصدقاءه (السمايرية) اقترحوا عليه أن يخرج معهم في جولة إلى مدينة القنيطرة، هنا وجد "عبد الإله" فرصته لاقتناء بضاعة "الحشيش" من مدينة كتامة بشمال المغرب، يقول عبد الإله" توجهت رفقة ثلاثة من "السمايرية" إلى مدينة القنيطرة، وفي نيتي أننا سنكمل المشوار إلى "كتامة" خصوصا أني اقترضت مبلغ 15 ألف درهم للتسوق هناك، مباشرة بعد وصولنا إلى مدينة القنيطرة، أوقف (السحت) الذي يتزعم المجموعة سيارته، وأعطى أوامره لآخرين بترصد الضحايا والايقاع بهم بينما أنا و "السحت" نراقبهم عن بعد من داخل السيارة، بعد أقل من دقيقتين، توجه نحوي "ولد زينة" (أحد السمايرية) وطلب مني أن أمنحه المبلغ الذي بحوزتي، ارتبت في الأمر، وخلت أن الأمر خدعة، تم التخطيط لها بذكاء غير أن "السحت" طمأنني بأن المبلغ سيعود مضاعفا، منحته النقود والوساوس تأكلني وتحيطني أينما وليت وجهي، وما هي إلا ثلاث دقائق، حتى أتيا معا (السمايرية) ورميا لي نقودي كاملة، وبينما نحن في الطريق إلى كتامة، أخرج "ولد زينة" كيسا بلاستيكيا أسود اللون، وبه ما يناهز كيلو غرام من الذهب، أصبت بالدهشة، بينما "السحت" لم يحرك ساكنا، هنا قال لي زعيم المجموعة "السحت" هل نكمل المشوار إلى "كتامة" أم نعرج إلى الدار البيضاء، كان الخوف يملؤني والحيرة تخنقني بعدما رأيت ذاك الكم الهائل من المجوهرات، لأختار العودة إلى البيضاء مخافة أن يتم اعتقالنا، بعد وصولنا منحني "السحت" بعض الدمالج والخواتم والأقراط كنصيب لي عن المهمة، وما هي إلا يومان حتى أمدني بمبلغ 20 ألف درهم، لأجد نفسي منخرطا في هذه الشبكة الصغيرة التي امتدت وتناسلت لتصبح أغلب نشاطاتها مركزة في بعض الدول العربية.
ولعل ظاهرة "التاسمرة" التي تفشت في الوسط المغربي ليست حديثة العهد، فقد أفرزتها مجموعة عوامل اجتماعية خطيرة، لازالت تداعياتها توقع بضحايا السلب والنهب والاحتيال، واستغل محترفو "التاسمرة"، عبر محطات زمنية مختلفة، الجهل والأمية والاعتقاد السائد لدى شريحة عريضة من المجتمع المغربي، الداعي إلى وجود "البركة" ووجوب الإيمان بها، وضرورة طلب "التسليم" لحاملها، فهناك العديد من الوقائع التي تبرز على أن بعض المغاربة رجالا كانوا أو نساء، تعرضوا للنصب والاحتيال عن طريق الاستغلال الديني، إلا أن "التاسمرة" أخذت شكلا ولغة أخرى لتسري في المجتمع مثلما يسري السم في أوردة الجسم، ومن باب التوضيح، وجب أولا تبيان المراحل التي أفضت إلى وجود هذا النوع (الجديد/ القديم) من أنواع النصب والاحتيال.
فظاهرة "السمايرية" نتجت عن ظاهرة أخرى أخذت تتلاشى في الآونة الأخيرة، وهي "الفال" لتتطور مع مرور الوقت إلى "التاسمرة" ثم "السماوي".
++++++++++++++++++++++++++++++++
من "ضرب الفال" إلى "السمايرية" يطوفون البلدان العربية
++++++++++
في نهاية السبعينيات، وجد (الشريف /اسم مستعار) نفسه بمدينة أكادير، فهو ابن منطقة سيدي عثمان بالدار البيضاء، غير أنه كان كثير التجوال، وفي ورحلته هاته، التقى برجل هناك يلقبونه بالفلكي، فهو حسب "الشريف" رجل خارق للعادة، عاشره مدة ليست بالهينة، وأخذ عنه علمه وطريقته في "ضرب الفال"، يقول (الشريف) "عدت إلى مدينة الدار البيضاء، محملا ببعض الطرق الغريبة في إبهار الناس واستغللت الظرف لتعليم بعض الأصدقاء من أبناء المنطقة، وبالفعل فقد تعلم على يدي اثنان لا داعي لذكر اسمهما".
بعد أن كون "الشريف" مجموعته أصبحت أعمالهم تتم في فضاء دائري ضيق (الحلقة)، فبعد أن يضع "الشريف" عصابة على عينيه، يشرع الآخرون في تهييج المتفرجين بجرد بعض الخوارق التي فعلها "الشريف" ويطلبون من الحضور "طلب التسليم له"، كما يقولون إنه يستطيع أن يعلم المكنون في صدورهم، ويكشف عن الغائب ويسهل في "أوراق الخدمة"، ويفك السحر، إلى غير ذلك من الأمور المستعصية، وثمن ذلك 5 دراهم فقط عن كل قراءة للفال ويضيف "الشريف" قائلا:" بينما أنا معصوب العينين، يتجه أحد زملائي إلى الذي يود قراءة الفال، فيقول له على سبيل المثال"أشنو عندك"، فيجيبه "كنقلب على خويا اللي غاب شحال هاذي"، هنا يسألني صديقي قائلا " هاذ الولد فاش مرادو" لأجبيه بكل بساطة" بأنه يبحث عن متغيب خرج منذ مدة ولم يعد والآن إنه موجود في الناحية الفلانية.." كنا آنذاك نغنم عن كل "حلقة" ما يزيد عن 5000 درهم.
(حاولنا مع الشريف) الذي امتنع عن مثل هذه الممارسات ما يزيد الآن عن 18 سنة أن يكشف لنا عن أسرار قراءة الفال، لكنه أحجم عن الجواب، خشية ما قد يفتح عقلية "الجاهلين" و"الأميين" الذين لا زالوا يؤمنون بمثل هذه "الخزعبلات".
لكنه في آخر المطاف قرر البوح، يقول "الشريف" لكل كلمة موضوع، فسواء كنت معصوب العينين أو في وضع يسمح لي بالرؤية فالكلمات والحركات بمثابة المفتاح، فبعدما يقول لي صديقي "هاذ أش عندو " أجيبه عندو عكس، وكيقلب على خدمة، أو "وهذا أش باغي"، أجيبه" هذاك واقف على وراق ديال الخدمة، وعندو كتاب مدفون في الدار، "إلى غير ذلك، فقد علمت هؤلاء بناء على أشياء دقيقة، وحفظوا الكلمة وموضوعها، وحركة الأيدي والأرجل ومدلولاتها، فأنا لا أعلم الغيب ولا أداوي السحر، ولا أكشف عن الغائب، وإنما استنبط الموضوع من خلال كلمات وحركات صديقي الذي هو الآخر عرف الموضوع الذي يريد السيد أو المرأة أن تقرأ فيه الفال"، إلا أن "الشريف" أصابه اليأس والإحباط عندما علم أن أصدقاءه أصبحوا يشتغلون آنذاك خارج حدود "الحلقة" لتتحول قراءة الفال إلى عملية نصب من نوع آخر، وهي "التاسمرة" التي يحرك خيوطها ويبتكر كلماتها ومواويلها "السمايرية"؛ وحسب بعض العارفين بخبايا هذا النوع من النصب والاحتيال، فإن العديد من "السمايرية" تجاوز عملهم دائرة حدودهم الجغرافية، وأصبحوا يشتغلون في المدن والنواحي المجاورة لمقر سكناهم يظهرون في صفات متعددة، فتارة يتنكرون في صفة فقيه ورع، وتارات أخرى يلبسون أسمال المجاذيب، ليحتالوا على المواطنين بدعوى أنهم حاملون للبركة، غير أن بينهم من أصبحوا في الآونة الأخيرة يركزون نشاطاتهم على بعض الدول العربية، خصوصا الإمارات العربية المتحدة، السعودية، الأردن وتونس، كما أصبحوا يجالسون علية القوم، ويركبون أفخم السيارات، إلا أن النقطة التي لازالت مبهمة لدى البعض هو كيف تمكنوا من الحصول على بطاقات "الشرفاء"، بعدما كانوا بالأمس القريب يحتالون على المواطنين في (الحلقة) قصد الحصول على "5 دراهم"؟ وكما أشرنا سابقا، فإن الاعتقاد السائد بوجود البركة، هو الباب الوحيد الذي يستغله السمايري للإيقاع بضحاياه، كما قد يصادف أن يشفى على يده مريضا ما، قضى زمنا طويلا بين مختلف مستشفيات المغرب، ومع ذلك لم يشف بعد، إلا أن "السمايري" في هذه الحالة، والوقائع تثبت ذلك، يتنكر في جلباب فقيه، بحوزته بركة الشفاء والعلاج لمثل هذه الحالات المستعصية، فيصادف أن يضع يده، أو يتمتم ببعض الكلمات على رأس المريض، أو أن ينفث في راحته ليمررها على باقي جسد المعتل، والمصادفة في هذه الحالات كثيرة، فقد يشفى المريض، ويتخلص من ألم لازمه مدة طويلة، إلا أن ما يغيب عن المريض هو أن أمر الله كان مفعولا، أي أن الفرج في طريقه إليه، إلا أن فقدانه للأمل، وإصابته باليأس، دفعا به لطرق أبواب الدجالين والعرافين، والغريب في هذه الحالة، هو اعتقاد المريض أن "السمايري" رجل بركة، جاء الفرج على يده، غير أن "السمايري" في هذه الحالة يستغل الظرف لترويج اسمه، وغنم ما لم يكن بحسبانه، خصوصا إذا أصبح يتعامل مع أناس من أعلى المستويات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 108-Al-Baqarah


.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل




.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن