الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إله جهنم .... للمتحدثون الرسميين

ماريو أنور

2007 / 3 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فى البدء ... أعذرونى على هذا العنوان المثير الذى أخترته لموضوعى ... ولكن دون أنكار , هذا هو العنوان المناسب تماماُ لإله قد سمعته وعاينته فى كلمات وتصرفات البشر ... من خلال أصدقائى وتجارب الحياة التى أمر بها يومياً ...
الله فى التصور الإنسانى , قد بدأ منذ سنين بل عصور سحيقة من البشرية ... إله خلقه الإنسان مع احتياجاته الدائمة الى مثل أعلى ... أو لتفسير طبيعى لحالته الإنسانية فى توضيح أسئلته الدائمة عن الخليقة والحياة ؟ وهدف كلاً منهما ....
قد يعتقد البعض بأن هذه الكلمات السابقة تعبر عن رفضى المبدائى لفكرة الله .... ولكن أسمحوا لى أن أزيد توضيحى بان كلماتى لا تمثل هذه الذات الجميلة .. فأنا لا أستطيع أن افسر فكرة الهدف من الحياة ... أو فكرة الهدف ذاتها ... أو التطور المنظم لإنسانية .... دون وجود هذا الكيان المحب .... لذلك دعونى أعبر عن كلمات لا تمس هذه الذات ... بل تمس فكرة إنسانية تخيلة بها إلهة غير هذا الإله .....
الدين دائماً هو الراعى الرسمى فى توضيح فكرة الإله .... أما الباقى أو بالمعنى الأدق الخارج عن الأطار الدينى .... لا يحق له التفكير أو توضيح هذا الإله .... فهم فقط الراعيين الرسميين لهذا الإله ... بل أكثر من ذلك المتحدثون الرسميين عنه ... فالإنابة لهم فقط دون غيرهم ...
لذلك دعونا نرى من خلال النصوص ... والأفكار ... والشعارات المستمر عن هذا الإله ... تبين الفكرة الرئيسية عن الإلوهية الخاصة بهم ....
(( كل شىء بأذن الله )) .... من الكلمات الجميلة فى المصطلح الدينى .... لكن أعذرونى أن قلت أنى لم أقبل هذه الجملة طوال حياتى ... ليس للسخرية ... أو الاستهزاء .... بل لاحساسى الدائم بانها تكبل حريتى ... التى أدافع عنها دائماً .
فهذه الجملة البسيطة فى معناها .... العميقة فى معناها اللاهوتى .... تكبل حرية بشرية ... بل كرامة تدافع عنها الإنسانية طوال صراعها الآزلى ... فهى تحصر فعلى المستمر فى الذات الإلهية بدوره فى الاختيار حتى تحملى هذا الاختيار .... تخيلوا معى ... كيف لأب محب لابنه , التحكم و التدخل المستمر فى حياته ... ثم يعبر له بهذا التصرف المستبد بلكلمات الآتية (( كل داه لأنى بحبك )) .... كيف يتناسق الحب مع السيطرة الاجبارية .... كيف يتوازى فعل محب ... بفعل جبروتى .... تأملوا جيداً حرية تعيش فى ظل ديكتاتورية ... هل تقبلون بهذاً ... معانى الكلمات لا تتسع لكليهما .... فالمعانى لا تتجزأ ...
(( ربنا عايز كده )) أكثر الجمل الاسفزازية التى تنطق فى الواقع البشرى .... أرجوكم فسروا لى ... كيف لإله يحب خليقته ... أن يتمتع برؤية الضرر والأنانية تنخر فى كيانها الإنسانى .... هل تقبلون أنتم رؤية إنسان يتألم .... هل تسمح قلوبكم برؤية الأف بل ملايين من البشرية فى مجاعات , حروب , قتال مستمر ... ثم نعبر عن هذا كله بأن هذا الإله هو الذى يريد هذا .... من الغريب أن فى كثير من الأحيان يتغلب الحب و الرأفة فى قلبى عن رأفة هذا الإله ...... !!!!
عبر من قبل أحد الفلاسفة بقوله (( إذا كان الله يرى كل هذا ولا يتصرف فهو إذاً ليس كلى القدرة ... أما إذا كان يرى هذا ولا يريد أن يتدخل فهو مذنب , ولا يحق له معاقبة بشرية لم يتدخل لإنقاذها من براثن أنانية هدمة إنسانيتها )) ...
(( الله بيحبك بس عايز يجربك )) .... عبر من قبل أيضاً اللاهوتى العملاق فرانسوا فاريون بقوله (( إذا كان الله يجربنى لإنه يحبى , فإنى أطلب منه دون تردد الاستغناء عن حبه له , حتى لا يزداد ضررى ....
هل الحب يجعل المحبوب يتألم .... إذاً دعونى اتخيل ما فعله هتلر هو نتيجة حبه الذائد للبشرية ... يالا جمال هذه الصورة البشعة لفكرة هذا الإله .... هل ممكن نتخيل مثل هذا الإله فى الوجود البشرى !!!!! ....
أعذرونى أن قلت أن هذا الإله موجود فقط عند كل نفس تعانى من حالات نفسية شديدة ... أو أنانية زائدة فى حالتها الإنسانية ..... هذه الصورة لهذا الإله توجد فقط فى عقول أصحاب الضغينة ... والأنانية ... وحب الذات .... فهذا الإله لم يخلق البشرية ليزيد من عذابها .... هذه الصور المختلفة للإله فى ذهن المتحدثون الرسميين .... هى صور لإله جحيم ... أكثر من إله يحب خليقته ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah


.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ




.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا