الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العيد الوطني يا عراق المجد

عادل الياسري
مؤرخ

(Adel Alyasiry)

2007 / 4 / 10
المجتمع المدني


تأملت في أعماق النفس كثيرا ؛ وحاولت ؛ ان أجد تفسيرا لأعيادنا الوطنية ؛ ولكني رجعت خائب ؛ كلما أردت أن أرسم صورة العيد الوطني في عراق الجراح ! عراق الالم ! .وبدأت رحلتي ؛ منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة 1921 . ؛ و كانت اول التأملات العودة الى عام 1922 ؛ حين حاولت ؛ نخبة من العاملين في حقل ثورة العشرين [1920 ] في مدينة النجف الاشرف للإحتفال بيوم الثورة ؛ وأعتباره عيدا وطنيا ؛ غير أن سلطنة عبدالرحمن النقيب زمجرت في المدينة ؛ وقادة فرقة المانجستر ؛ وازيز دباباتها ؛لوحت في المدينة برايات جزيرة هنجام [[ فرقة المانجستر إبيدت في معركة الرارنجية ـ هنجام الجزيرة التي نفي اليها أبطال الثورة بالقوانين العرفية للاحتلال .]] حاولت الابتعاد عن العشرين ؛ لأدخل في برج الاربعين عند بوابة (( حركة مايس )) ووجدت رشيدها ؛ رافعا أسواط الطائفية الخبيثة ؛ وكان مختنقا بها حتى عطاسه ؛ فغابت رحمة العطاس ؛ ليطأطئ زكام الطائفية بين ثناياها ؛و حاملة معها كل عدوى الطائفية .وبعد زكام مايس ! أقتربت من عناويين تموز الاولى و بوابة عشتار ؛واذا تصطف بجانبي ؛ رائحة ذكريات مذبحة قصر الرحاب ؛ وفصولها ...! فلم تشف القلوب ؛ رفع المصاحف ولا سورها المدنية و المكية ؛ ولا أيات ناسخها و منسوخها ؛ ولا البراءة تشفع ...!

وجاءت بعد الصحف الاولى لتزحف علينا (( عروس الثورات )) ؛ عروس أفراحنا ؛ كان تاجها ؛ له تسعة مخالبا دمويا ولونا أمويا ؛ تأكل به من لحم البشر ومن عناوين الشرف؛ خرجت من مصانع حراس العروبة او حراس القومية ؛ وتغيب بقدوم عرستنا حمامات السلام ؛ فصارت أسيرة حاملة معها ليلها البهيم ...! وبعد الليل أطرق بابنا ؛ صبح تموز الاخر ؛ وهتفوا أهل الصبح ؛ انهم حاملين بشائر الصبح ؛ وأناقة ألوان القمر ؛ لكن القمر صرخ؛ المقابر الجماعية ...! إعدام الحرية في شهر العسل ..! وفي شهر العسل صنع الطبر ..! وبين الساطور و الطبر ؛ نقشت في طلاسم المنظمة الحزبية ؛ تهديم صومعة الاسرة الامينة ؛ وتفكيكها بالتقارير البعثية .
لقد شيدت لنا المنظمة الحزبية ؛ مأذنة ؛ صار فيها الوطن فردا ؛ وصار ميلاده عيد الوطن الاكبر ...!
يا وطني العزيز إي عنوان اكتبه لك ؛ وإي يوم هو عيدك الوطني ...! ...! وكلما جاءت امة لعنة اختها ... لعنة ... اختها .. وأين نحن من اعياد الامم ؟ ومتى يتنفس عيدك ؛ وهل يتنفس بالاحكام العرفية .
حاولت ان ارسم صورتك البهيجة في احداقي ؛ وانا إشاهد الامة الامريكية ؛ جالياتها ؛ و إديانها وطوائفها و اجناسها الابيض و الاسود ؛ تحتفل بالعيد الوطني .. الالعاب النارية ؛تتوهج في السماء ؛ بعذوبة الافراح ؛ وبإبتسامات الاطفال ... أليس أنت ياوطني يتيم الاعياد او لاتمتلك عيدا . ويوم كنت تلميذا قال لي معلمي : اكتب عن اليتيم في العيد ؛ ولكني اليوم وجدت وطني هو اليتيم ؛ وهل ياوطني إن كنت يتيم الاعياد؟ وهل يبقى في الوطن وطنية ..؟ وهل قوات الاحتلال هي التي تصنع لنا أعيادنا الوطنية ..؟ وهل تدلّت كل أحزان الوطن ؛ واختزلت أرقام الزمن كلمات شاعرنا الأبي [ الضرس الما ضحك بالعيد ... إتريد بالطباك يضحك ...] وانظر ياوطن ماذا ؛ تفعل الاحكام العرفية ؛ انها تنطق باسم الشعب ..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار