الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤسسات المجتمع المدني..الدور الغائب

فواز فرحان

2007 / 4 / 6
المجتمع المدني


لم نكن في السابق نعي بصراحه طبيعة الدور الذي تؤديه مؤسسات المجتمع المدني سوى انها مؤسسات غير حكوميه اما مهامها والوظيفة التي تؤديها لخدمة المجتمع فقد كانت معلوماتنا عنها مقتضبه للغايه,اما اليوم وخاصة بعد ان بدأت هذه المنظمات تلعب دورا محوريا في نشر الوعي لدى معظم فئات المجتمع لفضح الاعيب الطبقه السياسيه في مختلف البلدان وتمرير اجنده سياسيه تتعارض مع مصالح العمال والطبقه الوسطى في المجتمع فأنها اكتسبت شهره عالميه وراحت تتلقى الدعم والمسانده من طليعة المجتمع من المثقفين واساتذة الجامعات وطلبتها في نشاطاتها الهادفه والبناءه كي لا يكون المجتمع لقمه سائغه وعرضه لتلاعب الطبقه السياسيه والاتفاقيات التي من شأنها الاضرار بمصالح الاسره البشريه.في الدول الاوربيه تلعب هذه المنظمات دورا خلاقا في نشر مفاهيم العداله الاجتماعيه وتوعيه الناس بالمخاطر الجمه التي تنتظرهم من نتائج اتفاقيات اقتصاديه وعسكريه والقرارات السياسيه الهادفه لشن الحروب واقتسام الغنائم وحتى من الاتفاقيات التي من شأنها الاسهام في تلوث البيئه والحاق الاذى بالحيوانات والمخلوقات الضعيفه الاخرى.والدور الذي قامت به مؤخرا هذه المنظمات في التحذير من مخاطر العولمه وتأثيراتها السلبيه على المجتمعات تركت انطباعا قويا في اذهان فئات واسعه داخل المجتمعات الاوربيه التي راحت تستجيب لكل نداء تطلقه هذه المنظمات للتظاهر في اي بلد من بلدانها وهذا الانطباع تمثل في اكتسابها مصداقيه مؤثره خاليه من المصالح الشخصيه او الانانيه الضيقه التي تضعف عملها في بعض الاحيان فراحت طوابير الشباب تتنقل من هذه العاصمه الى تلك للمشاركه في مناهضة مشاريع العولمه وتلوث البيئه والاحتباس الحراري واتفاقيات التجاره الحره التي تعمل على زياده الهوه بين الفقراء والاغنياء في معظم البلدان التي توقع هذا النوع من الاتفاقيات والتي يذهب ضحيتها الطبقات الفقيره التي تمثل الحلقه الضعيفه في المعادله الدوليه الاقتصاديه وكذلك تذهب اقتصاديات بلدانها التي تحكمها طبقات سياسيه لا تفكر سوى في مصالحها والحفاظ على كراسيها .وتستحق الجهود التي تبذلها الاشاده والتثمين ومعظم الذين ينظمون عمل هذه المؤسسات هم من الاطباء والمحامين واساتذة الجامعات وحتى الفئات المثقفه الواسعه من كلا الجنسين,وهذه الفئات تمتلك بلا شك وعيا يؤهلها للقيام بعمل شاق كهذا ينطلق من احساس عال بالمسؤوليه تجاه المجتمع البشري بشكل عام.اي ان قيمة الانسان ودوره الحضاري يأخذ حيزا واسعا من اهتمام هذه المؤسسات وتدرك ان من واجبها التصدي لاي عمل من شأنه الاضرار بالحياة المدنيه وطريقة العيش المناسبة لمعظم فئات المجتمع وهي مهمه ليست بالسهله كما يتصور البعض بل انها تكلف القائمين عليها جهودا مضنيه من اجل اتمام العمل على اكمل وجه وتوفير الظروف الملائمه لانجاحه والعمل ليل نهار على حساب راحتهم واوقاتهم وهنا تكمن اهمية الدور الذي يقومون به ويترك تأثيرا عميقا في المجتمع الذي تتوفر فيه هو الاخر عوامل تفهم اعمال انسانيه من هذا القبيل,وفي دول امريكا اللاتينيه بدأت مؤسسات المجتمع المدني تشهد تطورا ملموسا في اداءها وتحاول الوصول الى مستوى الجهود المبذوله عند نظرائهم الاوربيين والزياره الاخيره للرئيس الامريكي جورج بوش اثبتت ان الدور الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في امريكا اللاتينيه والتي حاولت ان تثبت وجودها من خلال معارضتها لزيارة الرئيس الامريكي لمعظم بلدان المنطقه والتي شملت البرازيل والاورغواي والارجنتين فقد شاركت فئات شعبيه واسعه وشخصيات سياسيه واجتماعيه بارزه في القاره يتقدمهم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي لم يترك فرصه كهذه تفوته لتشجيع عمل هذه المؤسسات التي تعمل لخدمة المجتمع بأخلاص لا لاجل شيئ الا للمساهمه في جعل العالم اكثر امنا واستقرارا ودفع عجلة النمو في مختلف البلدان الى امام وهو شعور انساني خالص يثمر وينمو بجهود تلك الطبقه التي تضع على عاتقها النظال ضد اشكال القهر والمعناة التي تصدرها لهم باستمرار الرأسماليه العالميه والتي تدرك جيدا ان نمو عمل هذه المؤسسات يمثل عائقا امام تحقيقها لكثير من المشاريع فتحاول بشتى الاشكال وضع العراقيل امامها قدر الامكان ومحاصرتها بعده اجتماعات دوليه كبرى في ان واحد معا طالما انها لا تستطيع فرض الحضر على اعمالها.وحتى في الدول الاخرى الاقل تطورا بدأت مجاميع من المثقفين في العمل على تفعيل دور هذه المؤسسات كما فعل انصار الحريه في مصر وبعض البلدان التي ادركت مؤخرا ان تفعيل عمل مؤسسات المجتمع المدني بقدر ما يسبب ازعاجا للسلطات السياسيه الا انه يحمل معه تطوير وعي الافراد داخل مجتمعاتهم وجعلهم اكثر قدرة ووعي على خوض غمار المصاعب الحياتيه التي تواجههم وتواجه دولهم في بعض الاحيان.اما في العراق الذي لم يعرف طعما لعمل منظمات من هذه النوع بسبب الدكتاتوريه البغيضه فأن ولوجه الى وضع اخر يختلف تماما عن السابق لم يكفي لقيام مؤسسات مجتمع مدني تأخذ على عاتقها القيام بالواجب الذي من شأنه ادخال عنصر الوعي الذي يمثل الضروره الملحه للانطلاق بمشروع يهدف الى جعل المجتمع قادرا على مواجهة مشاكله والتعامل معها بعقليه تختلف عن تلك التي كانت سائده في عهد الدكتاتوريه وجعلت من المجتمع يعيش حالة من الرهبه المليئه بالحذر من الاشتراك في مظاهرات للتعبير عن الاراء التي تعكس قناعاتهم.والقائمين على تشكيل مؤسسات المجتمع المدني في العراق بعد الاحتلال لم يتمكنوا من تجاوز ترسبات الواقع المظلم الملئ بالافكار المتضاربه المتناقضه التي تؤسس افكارهم القادمه من مستنقع الدكتاتوريه وبدلا من القيام بجهود من شأنها تخفيف هموم المواطن وتوعيته بطبيعة متطلبات الحياة الجديده واهمية الدور الذي يمكن ان يلعبه المواطن في دفع عملية البناء في مختلف اشكاله الى امام راحوا يقعوا ضحية التوصيات التي يقدمها لهم الاحتلال وطبيعة العمل الذي يتوجب عليهم القيام به وبذلك فقدوا احد اهم مقومات وجودهم كمؤسسات للمجتمع المدني واصبحت حتى هذه المؤسسات ساحه للتجاذبات السياسيه الطائفيه والدينيه لهذا الحزب او ذاك .ولكن..!هل يصح قيام مؤسسات من هذا النوع في ظل وجود احتلال مباشر للبلد؟وما هي الوظائف التي تستطيع القيام بها لخدمة المواطن في الوقت الذي يتعرض فيه للاهانه والاذلال في كل لحظه على يد جنود الاحتلال ؟انها تبدو مهمه مضحكه بعض الشيئ رغم قسوة الظروف التي يمر بها شعبنا العراقي الواقع اصلا بين فكي الاحتلال والارهاب ويجدر بالقائمين على عمل من هذا النوع ان يتركوا الحديث عن مؤسسات المجتمع المدني الى اجل غير مسمى حتى ينجلي كابوس الاحتلال وتنجلي معه ترسباته المظلمة التي دفعت الكثير من العراقيين للعمل معه ,فالعراق ليس المانيا كي يرضى شعبه بوجود احتلال على اراضيه!!فالالمان استقبلوا الامريكان على اساس انهم شقيق اكبر جاء لتصحيح وضع شاذ جلبته دكتاتوريه هتلر للبلاد والاثنين ينتميان للعالم الغربي والمسيحي والكثير من القواسم المشتركه الاخرى ,اما حالة العراق فمن الصعوبة بمكان ان نجد اي قاسم مشترك بين المجتمع الامريكي والعراقي الا في حاله واحده فقط وهي ان الاثنين ينتميان للمجتمع البشري.فأي قواسم مشتركه يمكن ان تجدها مؤسسات المجتمع المدني العراقيه بين العراقيين وقوات الاحتلال كي تقوم بأحداث اي نوع من التقارب بينما؟؟ان افضل دور يمكن ان تقوم به مؤسسات المجتمع المدني هي ان تتوجه للشعب وتساعده على ادراك العواقب الوخيمه للاحتلال على سيادة البلد وان تساعده على ادراك مخاطر العمل معه كي لا تتحول البلاد بعد انسحاب قوات الاحتلال الى ساحة جديده لتصفية الحسابات مع الذين جندوا انفسهم لخدمة قوات الاحتلال وتجربه نزوح الملايين من الفيتناميين الذين عملوا مع الاحتلال لازالت ناظره امام اعيننا بل حتى المجتمع الامريكي لا يعاملهم الا على انهم خونه لوطنهم والذي لا يتمكن من الاخلاص لوطنه لن يتمكن من اعطاء اخلاصه لامريكا ففاقد الشيئ لا يعطيه ومنعوا حتى من اداء الكثير من الوظائف انطلاقا من هذا المبدأ,فنحن لم نسمع عن اؤلئك الذين عينهم هولاكوا في مواقع المسؤوليه ابان احتلاله للعراق كما لم نسمع عن اسماء الشخصيات التي عينها العثمانيون على سده الحكم في العراق طوال خمسة قرون من احتلالهم للعراق وكذلك لم يصمد الذين عينهم الانكليز طويلا ربما ارادة الطبيعه او الاراده الالهيه لم تشأ ان يتبؤا احدا من الذين عملوا على الضد من ارادة شعوبهم ان يكون اسمه تحت الشمس طالما ان كل الشرائع وضعت الدفاع عن الوطن ضد اي احتلال واجبا مقدسا على كل الشرفاء والوطنيين فأي دور يمكن ان تقدمه مؤسسات تفكر ليل نهار في الطريقه التي من شأنها ارضاء سلطات الاحتلال وتجنب بطشها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئاسة التركية: نجري متابعة للأجواء السلبية ضد اللاجئين الس


.. الدكتور محمد أبو سلمية: هناك تعذيب شبه يومي في السجون الإسرا




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأونروا: الأوضاع في غزة كارثية ج


.. جهاز الشاباك: حذرنا بن غفير والأمن الوطني من استمرار الاعتقا




.. شهادات أسرى غزة المفرج عنهم حول التعذيب في سجون الاحتلال