الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابتعدوا عن الحيطان..وغنوا لها!!

راني خوري

2007 / 3 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الجميع يتحدث الآن عن المقالة التي نشرتها صحيفة الوطن السورية، عن فتوى السيدة "منيرة القبيسي" بعدم جواز نوم المرأة بجانب الحائط لأن الحائط مذكر!! خشية أن يستغفلها الحائط ويقوم بممارسة أعمال جنسية معها، وقد تناول أحد كتاب الحوار المتمدن هذا الموضوع في عدد سابق وبأسلوبه الجميل المعتاد، ولكني قررت أن أكتب ما أراه ضروريا وهاما في سياق هذه الفتاوى الهامة التي تصدر والتي لا يجب أن نأخذها كحالة عابرة، فالخطأ المرتكب منذ أربعة عشر قرنا، ابتدأ بإهمال فكرة بدت بسيطة في بدايتها وآلت إلى ما آلت إليه.

وأبدأ أولا بطرح مزيد من الأسئلة التي أثارتها في عقلي، هذه الفتوى لعلي أجد الجواب الشافي لدى السيدة "قبيسي" أو لدى أحد من العلماء الأفاضل، فكما تعلمون أننا كأفراد بسطاء ما أوتينا من العلم إلا قليلا، وبالتالي فلا بد لنا من طلب العلم من أهل العلم. وعذري في أسئلتي هو ذلك العضو (في رأسي، وليس الآخر) الذي لا يتوقف....عن التفكير، ولا يدع شاردة ولا واردة إلا وطلب لها سببا وعلة، ويظل يعمل ليلا ونهارا دون هوان، مبعدا عن عيني النوم، وعن جسدي الراحة ولا يهدأ إلا بمعرفة الجواب.

إن قسنا على المنهج العلمي الذي اتبعته السيدة الفاضلة في إصدار فتواها، فهل يجوز للسيدات انتعال الحذاء، أو لبس الجورب، ووضع الحجاب على الرأس؟ وهل يجوز أن تلمس بيدها الباب، وأن تلمس عورتها الكلسون (أو السروال باللغة العربية الفصحى؟ وأن يجس صدرها حمال الصدور "السوتيان"؟ وإن دخلت لتغتسل للوضوء، هل يجوز إدخال الخرطوم أو الإبريق الذي قد يمس فرجها أو شرجها إلى الحمام – وهو مذكر أيضا ؟ وهل يجوز أن تدخل إلى المطبخ دون محرم؟ وأن تفتح صنبور المياه بيدها؟ وأن يمس الماء المذكر اللعين يدها؟ وطبعا لا يمكننا أن نطالبها بالتيمم بالتراب "المذكر" أيضا؟

أسئلة عديدة تطرح نفسها وعلى أهل العلم الإجابة عليها، وهذا غيض من الفيض الذي غمرني وأغرقني لأيام عديدة بهذه التساؤلات المحقة.

يأبى عقلي أن يتوقف عن العمل!! فهو يسألني ماذا لو نام رجل بجوار الحائط؟ أفلا يستغفله الحائط؟ أو أن تثق المرأة بفرشتها أو بمخدتها ؟ ونصبح في مشكلة أخرى وهي الشذوذ الجنسي؟ وهل يجب أن أثق بسروالي وهو يحتضن أغلى ما لدي؟؟!! أو أن أثق بحذائي الشبق لأصبعي ؟! يا للهول، أنه ليس إصبعا واحداً ؟ هل يعقل أن المسألة أصبحت جنس جماعي؟؟!! ما الحل؟ سيدة "قبيسي" ما الحل؟إني أراها تبتسم لي وتقول: يا بني، الحل هو أن تسير عريانا!! فلا يمس جسدك سروال أو جورب أو حذاء، ولا حتى قبعة حيث لا يوجد بينما عقد زواج شرعي!! يا بني إنك تعمل عقلك فيما لا تفقه فيه، انتبه فإنك ستقع في دائرة المحظور!!

هذا العقل اللعين لا يتوقف عن العمل سيدتي، فهو يقول بأن الفتيات أيضا سيسرن عراة!! وبدل أن نشير بالبنان لدول أوروبا التي تقبل بوجود شواطئ للعراة، ستشير أوروبا إلينا، بأننا نعيش في مدن العراة!!

سيدتي، سأثق بسريري، وسأرررركب سيارتي، وسأددددخل فرشاة أسناني في فمي، وسأنااااام قرير العين علــــــى فرشتي، وسأحتضن مخدتي، وسأقبل بأن يكون غطائي فوقي، نعم سأقبل أن يكون فوقي، وسأولج ساقاي في بنطالي، وسأقبل الحائط والسقف الذين يحمياني صيفا وشتاء بشفتين حارتين ملؤهما المحبة، فهذا الأمور جميعها تريح عقلي وبالي، وتجعلني أكثر أمانا، ولن أخشى يوما أحاسب فيه على ما اقترفته من خطايا على الرغم من تحذيرات أهل العلم والمعرفة، أهل الدين القويم.

إقتباس عن المفكر والكاتب السعودي عبد الله القصيمي:
إن المطلوب عند المتديِّنين هو المحافظة على رجعية التفكير، لا على نظافة السلوك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟


.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف




.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي