الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاليري آرت اللوا: محاولة لاختراق مركزية وسط البلد

نائل الطوخي

2007 / 3 / 27
المجتمع المدني


لا يسمع أحد اسم آرت اللوا إلا وتقفز علي شفتيه ابتسامة. بالرغم من هذه الابتسامة، فالاسم ليس مجرد تنويعة ساخرة علي اسم الحي الشعبي أرض اللوا ، وانما مشروع فني متكامل يقام في هذا الحي. المشروع عبارة عن جاليري فن تشكيلي وفوتوغرافيا، أقامه الفنان والمصور الفوتوغرافي حمدي رضا بالتعاون مع الألمانية فيرينا ليبيل. والهدف نبيل بالطبع: البعد عن مركزية وسط البلد والزمالك وتقريب التشكيل للجمهور العادي. التشكيل الذي هو أبعد الفنون بالطبع عن هذا الجمهور، بعد أن دخلت فنون جديدة حيز اهتمامه، مثل الأدب علي سبيل المثال.

المكان عبارة عن عمارة بشارع محمد علي العسيري، استديو يقع في الطابق الثاني من العمارة، وجراج أسفل العمارة، في هذا الجراج يتم عرض المعارض الفنية وإقامة الورش والندوات. هناك أيضا السطح فوق العمارة، الذي يسعي حمدي الآن ليعرض عليه أفلاما وعروضا سينمائية.. يقول: فيما قبل المشروع، كنت أدعو أصدقائي ونشاهد الأفلام هنا، كانت الأفلام تعرض من بروجكتور علي جدار العمارة المقابلة لنا. كنا نستمتع بالمشاهدة ومعنا الجيران أيضا.
من وجهة نظر حمدي رضا فالفن التشكيلي محدود بطبقة الفنانين وبعض النخبويين الذين يدعون فهمهم للفن. الفن يخاطب النخبة أو بالأساس الأغنياء القادرين علي شراء اللوحات، أما المواطن البسيط فليس لديه وقت للذهاب إلي معرض فن تشكيلي، باستثناء إذا ما كان هناك معرض قريب منه، ليس بمعني المسافة فحسب وإنما بمعني التواصل الإنساني أيضا. يضيف: أنا شخص قريب من أهلي هنا في أرض اللوا وأعرفهم جيدا. لذا لا يتحرجون من طلب زيارة الجاليري .
بدأ المشروع بملاحظة تعطش أهل المنطقة للفن التشكيلي. هذا التعطش الذي لاحظه حمدي عبر اشتراكه في ورشة فوتوغرافيا في جمعية أهلية في المنطقة. هناك بدأت الأسئلة تتردد عليه عن معني الفن. هكذا بدأت الفكرة إذن: محاولة لخلق مناخ بديل للفن التشكيلي، حيث فنانون كثيرون لا يحبون مركزية وسط البلد وهم يريدون مشروعا مستقلا عن الحكومة أو التاون هاوس.
أسأله: أليس مجال تأثيره هنا محدودا بنطاق أرض اللوا؟ . يجيبني بالنفي: من هنا أستطيع أن أخدم شباب فناني بولاق الدكرور وإمبابة والمهندسين وميت عقبة. ليس صدفة أيضا أن أحد أصدقائي وبعدما رأي فكرتي تتحقق علي أرض الواقع فكر في استثمار شقته في السيدة زينب لكي تكون جاليري أيضا. وبالرغم من هذا فأولوية تعامل المشروع الآن هي مع المعارض وورش العمل للمقيمين في المنطقة أو القريبين منها، وبعدهم في الأولوية يأتي الفنانون الغربيون.
بدأ المشروع في يناير الماضي وأقيم فيه معرضان، معرض فوتوغرافيا للفنان السويسري دافيد آبي ومعرض تشكيلي للفنانة المصرية هنا الديغم.
الموضوع أعقد بكثير من مجرد إقامة مشروع فني في منطقة شعبية، إنه يتصل بتقريب هذا الفن للجمهور. ألم يكن من الوارد حدوث صدمة لدي أهل المنطقة من اطلاعهم علي أعمال فنية معاصرة بهذا الشكل؟ يجيب حمدي: بالطبع، لكي أمنع هذا أؤكد علي أنها معارض للعرض فقط، أي ليست للبيع، حتي لا يري المشاهد العادي لوحة تساوي في تكلفتها مرتبه بالكامل، وهو الأمر المستفز له، بالإضافة أصلا إلي عدم فهمه للفن في هذه اللوحة. أحاول الاستعانة بخبراء في وضع منهج للتعامل مع الناس. همي الأساسي أن تكون المعارض معاصرة وحديثة وتكون لها دلالة واضحة بحيث لا تحتاج إلا لبعض الشرح البسيط. في نفس الوقت أنا لا أريد الهبوط بمستوي الفن الذي نقدمه هنا حتي يناسب أذواق الناس. أخذت قرارا بألا أعرض إلا أفضل الموجود في ساحة الفن المعاصر. التعامل الإنساني كذلك مع أهل المنطقة مفيد هنا جدا. يلتقط حمدي الصور الفوتوغرافية لأهل المنطقة في لحظاتهم الإنسانية. ينوي إقامة معرض لهذه الصور، ولكن الهدف الأساسي: أعطاء الصور لأصحابها بمجرد التقاطها، مع احتفاظه بنسخة منها. من هذه الصور صورة لولد يرتدي نظارات سميكة ويقود دراجة، أو طفل وطفلة ينظران من بلكونة أحد المنازل.
ويستكمل الفنان حمدي رضا شرح فلسفة المشروع قائلا: بالإضافة إلي تنظيم المعارض هناك الورش، وهي معدة للشباب والأطفال. ولها هدفان: أولا، مساعدة الموهبة الحقيقية حتي تجد مساحة للخروج. ثانيا: توفير مساحة الترفيه في ورشة كتلك. ليست هناك أي مساحات للترفيه في أرض اللوا سوي مركز شباب لا يقدم إلا مباريات الكرة والأفراح. وبالمناسبة، كلمت مدير هذا المركز لكي نقوم بعمل ما مشترك، فاتفقنا علي مهرجان موسيقي يقام هناك، لأن المساحة هنا لن تسمح باستقبال أعداد كبيرة.
تقام ورش رسم للأطفال من سن 8 سنوات إلي 15، وهي تقام كل يوم جمعة. أسأله: وكيف تجتذبهم للمشاركة في هذه الورشة؟ فيضحك ويقول: أبدا. بعد الصلاة يلعبون الكرة في الشارع. فأناديهم أنا ليدخلوا الورشة. في الأسبوع الماضي مثلا صليت الجمعة وعدت لأجدهم واقفين أمام الجراج ينتظرون فتحه لبدء الورشة.
لم يحصل حمدي علي تصريح لمشروعه بعد. الفن التشكيلي معفي من الضرائب ولذا فمشكلة التصريح ليست هامة هنا جدا. يقول: ولكنني سأحتاج التصريح عندما أبدا في إقامة عروض خاصة. نحن نريد أن نكون مؤسسة مستقلة ولكن علينا أن نراعي النظام نفسه، فيما يخص التصاريح والإشهار وما إلي ذلك.، عرضت علينا بعض المؤسسات مساعدتنا، اتصلت بنا مثلا مؤسسة بروهلفتسيا وعرضوا مساعدتهم وخاصة عروض التمويل بالنسبة للفنانين السويسريين، كما عرضت مؤسسة المورد تزويدنا بالكراسي في حالة لو كانت هناك عروض فيديو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على


.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة




.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء