الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أية ثقافة ؟؟

صبيحة شبر

2007 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل ان نجيب عن السؤال ، ونحدد نوع الثقافة التي نريدها ، يجب ان نبين ما معنى الثقافة ، هل هي القراءة ؟ هل تعني الكتابة ؟ واي نوع من الكتابات ، يوجد مفاهيم كثيرة للثقافة ، بعضهم يقول انه الإطلاع على الحضارات ، واتخاذ موقف واضح ومحدد تجاه القضايا ، التي تحدث أمامنا ، او نسمع بها ، وان العالم أصبح بفضل المخترعات والمكتشفات الحديثة قرية صغيرة ، يمكنك ان تشهد كل ما يحدث في ابعد بقعة من الأرض عنك ، وأنت جالس على كرسيك المريح في منزلك ، بعضهم يقول ان الثقافة هي معرفة العديد من اللغات الحية ، وان الاقتصار على اللغة الأم وحدها ، يمكن ان نطلق عليه صفة الأمية ، وبعضهم يرى ان الثقافة هي ان تتناسب أفكارك التي تعبر عنها بالأقوال مع أفعالك ، ولكن أصبحنا نسمع هذه الأيام عن وحدة المثقفين ، وانه يجب ان يكون لهم رأي واحد تجاه القضايا التي تحدث في العالم ، فهل يمكن مع هذه المطالبة ان يكون للناس جميعا ، رأي واحد وفي مختلف القضايا ، الفكرية والسياسية والاجتماعية والدينية ؟ وهل يمكن لأفراد المجتمع جميعهم ، ما داموا يحسنون إمساك القلم و معرفة الحروف ، ان يكون لهم موقف واحد ، تجاه القضايا الوطنية والعربية والعالمية ؟ هل يستطيع كل أفراد هذه المنطقة الملتهبة بالأوجاع ، الغنية بالثروات ، ان يتخذوا لهم موقفا واحدا نحو ما يحدث بالعراق مثلا او فلسطين ، او بقية الأقطار ، هل يستطيعون كلهم ان يدلوا بدلوهم نحو ما يحدث ، في كل اليلدان وكأنها بلادهم هم ، هل يمكن للإنسان المتنعم الجالس في وطنه ، متمتعا بحب أهله وناسه ، ان يعرف مأساة من كتب عليهم الغدر ، وذاقوا التعذيب وشردوا من أوطانهم ، هل يمكن لمن عاش بسلام ،ان يعرف معاناة من ذاق اليتم والحرمان ، ومرارة فقد الحبيب والقريب ، يمكن ان يتعاطف هؤلاء جميعا مع المحرومين ، ولكن هل يمكن ان يكون لهم رأي واحد وفي كل الأوقات ، وفي مختلف ميادين الحياة ، لماذا يطالبوننا ان نرى بأعينهم ، وان نسمع بآذانهم ، وان نعتقد بمفاهيمهم ونحن لم نعش حياتهم ، ولم نقرأ كتبهم ، ولم يجربوا هم معاناتنا ؟ كيف يمكن للناس جميعا ، ان يكون لهم راي واحد وهم مختلفون تماما بالصفات الخلقية والمكتسبة ، فان كان الناس يختلفون بدرجة الذكاء والاستعداد للتضحية ، ومدى الإخلاص بالعمل ونحو الآخر ، وان كانوا يتباينون بالهوايات والكفاءات ، والقدرة على الصبر ومواجهة الصعاب ، وان كان احدهم كريما معطاء والآخر بخيلا وهم من نفس البيئة ، وكان احدهم مقداما والثاني مترددا ، وكل الصفات يمكن ان نختلف فيها بالدرجة والنوع ، وهذا الاختلاف بالصفات الشخصية ، ناتج عن اختلاف الظروف البيئية وما يقرأ الإنسان من كتب ، ونوعية الأصدقاء ، ونوع العلاقة بين الأبوين ، وكيف كانت الأسرة أيام الطفولة والصبا
الناس مختلفون ، وليس من الإنصاف ان نطالبهم ، ان يتخذوا موقفا واحدا يرددونه مثل الببغاء ، وإنما يجب ان يكون موقفهم ذاك ناتجا ،عن اقتناع صحيح بوجهة النظر ، التي أثبتت لهم التجربة إنها صحيحة ، وإنهم يريدون ان يدافعوا عنها ، وهذا الاختلاف في الثقافات ،لا يعدم إمكانية ان يكون لنا موقف واحد تجاه القضايا المصيرية التي تهتم بها مجتمعاتنا دون فرض او إكراه









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحامي ثروت الخرباوي يكشف أسرار الإخوان المسلمين بالأدلة


.. 145-An-Nisa




.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى