الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبادرة السلام العربية ألمزمعه مع إسرائيل مبادرة إذعان

جورج المصري

2007 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عقود الإذعان هي وصف عقد بين متسلط متكبر وهي عقود من طرف واحد. يجحف حق أحد الطرفين فيها. غالبا من يضعها هو الطرف القوي المتكبر.

مبادرة السلام التي تمخض عنها أخر اجتماعات جامعة الدول العربية هو حلقة جديدة من الحلقات الهزلية في الصراع الديني بين المسلمين و اليهود.

هذه المبادرة التي تبناها ملك السعودية الحالي كتبت عندما كان ولي العهد عام 2002بنوع من الخبث الملحوظ و الدهاء الغبي. فهي تنص علي أن تجنح إسرائيل للسلم و تعترف بأن السلام و الحلول السلمية هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام بين المسلمين و اليهود. وفيه أيضا تعترف الدول الإسلامية بأن العنف و الحرب لم ينتج عنهما أي انتصار لإنهاء هذه الحرب. هل هذا الاعتراف سببه أن الدول الإسلامية ألان في حالة ضعف وتتوهم أنها ستقنع القوي بأن يذعن لمطالب الضعيف الشرير ؟
المطلوب من إسرائيل
إعادة الأراضي المحتلة قبل خط 4 يونيو 1967 بما فيها الجولان و جنوب لبنان.
حل لمشكلة ألاجئين الفلسطينيين حسب القرار 194 للأمم المتحدة.
قبول أن تقوم دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية و قطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

أن كانت الدول الإسلامية في حالة ضعف و تملي شروطها علي إسرائيل. فماذا سيحدث أن انقلبت الموازين وصارت الدول الإسلامية في موقف القوة؟

أن جنحت إسرائيل للسلام وعدم تبني طريق القوة سيعتقد المسلمون أن إسرائيل قبلت عن ضعف وبالتالي يستأسدوا عليها مرة أخري وأن تركت إسرائيل استعداداتها الحربية لمواجه عنف المسلمين فبهذا تكون إسرائيل وضعت نفسها في اكبر قبر حفرته إسرائيل بنفسها لنفسها.

هل ما قدمته تلك المبادرة فيه شيء جديد يجعل إسرائيل تتحمس لكي تنهي حالة الصراع بينها وبين الدول الإسلامية ؟

إسرائيل ستظل عدو الدول الإسلامية الأول حتى لو وقعت مع العرب هذه الاتفاقية كما هي وحتى لو حققت حلم العرب في إعادة القدس إلي قبضة العرب.

المشكلة لم تعد مشكلة بين دول عربية مجاورة لإسرائيل علي قدر من أنها مشكلة دينية ممتلئة بالكراهية ضد اليهود عامة. لو وقعت الدول العربية هذه المعاهدة فهل ستقبل بها إيران هل سيقبل بها الطالبان و أعاونهم من أمثال القاعدة و كل هذه الجماعات المتطرفة ؟ هل ستخرج علينا الفتاوى من الأزهر تقول لقد تم تحريم دماء اليهود وأرضهم وممتلكاتهم و أعراضهم ؟ سؤالي للسيد الملك العظيم خادم الحرمين الشريفين من سيلتزم بهذه الفتوى ؟

ثم لماذا تعتقد يا جلاله الملك أن إسرائيل ستعطي للعرب القدس الشرقية التي أغتصبها العرب منهم 14 قرن ماضية ؟ أن كان لأحد في القدس تاريخ فهم اليهود قبل أي ملل أخري ؟

المشكلة لن تحل مهما حاول المسلمين لان المشكلة مشكلة عقائدية في المقام الأول وليست مشكلة سياسية. من سيتنازل عن معتقداته أولا ؟ اليهود من تواجدوا في هذه البقعة منذ ألوف السنين وبها معبد سليمان الحكيم ؟ أم سيتنازل عنها العرب الذين بنوا الجامع ألأقصى فوق معبد سليمان ؟ (الجامع ألأقصى الذي لم يكن موجودا من الأصل و سمي بالحرم الثالث )

إذا كان المتكلم مجنون فالسامع عاقل. العقائد الدينية التي لا تسمح بوجود الأخر و التي لا تعرف للسلام معني إلا بالقتل لا يؤتمن لها جانب.

في اعتقادنا أن المشكلة الإسلامية اليهودية لن تحل إلا أن تبنت تلك الدول سياسة فصل الدين عن الدولة و إبعاد الدين عن المشاكل السياسية. وبما أن هذا من رابع المستحيلات فأذن فلتحلم العرب و المسلمين بسلام لم يأتي إلا إذا تحولت أحلامهم إلي أحلام بألالوان الطبيعية و بصوت ستريو.
لتوضيح نقطة صغيرة جدا للسادة القراء أنني لست متحيزا لإسرائيل و لست ضد المسلمين. أنما أنا مع التفتح السياسي و الدولة العلمانية وضد الغباء الديني السياسي بكل صورة ولك عزيزي القارئ أن تتخيل مدي الخيار بين الفريقين وهما وجهان مختلفين لعملة التعصب الواحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يدمر كنائس المسيحيين في السودان ويعتدي عليهم؟ | الأخبار


.. عظة الأحد - القس تواضروس بديع: رسالة لأولادنا وبناتنا قرب من




.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم