الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
شذى حسون من رحم الألم خيط أمل
عواطف عبداللطيف
2007 / 4 / 4المجتمع المدني
الألم يغزو النفوس ولا يستطيع عراقي مغالبته سواءاكان داخل العراق او خارجه
العراقي داخل العراق وهو يعاني من صعوبة العيش تحت وابل الهاونات والرصاص المتطاير من كل مكان
والمفخخات والاختطاف والقتل على الهوية والتمثيل بالجثث والقائها في الشوارع وفي المزابل ودجلة
اصبح نهارهم يبدأ بجثة قتيل وليلهم يمسي على اصوات الهاوانات واخبار المشرحة والجثث المجهولة الهوية
اثقلتهم تكاليف الحياة وهم يتراكضون من اجل الحصول على عدد من ألتار البنزين او الغاز في بلد
يطفو على بحيرة من النفط وعلى الكثير من الخيرات من اجل ديمومة الحياة وتوفير الطعام والشراب
للأطفال وحمايتهم من القتل والاختطاف
اصبح الطفل لا يعرف غير الرشاشة والمسدس لعبة يلهو بها والرعب والخوف يملئ نفسه
منظر الدم هو ما تراه العيون كل يوم والامراض تتفاقم والمخدرات تنتشر والادوية مفقودة والحصة التموينة
نماذج
لا علاقات اجتماعية لا زيارات لا تأدية واجبات وفي الكثير من الاحيان لا دوام للوضع الأمني السئ وغلق الطرق
الجامعات متروكة والاساتذة تحت التهديد والقتل
ام عمر تخاف على عمر وام علي تخاف على علي يحتضنون ابنائهم ويدعوهم اطول وقت ممكن امام عيونهم
اصبح الموبايل وسيلة الاتصال عند التنقل للأطمئنان واحدا على الاخر عندما يهز المكان صوت انفجار او تسقط
قذيفة هاون على حي ما
والعراقي خارج العراق لمختلف الاسباب منهم من غادرها منذ سنوات ومنهم من تم تهجيره ومنهم من قتل عزيز
عليه ومنهم من عانى من الاختطاف ودفع الفدية ومنهم من اضطر للسفر خوفا منهم من استقر في البلدان العربية
ومنهم من طلب اللجوء ومنهم من حصل على سمة دخول لدولة معينة واستقر فيها ومنهم من استطاع الحصول
على عقد عمل ليتمكن من اعالة ابنائه ومنهم من وقف طوابير امام المنظمة الدولية للهجرة بغية الحصول على خيط
أمل لمستقبل مجهول له ولعائلته
تركوا خلفهم اهلهم وبيوتهم واقاربهم واصدقائهم يصحون على القنوات العربية وعلى اخبار القتل يسارعون الى
الاتصال بعوائلهم من اجل الاطمئنان عليهم وهم يبحثون عن كارتات مخفضة للأتصال بالعراق ونجد هناك من يسمع
انه فقد عزيز في المجابهة التي حدثت في الشارع الفلاني او سقط في الأنفجاراو قتل على يد ارهابي ويبدأ العزاء
وتتوافد العوائل العراقية المغتربة للمشاركة ويدها على قلبها ان لا يكون الغد دورها في ذلك
ويبقى الالم يعيش مع كل عراقي اينما كان لا راحة بال ولا استقرار يكون صباحه ألم ومسائه ألم يبحث عن شئ
يربطه بأيام العراق الجميلة أيام العز ايام المحبة ايام التآخي
العرب والاكراد والتركمان
المسلمين والمسيحين والصابئة واليزيدين
السنة والشيعة
جلساتهم افراحهم عزائهم احتفالاتهم اعيادهم لا فرق بين واحد واخر المحبة في قلوب الجميع واحدهم يساعد الاخر
واحدهم يسند الاخر في الشدة ويشاركه الفرح
اصبحت كلها أحلام
ان يجتمعوا من جديد
ان يشربوا من مياه دجلة النقية بدون جثث ويجلسوا على شواطئه ويأكلون المسكوف
ان يأكلوا خبزا حارا من التنور من طحين بدون برادة
ان يأكلوا تمر البصرة ويشربوا لبن اربيل ويأكلوا قيمر الحلة وقشطة الموصل وبرتقال ديالى
وتعود البيوت الكبيرة تحتظن بين اجنحتها الجميع صغارا كبارا فرحين متحابيين
وهم في احلامهم يحاولون ان يجدوا خيطا لأمل يربطهم ببعض
فعندما يلعب الفريق العراقي كرة القدم تراهم في كل مكان يتابعوه وتنقلب الافراح الى حيث يكونون وهم يستعيدون
ايام رقصهم وزغاريدهم ونثرهم الواهلية وصوت المزيقة في شارع الرشيد والمنصور والكرادة والمسبح والفضل
والاعظمية والكاظمية والدورة والسيدية وبغداد الجديدة والمشتل والبنوك والمستنصرية والغزالية والجهاد
والعامرية والجادرية
وتأتي شذى حسون لتجمعهم من جديد وهي تشارك بأسم العراق بأمكانياتها العالية
كم واحد منا استطاع وهو خارج العراق ان يوقف دموعه وهو يرى علم العراق في يدها ويد الجمهور
كم واحد منا مسك قلبه وهي تتنافس من اجل الحصول على أصوات الجمهور خوفا من خروجها
كم واحد داخل العراق وخارجه صوت لها
هل عرف احد منا عندما قام بذلك هل هي شيعية ام سنية
كل الذي نعرفه اننا نريد شيئا يبعدنا عن شبح الالم والحرب والمعاناة اليومية
شيئا يجمعنا معا
شيئا يخرجنا من رحم الألم ويعيد لنا الفرحة
شيئا يعيش في دواخلنا
شيئا يعيد في قلوبنا الأمل
شيئا يربطنا ببعض
شيئا نريد ان نمسك به ولا يفلت من
انه العراق .......وحب العراق........واسم العراق
وأن يعود العراق معافى ويعود الجميع اخوة متحابين الى بيوتهم وعوائلهم واعمالهم من اجل بناءالعراق بأياديهم
هل عرفتم ما استطاعت شذى حسون ان تفعله
استطاعت ان توحدنا وتظهر أصالتنا بعد ان عبثت الايادي المنتفعة والمرتزقة والمحتلة والخائنة من زرع التفرقة
بيننا لتثبت أنهم لا يستطيعون ذلك
ما دام في عروقنا يجري العراق
مادام في قلوبنا نبضا اسمه العراق
مادام في ارواحنا نفسا اسمه العراق
حفظ الله العراق والعراقيين من كل سوء
وجعلهم مترابطين متماسكين متراصين في وجه من لا يريد لنا الخير كائن من يكون
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري
.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان
.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو
.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ
.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا