الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعمل الخلفي للديانات والافكار

فيليب عطية

2007 / 4 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم تكن علاقة الانسان بالطبيعة علي المستوي الذهني علاقة العلة والمعلول في صورتها البسيطة التي نفهمها الآن،بل كانت -ان جاز القول- علاقة غامرة تشمل الفرد والمجتمع والطبيعة وماوراء الطبيعة في ظاهرة فريدة لعلاقة الكل بالكل لاعلاقة الجزء بالفرد او الفرد بالفرد ،وعلي سبيل المثال ،لم يكن اشتعال شجرة عندما تضربها الصاعقة مجرد علاقة اشتعال بسيطة يحددها درجة جفاف الخشب ودرجة الحرارة المنبعثة من الصاعقة بل كانت اشبه ماتكون بحدث كوني يضم الشجر والصواعق ومن يزرع الشجر ومن يرسل الصواعق،وعلي هذا لم يكن معالجة الحادث تقتصر علي مجرد اطفاء الحريق بل كانت تقودنا الي سلسلة طويلة من الممارسات السحرية والدينية التي تستهدف اقتلاع الظاهرة ،ولو كان المجتمع علي درجة من الازدهار تتيح لرجال الكهنوت ان يدلوا بدلوهم لوجدنا سيل من البحوث والرسائل عن التقوي كسلاح ماحق ضد النار والصواعق او:من يزرع شجرة عليه ان يحميها بوبرة.....الخ...الخ
وباختصار لم يكن العلم اوالتفكير العلمي موجودا ،وكان علي السحر والدين ان يفعلا الكثير،وقد فعلا واخترقا وايم الحق آفاقا لم يتصور احد ان الانسان قادر علي اختراقها ووصلا الي العرش الالهي نفسه ،اما اذا اظهر الاله -كما يحدث في الكثير من الديانات البدائية-عدم تعاونه ،فقد كان يهدد واذا استمر في عناده فمن المرجح ان يحرق او يطاح به ..الي آخر تلك القصص المسلية التي يحفل بها تاريخ الجنس البشري
ولم يكن كل هذا الهراء نابعا من فراغ بل كان نابعا من تمسك الانسان بحقه في البقاء وهو حق يتيح له مناطحة الآلهة والشياطين ،وعلي هذا لم يكن مفهوم الاله بالمعني الهمايوني الذي نفهمه الآن ....نعم هو كائن يجب مرضاته والتقرب له لكنه في النهاية هو مجرد كائن عليه ان يؤدي وظيفة معينة كي تستمر الحياة،ومن هذا المنظور وحده يمكن ان نفهم الكثير من الغرائب التي تحفل بها الديانات
لايخلو دين من الديانات القائمة او البائدة من عنصري الغرابة والاثارة
فمثلا تبعث اسطورة ايزيس واوزيريس الفرعونية زفرات القلب الملتاع ،ولكن كان من الحماقة والغباء وسط طقوس التجنيزوالبعث ان يسأل احد المريدين نفسه:ايمكن لاله بالغ الفحولة ان يقطع ويمزق وتلقي باعضاء جسمه الي الحقول او الارض الغريبة حتي تجمعها ايزيس وتعيد قيامته
ونفس الدرجة من الحماقة والغباء عندما نتسائل :اكان يجب علي المسيح ان يصلب ويموت ويظل في قبره ثلاثة ايام لينهض وقد حقق التواصل المنشود بين الاله والانسان ؟
نستطيع ان نجد التفسير لاسطورة اوزيريس في التبادل الدوري للفيضان والجدب الذي تميز به وادي النيل ،ويمكن ان نجد التفسير للاسطورة المسيحية في الاسطورة الاوزيرية نفسها مع مراعاة الفذلكة اليهودية التي اعادت تاريخ الانسان والعالم الي الاسفار التوراتية ورفض كل ماعداها
ولكننا لانستطيع ان نفهم كيف نظل حتي الآن اسري لخرافات العالم القديم واساطيره








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ


.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها




.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة




.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا