الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


د. وفاء سلطان ومبررات تخلف الأمم

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2007 / 4 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قرأت للكاتبة الأمريكية من أصل سورى د. وفاء سلطان مقالات عديدة فى منتدى الحوار المتمدن حيث تحاول جاهدة وضع يدها على الأسباب التى أدت وتؤدى إلى تدهور حال المسلمين أخلاقيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا وتعتقد أن التعاليم الإسلامية تحث على كراهية الآخرين من ذوى الديانات الأخرى وكذلك تشير إلى عدم قدرة المسلمين على إقامة تواصل وحوار فعال ليس فقط مع الآخرين ولكن أيضا مع بعضهم البعض. وتذهب الكاتبة إلى أن الغرب متقدم ومتطور حضاريا وثقافيا ولا يجد غضاضة فى قبول الآراء المختلفة وتعزى ذلك إلى الديانة التى تعتنقها هذه الشعوب وهى الديانة المسيحية التى تدعو إلى المحبة وقبول الآخر.

واعتقد أن الكاتبة القديرة قد جانبها الصواب فى هذه الاستنتاجات والأدلة التى ساقتها لإثبات نظريتها فى تفسير سلوك المسلمين والحالة المتردية التى تعانى منها الشعوب الإسلامية. وهذه الاستنتاجات تثير الكثير من التساؤلات: فلو كانت الديانة قد لعبت دورا فى تخلف الأمة الإسلامية فكيف نفسر التقدم الاقتصادى لدولة إسلامية كماليزيا التى استطاعت أن تحقق مكانة متميزة بين النمور الأسيوية؟ وكيف استطاعت باكستان التى تمتعت بحكم ديمقراطى حتى وقت قريب أن تصبح دولة نووية؟ وإذا كانت الديانة الإسلامية تعزز الحكم الديكتاتوري السلطوى فى البلدان الإسلامية فبماذا نفسر الانتخابات الرئاسية التى شهدتها موريتانيا التى استطاعت ما بين طرفة عين وانتباهتها أن تتحول إلى نظام ديمقراطى لا يقل نزاهة عن الأنظمة العريقة فى أوربا وأمريكا؟ وفى المقابل هنالك دول فى أمريكا اللاتينية تعتنق شعوبها الديانة المسيحية ومع ذلك تعانى من الأمراض الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهى ذات الأمراض التى تتألم منها الشعوب العربية. وإذا كانت الديانة تصلح لتفسير تقدم وتخلف الأمم فبماذا نفسر تباين الأحوال فى دولتين (كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية) تعتنق شعوبها نفس الديانة؟ فرغم أن كوريا الجنوبية تشهد تقدما وتطورا حضاريا فى كافة مجالات الحياة إلا أن كوريا الشمالية تعانى من التخلف والتردى الاقتصادى والسياسى. وإذا كان التردى الأخلاقى للشعوب يمكن تفسيره بالإشارة للديانات التى تعتنقها فبماذا نفسر اتخاذ الغرب الدين كوسيلة لتبرير ابشع الجرائم التى ارتكبت فى التاريخ الإنسانى؟ ولا اعتقد أن الكاتبة القديرة فى حاجة الى من يذكرها بالحملات الاستعمارية التى قادها الغرب ضد الشعوب المستضعفة التى تعرضت أحيانا للإبادة الجماعية كما حدث مع الهنود الحمر فى القارة الأمريكية وكذلك تبرير تجارة الرقيق والممارسات العنصرية التى شهدتها القارتين الأوربية والأمريكية وحدث كل ذلك تحت مظلة الدين ومباركته من خلال الاستناد إلى نصوص مستقاة من الكتب المقدسة.

وخلاصة القول: الديانة لا دخل لها فى تقدم الشعوب وتطورها وغير مسئولة عن التخلف التى تعانى منه بعض الأمم ولا يجوز تفسير سلوك الناس على أساس دينى بحت. فمن المعروف أن أوروبا وأمريكا شهدت منذ عصر النهضة طلاقا بائنا بين السياسة والدين وتحول الفكر الإنسانى نحو الإيمان بقدرات العقل البشرى ومن ثم لا يصلح الدين لتفسير تقدم وتطور تلك الشعوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري